حرص رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، على لفت النظر إلى أن الدورة البرلمانية جاءت «في ظل مستجدات، وتحديات عديدة وصعبة عاشتها الجزائر خلال هذه الفترة»، مفيدا في السياق أنها استطاعت مواجهتها وتجاوزها بفضل الرصانة السياسية وحكمة رئيس الجمهورية، لتصبح «الجزائر «باعتراف الجميع» بلدا نموذجا في مجال تحقيق وتثبيت الأمن والاستقرار ونموذجًا في مجال معالجة أوضاع الأزمة في جانبها الاقتصادي». لم يفوت رئيس الغرفة البرلمانية العليا، مناسبة اختتام الدورة البرلمانية الواحدة، التي أقرها دستور 2016 في طبعتها الأولى، أمس، للرد على كل من يقلل من حجم الإنجازات المحققة في الأعوام الأخيرة، موازاة مع تقييمه للدورة البرلمانية كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات، إذ أكد في السياق «إذا كانت دورتنا البرلمانية قد عرفت نشاطات متعددة، فهي جرت في ظروف سياسية يمكن وصفها بالخاصة، كونها انعقدت في ظل مستجدات وتحديات عديدة وصعبة عاشتها الجزائر خلال الفترة ... تحديات بفضل رصانة سياستها وحكمة رئيسها، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، استطاعت مواجهتها، بل أقول تجاوزتها». بن صالح أكد في كلمة ألقاها بالمناسبة، ردا على «الذين لا يرون في المشهد العام سوى جانبه الأسود»، أن الجزائر أصبحت «باعتراف الجميع» بلدًا نموذجًا في مجال تحقيق وتثبيت الأمن والاستقرار ونموذجا في مجال معالجة أوضاع الأزمة في جانبها الاقتصادي»، نتائج أضاف يقول تحققت بفضل جهد وعرق ملايين العاملات والعمال، وبفضل السياسة الرشيدة التي انتهجتها البلاد بتوجيه وقيادة رئيس الجمهورية». وذهب رئيس مجلس الأمة في تحديه لهم إلى أبعد من ذلك، بجزمه «ليس هناك جديد فيما نقول، فالأرقام والمعطيات معروفة وقد جاء برنامج مخطط عمل الحكومة ليذكر فقط ببعض توجهاتها... وإذا كنا نأتي بها اليوم فمن باب التذكير»، مفيدا في السياق بأنها «تذكير لأولئك الذين لا يرون في المشهد العام سوى جانبه الأسود... أو أولئك الذين من داخل الوطن أو خارجه يروجون لأفكار لا تنم عن الحقيقة في شيء». وأقر بن صالح بأن «الجزائر لا تزال تواجه مصاعب، لكنها في حدود إمكانياتها تسعى إلى معالجتها»، مذكرا بأنها تغلبت عليها في غالبية الأحيان»، وخلص إلى القول أما «الإدعاء بأن شيئا لم يتحقق وفي كافة الميادين فهذا لا يقبل ولا يتماشى مع الحقيقة.. حقيقة لا يخجل الواحد من التذكير بها...والتي نود تذكير كل أولئك الذين من الداخل والخارج، قد تكون ذاكرتهم خانتهم أو هم تعمّدوا نسيانها نقول لهم إن الجزائر بخير، وبشهادة القريب والبعيد هي فعلا بخير». التحديات التي تواجه بلادنا وإن كانت قائمة في بعض جوانبها، فإن للجزائريين استطرد بن صالح القدرة على تجاوزها بتوحيد صفوفهم والتشمير على سواعدهم، وبذلك فقط تستطيع الجزائر تجاوز أوضاع الأزمة وبالوقت ذاته إسكات أصوات الشؤم والهزيمة التي من الداخل والخارج تسعى إلى التشويش على مسيرته. ولأن اختتام الدورة البرلمانية جاء عشية الاحتفالات المزدوجة المخلدة لذكرى استرجاع السيادة الوطنية، وعيد الشباب المصادف للخامس من جويلية، فإن رئيس مجلس الغرفة البرلمانية الأولى، اغتنم الفرصة ليؤكد أنه «دائما وقفة مع التاريخ ونظرة للمستقبل... مع التاريخ لأن فيه حققت الجزائر بعد نضال مرير استقلالها واسترجعت كرامتها... ومع المستقبل... ومستقبل الجزائر هو شبابها». قبل ذلك تحدث لدى تطرقه إلى الدورة البرلمانية، عن عديد التطورات والمستجدات التي عرفتها وتستحق التسجيل، أهمها الانتخابات التشريعية التي «تمت في جوٍ ديمقراطيٍ شفاف وهادئ ترجم بوضوح واقع الوضع السياسي في البلاد، وثبتت فيه أركان الممارسة الديمقراطية، وتأكد فيه للجميع حقيقة الاستقرار السياسي والمؤسساتي والاجتماعي والاقتصادي الذي تنعم به الجزائر في ظل القيادة الرشيدة للرئيس بوتفليقة». كما ذكر بأنها جرت في ظل دستور بصيغة جديدة، لافتا إلى أن «التعديل الدستوري الجديد الذي جاء لدعم المنظومة القانونية الوطنية بمزيد من المكاسب الديمقراطية في مجال توسيع فضاء الحقوق والحريات والممارسة الديمقراطية والحوكمة، وأعطت غرفتي البرلمان صلاحيات وأكدت بموجبها المكانة اللائقة للمعارضة». ووصف النشاط التشريعي لهذه الدورة ب «المتواضع بعض الشيء»، كما أكد بخصوص الأداء أنه كان «هاما ونوعيا»، لكن بالمقابل تعزز النشاط الرقابي والأداء البرلماني، معتبرا أن «الدورة الاستثنائية المميزة في جانبها السياسي بالإضافة إلى أهميتها في الجانب التشريعي والبرلماني»، كما أكد أن أهم ما درسته الدورة مخطط عمل الحكومة والمصادقة عليه، معرجا على مختلف القوانين بينها المالية والتقاعد وكذا تلك المتعلقة بقطاع العدالة. وميزة الدورة البرلمانية السنوية أنها «لم تبق محصورة في البعد التشريعي، بل شملت مجال الرقابة البرلمانية على عمل الحكومة، عن طريق طرح الأسئلة الكتابية والشفوية العديدة، فيما «صب النشاط الخارجي للبرلمان بغرفتيه، لصالح مواقف الجزائر من مختلف القضايا الإقليمية والدولية والتعريف بواقع التنمية والتقدم الاجتماعي والثقافي المحقق والتعريف بما تقوم به الجزائر من جهود من أجل عودة الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بالتعاون والتنسيق مع عدد من الدول الجارة في مجالات تثبيت الاستقرار».