أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل امس السبت وجود “إرادة قوية” لدى جميع الأطراف الليبية من أجل الحوار والمصالحة الوطنية معربا عن استعداد الجزائر لتقاسم تجربتها بهذا الخصوص للمساعدة في حل الأزمة الليبية. قال مساهل في ختام جولته بمدينة غدامس الليبية والتي كان قد بدأها في وقت سابق يوم السبت من مدينة غات جنوب البلاد أنه تأكد من خلال كل المحطات السبع التي حل بها في إطار الجولتين اللتين قام بهما في شرق وغرب ليبيا (19- 21 أفريل) والجنوب حاليا “وجود رغبة كبيرة لحل المشاكل التي تعرفها ليبيا من خلال الحوار للسلم و الإستقرار “. كما “لاحظنا أيضا وجود إرادة قوية للمصالحة الوطنية يتقاسمها كل المسؤولين السياسيين منهم و المحليين والعسكريين و كذلك المواطنين بمختلف المناطق والمدن التي حللنا بها” يؤكد الوزير. وعليه عبر مساهل عن استعداد الجزائر لتقاسم تجربتها في السلم و المصالحة الوطنية مع الأشقاء الليبيين مبرزا أن “الجزائر اكتسبت تجربة مهمة” بهذا الشأن وهي التجربة المستمدة من “المعاناة المريرة التي عاشتها طيلة عشر سنوات من مكافحة الإرهاب”. واضاف أن هذا الإستعداد لدى الليبيين “يشجعنا كجزائريين في حوارنا مع الشركاء الدوليين ومع دول الجوار” مشيرا إلى ان الجزائر ستحتضن في 8 من مايو الجاري الإجتماع الوزاري 11 لبلدان جوار ليبيا من أجل محاولة مرافقة الليبيين في حل هذه الأزمة. يشار إلى أن الوزير مساهل التقى في محطته الأخيرة أمس بغدامس مع عدد من النواب و ممثلين عن المجلس البلدي و مجلس الشورى بالمدينة و كذا ممثلين عن المجتمع المدني المحلي و ذلك بمقر المجلس البلدي بالمدينة. وزار الوزير و الوفد المرافق له في هذه الجولة الثانية التي يقوم بها في ليبيا في أقل من شهر كلا من غات و إيسين و غدامس وكان من المفترض أن يزور مدينة أوباري إلا أن الزيارة ألغيت لأسباب تقنية تتعلق بأرضية مطار أوباري. وكان مساهل قد زار مدينة “غات” جنوب ليبيا في إطار جولة عمل تقوده إلى منطقة فزان في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الجزائر من أجل تقريب مواقف الأطراف الليبية. وأكد مساهل، أن الجزائر ترحب بكل الخطوات التي تفتح باب الحوار و المصالحة الوطنية بين الليبيين مشددا على ضرورة “بناء مؤسسات ليبية قوية من خلال الحوار و المصالحة الوطنية الشاملة دون إقصاء أو تهميش”. وقال مساهل خلال لقائه اليوم مع مسؤولين محليين بمدينة غات وممثلين عن أعيان منطقة فزان في الجنوب الليبي أن “الجزائر ترحب بكل الخطوات التي تفتح الباب للحوار و المصالحة الوطنية” مؤكدا أن “ليبيا لها إطاراتها وأبناؤها و مقدراتها التي تمكنها من تجاوز الأزمة شريطة عدم تدخل الأطراف الخارجية في الشأن الليبي”. وبهذا الخصوص أوضح مساهل أن حل الأزمة الليبية “لابد أن يكون نابعا من الليبيين أنفسهم من خلال الحوار الشامل دون إقصاء أو تهميش و المصالحة الوطنية بين كل الليبيين”. وشدد الوزير على “ضرورة مشاركة كل القوى الفاعلة في ليبيا في أي إتفاق سياسي من أجل تنفيذه بشكل حقيقي ميدانيا” و ذلك من أجل “بناء مؤسسات ليبية قوية بداية من مؤسسة الجيش” . وبهذا الخصوص أوضح مساهل أن “الجزائر مع وحدة الجيش الليبي و مع حكومة قوية ذات إصلاحات واسعة قادرة على تلبية مطالب المواطنين و برلمان يمثل كل أطياف الشعب الليبي”. وبعد أن أعرب عن إفتخاره بالتاريخ المشترك بين الشعبين الجزائري و الليبي و خاصة في منطقة غات التي شهدت معركة إيسين التاريخية (3 أكتوبر 1959) و التي تشهد على أخوة و تضامن الشعبين أكد الوزير أن “الجزائر لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي و ليبيا تعيش ما تعيشه اليوم” مبرزا أن “الجزائر مع الحوار لأنه المفتاح الوحيد للأزمة و مع المصالحة الوطنية التي تضمن وحدة الشعب الليبي و مع بناء مؤسسات قوية تمثل و تحمي المواطن”. وحول مسألة الحدود أوضح الوزير مساهل أن الحدود بين الجزائر و ليبيا “مغلقة لأسباب أمنية” مؤكدا أن “الأولوية في الجزائر هي ضمان أمن حدودها خاصة في ظل الوضع الذي تعرفه المنطقة إلا أن ذلك لا يمنعنا من التعامل بشكل لائق مع الحالات الإنسانية” موضحا في هذا الصدد أن هناك تنسيق بين السلطات الجزائرية و نظيرتها الليبية من أجل تسهيل عملية نقل المرضى و كذا السماح بدخول بعض الحالات الإنسانية. وفي سياق متصل أبرز الوزير الجهود التي بذلها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من أجل تحقيق السلم و الإستقرار و المصالحة الوطنية بفضل سياسته الحكيمة و الرشيدة. يترحم على أرواح شهداء معركة “إيسين” ترحم وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أمس، بمحلية إيسين التابعة لمدينة “غات” جنوب ليبيا على أرواح الشهداء الجزائريين والليبيين ممن سقطوا في معركة إيسين ضد المستعمر الفرنسي مجددا وقوف الجزائر إلى جانب ليبيا خاصة هذه الظروف التي تعيشها. وقرأ مساهل و الوفد المرافق له فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء الأبرار من الجزائريين و الليبيين الذين سقطوا في ساحة المعركة بمنطقة إيسين في أكتوبر 1957 ضد المستعمر الفرنسي. كما التقى مساهل خلال الزيارة عددا من المجاهدين الليبيين الذين شهدوا معركة إيسين إلى جانب المجاهدين الجزائريين مبلغا إياهم “رسالة عرفان و تضامن من أخيهم المجاهد عبد العزيز بوتفليقة و من الشعب و الحكومة الجزائرية”. وبالمناسبة أكد الوزير “وقوف الجزائر إلى جانب الليبيين في هذه الظروف و أن للجزائر واجب التضامن مع الشقيقة ليبيا” مبرزا أنه “لدى الشعبين الجزائري و الليبي تاريخ و كفاح مشترك خرجنا من خلاله منتصرين على الاستعمار و هذا بفضل نساء و رجال الشعبين”. أعيان منطقة فزان يثمنون مساعي الجزائر ثمن أعيان قبائل منطقة فزان جنوب ليبيا وشخصيات سياسية وعسكرية أمس الجهود التي تقوم بها الجزائر للدفع نحو الحوار و المصالحة بين الليبيين مشيدين بتجربة الجزائر في المصالحة الوطنية و مكافحة الإرهاب. وعقب “لقاء تاريخي” جمع وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الافريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل مع ممثلي أعيان قبائل التوارق و التبو و العرب أكد مصدر دبلوماسي أن “الجزائر نجحت في الجمع بين جميع هذه القبائل المنتشرة في أرجاء منطقة فزان الشاسعة” مشيرا إلى أن “ممثلي قبائل التوارق والتبو والعرب ثمنوا المساعي الجزائرية وأبدوا استعدادهم للمضي قدما في المصالحة ولم الشمل من أجل ليبيا واحدة”. وبالمناسبة قال رئيس المجلس الإجتماعي لقبائل فزان علي مصباح “إن الأمن و الإستقرار الذي تنعم به الجزائر يبعث فينا الأمل كشعب ليبي في بناء مؤسسات الدولة الليبية القادرة على تحقيق الأمن والإستقرار” مشيرا إلى عراقة التاريخ المشترك بين الشعبين و البلدين. من جانبه أكد عميد بلدية غات قوماني محمد صالح أن “العلاقات الجزائرية الليبية ليست وليدة اليوم” وأن زيارة مساهل إلى ليبيا ليس بالأمر الغريب معربا عن تقديره للدور الجزائري الإيجابي” من الأزمة الليبية الرامي إلى تحقيق الإستقرار الدائم للبلاد . وعقب وقفة الترحم على أرواح الشهداء الجزائريين والليبيين الأبرار الذين سقطوا جنبا الى جنب في معركة “إيسين” ضد الاستعمار الفرنسي عبر أحد أعيان منطقة فزان عن تحيته “للمجاهد البطل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يواصل مسيرة التقدم و التنمية للشعب الجزائري الشقيق” كما ثمن “عاليا دور الجزائر و سعيها الدؤوب لمحاولة إيجاد الحلول للأزمة الليبية وما قدمته من مساعدات إنسانية للشعب الليبي”. ومن خلال هذه الزيارة استحضر المتحدث التاريخ المشرف المشترك “الذي سطره بأحرف من نور المجاهدون الجزائريون و أشقاؤهم الليبيون إبان ثورة التحرير الكبرى مشيرا إلى بطولات المجاهدين الجزائريين و الليبيين في معركة فزان الاولى 1914 و معركة “ايسين” الثانية عام 1957. دعوة دول الجوار إلى مرافقة مساعي التسوية السياسية وفي ذات السياق حمل أعيان المنطقة الوزير مساهل رسالة إلى دول الجوار الليبي تتمثل في دعوة هذه البلدان الشقيقة و الجارة إلى مرافقة الليبيين في حل الأزمة التي تعرفها البلاد و بذل مزيد من الجهود من أجل دعم الحوار و المصالحة الوطنية. وبالمناسبة أكد مساهل أن هذا الإستعداد لدى الليبيين “يشجعنا كجزائريين في حوارنا مع الشركاء الدوليين و مع دول الجوار” مشيرا إلى ان الجزائر ستحتضن في 8 مايو الجاري الإجتماع الوزاري ال11 لبلدان جوار ليبيا من أجل محاولة مرافقة الليبيين في حل هذه الأزمة. من جانبه أكد الفريق في الجيش الليبي علي كنة أن “الجنوب متحد و ننتظر جهود المصالحة و توحيد القيادة السياسية و توحيد القوات المسلحة “ موضحا أن “القوات المسلحة في فزان هي خارج أي اقتتال في ليبيا و تنتظر المصالحة الوطنية من أجل توحيد القوات المسلحة الليبية “. وخلال الزيارة أجرى الوزير محادثات مع كل من عميد بلدية غات قوماني محمد صالح و علي مصباح رئيس المجلس الإجتماعي لقبائل فزان و علي كنة سليمان ممثلا عن منطقة أوباري و حسن الكوني محمد ممثلا عن منطقة غات. وكان من المفترض أن يزور الوزير مدينة أوباري إلا أن الزيارة ألغيت لأسباب تقنية تتعلق بأرضية مطار أوباري إلا أن أعيان ومسؤولي المحلية قدموا إلى غات للقاء الوفد الجزائري. يشار إلى أن الوفد الجزائري حظي باستقبال رسمي و شعبي بمطار غات الدولي أين شرع في جولته التي سيجرى خلالها محادثات مع السلطات المحلية و البرلمانيين وأعيان منطقة فزان جنوب ليبيا ليختتم هذه الجولة من غدامس.