كشف مدير المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير عمار بوطالبي، أمس، أن الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي، قررت، رسميا، استثمار مبلغ 1 مليار دولار في المجال الفلاحي بالجزائر، في أول مبادرة استثمارية من هيئة دولية بالجزائر، مؤكدا رغبة عدة هيئات الاستثمار في القطاع الفلاحي. أكد بوطالبي، أن هذه المبادرة الهامة تأتي تتويجا لزيارة رئيس الهيئة، المزروعي، مؤخرا، للجزائر ولقائه مع الوزير الأول ومختلف المسؤولين الذين أوضحوا له المناخ العام للاستثمار ببلادنا»، مشيرا إلى وجود عدة جهات تسعى إلى الاستثمار، سواء في القطاع الفلاحي أو قطاعات أخرى. أوضح بوطالبي، أمس، خلال نزوله ضيفا على برنامج «ضيف الصباح» بالقناة الإذاعية الأولى، أن «الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي وضعت رسميا قدمها بالجزائر من خلال تخصيص مبلغ مليار دولار للاستثمار بالمجال الفلاحي، حيث استفادت من 10 آلاف هكتار في ولاية تيارت و10 آلاف هكتار أخرى في المنيعة بولاية غرداية». «تسعى الهيئة للاطلاع على تجربة المستثمرة الجزائرية - الأمريكية في البيض، أملا بتنفيذ تجربة مماثلة مع شركاء جزائريين»، مضيفا «أن أهم دور للمركز العربي الأفريقي للاستثمار والتطوير هو البحث عن صناديق دولية مثل هذه الهيئة التي تساهم فيها الجزائر ماليا بقوة دون أن تستفيد منها، للأسف الشديد، «ونحن نريد دعم هذا التوجه». وقال المتحدث، «في المرة السابقة عندما تحدثنا عن استقطاب 1 مليار دولار للفلاحة نريد أن يذهب الإستثمار لولايتي الواديوغرداية، وحتى الهيئة العربية نفسها تريد هذا التوجه بعد إعجابها بالمؤهلات الكبيرة التي تعرفها الولايتان في المجال الفلاحي». في هذا الصدد ستكون لمسؤولي الهيئة زيارة للمنطقة في التاسع من الشهر الجاري، كما ستكون لهم زيارة للجزائر في الفترة بين 24 و29 أفريل الجاري لاستكمال الإجراءات، حيث ستكون لهم لقاءات مع وزير الفلاحة ومديري بنك الفلاحة والتنمية الريفية والتنمية المحلية، فضلا عن عديد المستثمرين، وهم اليوم بصدد البحث عن شركاء جديين للاستثمار بالمجال». ملتقى دولي حول الاستثمار يومي 9 و10 من جهة أخرى، أعلن بوطالبي، عن تنظيم الملتقى الدولي الرابع للاستثمار والتجارة يومي 9 و10 أفريل الجاري، بحضور مستثمرين ورجال أعمال من 23 دولة من مختلف القارات، على حد قوله، وهي فرصة لإبراز مناخ الاستثمار في البلاد ولقاء رجال الأعمال، نحو خلق فرص شراكة واستثمار جديدة. وأشار بوطالبي، إلى أن هذا الملتقى، الذي ينظم تحت شعار: «اقتصاد متنوع ومتفتح»، سيقدم رؤية واضحة عن الوضع الاقتصادي لضيوف الجزائر ممن لديهم رغبة في رسم صناعة اقتصادية مع القارة الإفريقية. ولفت المتحدث في هذا الإطار، إلى أن هناك «رغبة من بعض المستثمرين من هذه الدول في فتح فروع لشركاتهم بالجزائر، فيما يبحث البعض الآخر عن شركاء هنا ومنهم من هو مهتم بسوق الصناعات الغذائية وقطع الغيار». كما كشف بوطالبي، أن مستثمرا قويا جدا يبحث عن شريك في مجال الفلاحة بالجزائر ويبحث عن فرص الاستثمار الجادة، مشيرا إلى أن «المشاركة الأفريقية ستكون ممثلة بحوالي 30 رجل أعمال من دول مختلفة، من بينها رجال أعمال غانا، الذين يبحثون استيراد المنتجات الجزائرية، خصوصا الغذائية منها»، على حد تعبيره. ويؤكد قرار الهيئة العربية للإنماء والاستثمار الزراعي نجاح أولي للاستراتيجية التي سطرتها الحكومة لتنويع الاقتصاد، رغم تأخر المخطط، بحسب خبراء الاقتصاد، الذين دعوا إلى تسريع وتيرة استقطاب المستثمرين في المجال الفلاحي، ومنح كل التسهيلات لإنشاء شراكات وفقا لقاعدة رابح- رابح.