العزوف تروّجه أوساط سياسية تشوش على المسار الديمقراطي أجمع مرشحو التشكيلات السياسية للانتخابات التشريعية، في تقييمهم للحملة الانتخابية بعد قرابة 3 أسابيع ماراطونية، على أن العزوف عن أداء الفعل الانتخابي مجرد فكرة تروج لها بعض الأوساط السياسية، لا أثر لها لدى المواطنين، بحسب ما وقفوا عليه في الميدان، مستندين في ذلك إلى الحضور المكثف للمناضلين خلال التجمعات الشعبية. تقاطع المرشحون في تصريحاتهم ل “الشعب”، أن الميدان الذي يعتبر المحك وأنسب وسيلة لجس نبض الناخبين، أثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن العزوف طرح تروّج له بعض الأطراف السياسية، التي لا تريد النجاح لهذه المحطة الانتخابية، جازمين أن المواطنين سيذهبون إلى مكاتب التصويت، لاختيار ممثليهم؛ أمر لمسوه من خلال الاحتكاك المباشر بهم طيلة الحملة الانتخابية. جودي”(حزب العمال): التجمعات كانت حاشدة والتعبئة ضخمة أكد جلول جودي مرشح حزب العمال، أن الحملة الانتخابية بالنسبة للتشكيلة التي يمثلها ناجحة بكل المقاييس. واستند في ذلك إلى كثافة الحضور في التجمعات الشعبية التي تنشطها الأمينة العامة لويزة حنون وكذا في النشاط الجواري الذي يقوم به مرشحو الحزب، لافتا إلى أن التجمعات كانت حاشدة والتعبئة ضخمة. وأفاد جودي، الذي ترشح لعدة عهدات بالمجلس الشعبي الوطني، آخرها الفترة التشريعية السابعة، أي المنتهية، أنه بالنسبة لحزب العمال وبعيدا عن أية مبالغة، يحظى باهتمام شعبي، يؤكده الحضور القياسي للنشاطات المبرمجة في إطار الحملة الانتخابية، تحسبا للانتخابات التشريعية التي تفصلنا عنها ساعات قلائل، لافتا إلى توزيع أكثر من مليون و200 ألف نسخة من برنامج الحزب. وقال مرشح حزب العمال في السياق، “وقفنا خلال عملنا الجواري نوعا ما على البعض فقط من المواطنين، اليائسين والناقمين، ومع ذلك فإنهم لم يفقدوا الأمل، ويحرصون على نقل انشغالاتهم، ما يعكس اهتمامهم بالحدث الانتخابي، ومشاركتهم على الأرجح في أداء الواجب الانتخابي. جودي، الذي أكد احترام حزب العمال لكل المواقف، سواء شارك الناخبون أم لم يشاركوا، باعتبار أن عدم المشاركة في حد ذاتها، تعبر عن موقف سياسي، نبه إلى أن عدم الرضا عن مشاريع قوانين، أو أي إجراءات صادق عليها البرلمان، يقتضي من المواطنين المشاركة بقوة، لاختيار من يمثلهم أحسن تمثيل، وتكريس التغيير المنشود. شهاب(الأرندي): “الإقبال والقبول” طبعا الحملة الانتخابية @أكد متصدر قائمة التجمع الوطني الديمقراطي بالعاصمة صديق شهاب، أن النشاط المندرج في إطار الحملة الانتخابية للتشكيلة التي يمثلها، تميز ب “الإقبال والقبول” وأن التجمع متفائل بالتوافد الكبير على تجمعاته الشعبية والنشاطات الجوارية التي نشطها مرشحوه في الميدان. وانطلاقا من المعطيات التي رصدها في الميدان، أكد صديق شهاب، الذي سبق أن كان نائبا لعدة مرات، بما في ذلك العهدة المنتهية، أن العزوف طرح مبالغ فيه، تروج له بعض الأطراف السياسية تطرح قضايا غير مؤسسة وحججا واهية، منها ارتفاع أسعار بعض المواد التي سرعان ما سجلت استقرارا، في محاولة منها لتشجيع العزوف. وحرص شهاب على التوضيح، بأن جس نبض الشارع الجزائري خلال الحملة الانتخابية، أبان عن اهتمام كبير بالانتخابات التشريعية، عكس ما تراهن عليه بعض الأطراف السياسية، التي تعمل جاهدة للترويج لعدم جدوى الانتخابات. مراح(حركة الإصلاح الوطني): عدم وجود واسطة بين الشعب وبين الإدارة أبرز الانشغالات لعل أهم ما سجله متصدر قائمة حركة الإصلاح الوطني مصطفى مراح، خلال الحملة الانتخابية، بحسب ما أكد ل “الشعب”، الحضور المكثف للمواطنين خلال النشاط الجواري، الذي شمل 13 مقاطعة إدارية بالعاصمة وسمح الاحتكاك المباشر بالمواطنين في الأحياء الشعبية، بالاطلاع على الانشغالات.واستنادا إلى ممثل حركة الإصلاح الوطني، الذي لم يسبق له تأدية عهدة برلمانية، فإن العمل الجواري مكنه من الاطلاع على أهم انشغال كان يطرح في كل مرة، عدم وجود واسطة بين الشعب وبين الإدارة، كما أثاروا هاجس المحسوبية والمحاباة، إضافة إلى عدم قيام المنتخبين بتأدية ما يقع عليهم من التزامات، في مقدمتها إبلاغ الانشغالات إلى السلطات المعنية.في السياق، حمل مصطفى مراح، المنتخبين الذي أدوا عدة عهد نيابية، مسؤولية عزوف الناخبين عن أداء الفعل الانتخابي، بعدما تسببوا في فقدانهم الثقة في من ممثليهم. في مقابل ذلك، اعترف بأن المنتخبين بدورهم يواجهون عراقيل، لوجود حواجز تحول دون إبلاغ الانشغالات إلى المسؤولين المحليين، الذين لا يلزمهم القانون باستقبال المنتخبين، الأمر الذي ترتب عنه عدم وجود قنوات حوار حقيقية بين البرلمانيين والمسؤولين. ولتفعيل دور المنتخبين، اقترح المرشح للفترة التشريعية الجديدة تقنين لقاءات إلزامية مع الولاة والولاة المنتدبين، لنقل الانشغالات التي تعود في كل مرة، والمرتبطة أساسا بالسكن والبطالة والتنمية والبيئة والتلوث، وكذا البرامج المعطلة.ونبّه ذات المتحدث، إلى أن الوجوه الجديدة التي لم تترشح لعهد سابقة، لاقت استحسانا لدى المواطنين، الذين يبحثون عن التغيير، في حال فقدوا الثقة في المنتخبين السابقين، ممن لم يلتزموا بوعودهم خلال الطبعات السابقة من الانتخابات. بوناب(الأفلان): الانتخاب يكسب المؤسسة الدستورية مصداقية أفادت المترشحة بقائمة حزب جبهة التحرير الوطني بالعاصمة، سعيدة بوناب النائب في الفترة التشريعية المنتهية، أنها لم تلاحظ عزوفا طيلة الحملة الانتخابية في الميدان، الذي لا يعدو أن يكون مجرد هاجس، حيث قادتها إلى 57 بلدية. مذكرة في السياق، بأن الحزب العتيد باشر حملة تحسيسية بأهمية أداء الفعل الانتخابي، طيلة 6 أشهر كاملة قبل انطلاق الحملة الانتخابية، وساهم ذلك في تسجيل الكثير من الشباب أنفسهم خلال مراجعة القوائم الانتخابية وتسوية وضعيتهم. ولدى تقييم بوناب المرشحة ضمن قائمة العاصمة، التي يترأسها الوزير السابق للفلاحة سيد أحمد فروخي، وتضم 37 مرشحا، بينهم 17 امرأة، بالإضافة إلى 3 احتياطيين، للحملة الانتخابية حرصت على التوضيح أنها جرت في ظروف عادية جدا، ولم تخرج عن القاعدة الاعتيادية؛ ذلك أن الأسبوع الأول كان فاترا، فيما انتعشت في الأسبوع الثاني وبلغت ذروتها في الأسبوع الثالث.وبالنسبة لبوناب، فإن أهم رسالة حرص الحزب على تمريرها، إعادة الثقة بين المواطنين ورجال السياسة، مؤكدة أن الأحزاب التي لها تقاليد في الممارسة السياسية، لطالما احترمت التزاماتها ولم تواجه مشاكل في الميدان، على العكس سجلت حضورا مكثفا للأوفياء لها، لافتة إلى أن مرشحي الحزب العتيد لا يقدمون وعودا كاذبة، ولم يقوموا بحملة وعود، إنما قاموا بحملة لشرح برنامج الحزب؛ ذلك أن مهام البرلمانيين واضحة، ممثلة في التشريع والرقابة على الحكومة. ولم تفوت المناسبة لتجديد دعوة المواطنين للتصويت بقوة، لأن مشاركتهم تعطي مصداقية للمؤسسة التشريعية. كما أن العزوف أضافت تقول ليس من صالحنا، والإقبال بكثافة سيكون بمثابة رسالة للعالم، حول وعي الشعب الجزائري، الذي يعبر عن رأيه في جو تميزه الحرية والديمقراطية.