بمناسبة الذكرى السنوية لمجازر 08 ماي 1945، تحتضن جامعة أدرار، بعد غد الإثنين، ملتقى حول «دور النخب المثقفة في الحركة الوطنية والثورة التحريرية»، ينظمه قسم العلوم الإنسانية بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الإسلامية بجامعة أدرار، بالتعاون مع مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا والمديرية الفرعية للأنشطة العلمية والثقافية والرياضية ومديرية المجاهدين لولاية أدرار. يجتمع باحثون من مختلف جامعات الوطن هذا الإثنين بجامعة أدرار، بمناسبة ذكرى مجازر 8 ماي، من أجل تدارس الدور الجوهري الذي لعبته النخب المثقفة في الحركة الوطنية الجزائرية، وكيف انتقلت هذه النخب، أو واكبت الانتقال، من النضال السياسي إلى الكفاح المسلح الذي تجسد في الثورة التحريرة المجيدة. ويهدف الملتقى إلى التعريف بالنخب المثقفة الجزائرية ومشاربها، وإبراز دور النخب المثقفة في ميلاد وتطور الحركة الوطنية، وإبراز دور النخب المثقفة في الثورة التحريرية. كما يعالج إشكالية رئيسية تدور حول إبراز إسهامات النخب الوطنية بمختلف مشاربها في الحركة الوطنية والثورة التحريرية، «في ظل محاولة البعض تغييبها والتقليل من دورها» حسب ديباجة التظاهرة. وتندرج تحت هذه الإشكالية الرئيسية إشكالات فرعية ومجموعة من التساؤلات، على غرار: ما مفهوم النخب المثقفة وما هي تصنيفاتها؟ وكيف أسهمت هذه النخب في تطور النضال السياسي للشعب الجزائري؟ وكيف دافعت النخب المثقفة عن حقوق ومطالب الجزائريين؟ وما موقف النخب المثقفة من مجازر الثامن ماي 1945؟ وكيف أثرت هذه المجازر على مواقف وأراء هذه النخب؟ ويربط الملتقى بين مجازر الثامن ماي واندلاع ثورة نوفمبر، ودور النخب الوطنية في ذلك، حيث يطرح سؤال: ما دور النخب المثقفة في تفجير الثورة التحريرية؟ وكيف كانت مواقفهم منها؟ وللإجابة على هذه الأسئلة، يقترح الملتقى أربعة محاور رئيسية، حيث يتطرق المحور الأول إلى النخبة المثقفة الجزائرية من حيث مفهومها وتصنيفاتها، والمحور الثاني إلى النخبة المثقفة ودورها في تطور نشاط الحركة الوطنية، والمحور الثالث إلى موقف النخبة المثقفة من مجازر الثامن ماي 1945 وانعكاساتها على مسار الحركة الوطنية. أما المحور الرابع فيعالج موقف النخبة المثقفة من الثورة التحريرية. يذكر أننا نحيي بعد غد الإثنين الثانية والسبعين لمجازر الثامن من ماي، التي كانت نتاج مظاهرات انطلقت في مختلف ربوع الوطن يوم 1 ماي عيد العمال، قابلتها السلطات الاستعمارية بقمع عنيف وعملية تقتيل جماعي أودت بحياة 45 ألف شهيد، فيما يتحدث باحثون عن أن الأرقام الحقيقية تفوق ذلك بكثير.