ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعلومة الرياضية تتفوّق على الأخبار السياسية والأمنية في اليوميات
الرياضة تشغل الصفحات الأولى لمدة تفوق ال 6 أشهر
نشر في الشعب يوم 03 - 02 - 2010

لاحظ الجميع الثورة التي أحدثها المنتخب الوطني لكرة القدم منذ بداية تصفيات كأسي إفريقيا والعالم 2010 على جميع الأصعدة، وبات بين ليلة وضحاها الكل في الكل، حيث جذب اهتمام الساسة والمستثمرين الإقتصاديين وكبرى الشركات العالمية التي اصطفت في طوابير طويلة أمام مقر الفاف على أمل افتكاك عقد »سبونسورينغ« مع محاربي الصحراء، بالنظر للإهتمام العالمي بأشبال سعدان الذين أصبحوا أكثر من مجرد لاعبين فوق مستطيل أخضر، وهو ما يعكس سيطرتهم على الصفحات الأولى لأكثر من 63 يومية وطنية بعد أن كانت المعلومة السياسية والأمنية هي المسيطرة منذ فتح المجال الإعلامي في .1990
ولم يسبق لبلادنا وأن حققت سحبا قياسيا للصحف المكتوبة، مثلما حدث مع بروز المنتخب الوطني، الذي أوصل المطابع للعمل بكامل طاقاتها للإستجابة لمدراء النشر الذين رفعوا السحب إلى حوالي 5 ملايين نسخة خاصة بعد موقعة أم درمان.
وقد دفع هذا التحول في الساحة الإعلامية الجزائرية »الشعب« لاستقصاء هذه الظاهرة الجديدة التي اكتسحت السلطة الرابعة الجزائرية، والتي يتنبأ لها بعض الإعلاميين بالاستمرار لأشهر طويلة جدا أو على الأقل لغاية مونديال جنوب إفريقيا الذي سينطلق في 9 جوان المقبل بعاصمة زالبافانا بافاناس.
وفي ظل التنويه والانتقاد الذي صاحب هذه الظاهرة، يعود الجدل حول توجهات الصحافة الجزائرية وما وصلت إليه بعد 20 سنة من التعددية، فهناك من يقول بأنها مسيّسة أكثر من اللازم والبعض ينتقدها لتقصيرها في التطرق للمشاكل الاجتماعية ومن الملاحظات التي وجهت للصحافة الوطنية هو تركيزها على الإشهار أكثر من سعيها لترقية الحق في الإعلام وفي ظل هذا الظرف الذي تمر به الصحافة الوطنية تكون الأقسام الرياضية في الصحف اليومية قد تمكنت من زعزعة ترتيب الصفحات في الجرائد وباتت في الصفحات الأولى وفي كبرى اليوميات.
وبالمقابل عادت العلاقة بين الصحافة الرياضية والمؤسسات الرسمية إلى الواجهة من خلال ما حدث في أنغولا حول مصادر المعلومات والأخذ بعين الاعتبار المصلحة العليا للوطن، وهو ما تفتقده بعض الصحف الوطنية التي تفتقد لمرجعيات واضحة، كما أن نقص التكوين لدى الإعلاميين واضح في مثل هذه المناسبات، حيث نجد الصحفي منصاع لرئيس التحرير بدلا من المصالح العليا التي تقتضي إخفاء أخبار لوقت معين أو استعمال الدعاية بالحديث عن أمور إيجابية إلى غاية استكمال أو انتهاء المهمة التي ذهب الصحفي لتغطيتها.
ولم يستبعد من تحدثوا إلينا عن وجود رائحة السياسة في الظاهرة، كما أن سعي أرباب الصحافة لتغليب الربح عن الإعلام، جعلهم يركزون على الرياضة لجلب أموال الإشهار التي بلغت أرقاما لم يسبق وأن تحققت، ووجد الإعلام المكتوب الذي يمر بأزهى أيامه من خلال كسب أكبر عدد من القراء وأموالا طائلة تؤمن له مستقبلا خاليا من التخوفات، خاصة في ظل الأزمة المالية العالمية.
ومع انتهاء منافسات كأس إفريقيا للأمم، يظهر أن المنتخب الوطني لكرة القدم سيواصل تصدّر الصفحات الأولى للجرائد بالنظر لقرب منافسات كأس العالم، وكذا أخذ مجريات المنافسات الرياضية للطابع السياسي والدعائي والاقتصادي، ما يجعل الرياضة مرشحة لاحتلال الصفحات الأولى للجرائد في ظل الركود السياسي والاقتصادي وحتى الثقافي في بلادنا
الصحف استرجعت قراءها من بروز زالخضرس
كشف زعمار. رس صحفي جريدة سلاتريبونس بأن طغيان الأخبار الرياضية في الصحف المكتوبة وخاصة بعد تألق المنتخب الوطني لكرة القدم، قد أرجع القراء إلى وسائل الإعلام المكتوبة بعد أن تراجعت نسبة المقروئية بشدة في السنوات القليلة الماضية، حيث استغلت الصحف ديناميكية زالخضرس للإعتماد عليهم كمادة إعلامية دسمة في الصفحات الأولى بدلا من المواضيع السياسية والاقتصادية التي لم تعد تستقطب القراء.
وأضاف نفس المتحدث ل سالشعبس أن الحملة الإعلامية المصرية ضد الجزائر قد ساهمت في الشد الإعلامي الرياضي والجماهيري، كما أن توالي المناسبات الرياضية وبروز الجديد في كل لحظة أدى إلى إبقاء الرياضة في الصفحات الأولى للجرائد.
وقد تكون الأوضاع الاجتماعية عاملا في إقبال الجماهير على قراءة الصحافة الرياضية من أجل التنفيس أو النسيان.
واعتقد أن الوطنية تكون قد عادت مع المنتخب الوطني بعد المراحل الصعبة التي مرت بها بلادنا فالكبت الذي تسببت فيه سنوات الدمار والصورة السلبية التي ألصقت بنا، كما كان لتحالف السياسة مع المجتمع دورا في تقوية المنتخب الوطني لكرة القدم، وهو ما يعكس ضرورة تظافر جهود الجميع لإنجاح أي مشروع أو منحه القوة اللازمة للوصول إلى مبتغاه، فما حدث في السودان جعل الجميع يكتشف جزائر أخرى عن تلك التي تروج لها بعض وسائل الإعلام الأجنبية.
ولم يفوت صحفي زلاتريبونس الفرصة لتوجيه بعض الملاحظات للنقائص التي ظهرت على الإعلام الرياضي ومنها الاندفاع وكثرة الأخبار التي لا تستند إلى مصادر رسمية، فما حدث في مصر، وخاصة الحديث عن وفيات في القاهرة يكون قد أجج العلاقات بين البلدين، لأن الجرائد الجزائرية التي كتبت تكون قد استندت على المغني رضا سيتي 16 الذي راوغ الجميع وتمكن من كسب شهرة زائفة جراء تلك التصريحات التي لم يتأكد منها الصحفيون الجزائريون متجاهلين خلفياتها.
وبالمقابل تعتبر هذه النقائص نابعة من التسابق المحموم بين العناوين الصحفية للحصول على السبق الصحفي وهو ما يجعل الصحفيين تحت ضغط دائم.
وتحدث نفس المصدر عن مكانة الرياضة في الصحافة الوطنية والتي تعتبر من أهم الصفحات بالنظر للنسبة العالية من القراء وهذا منذ التعددية، وبالتالي فما يحدث حاليا هو استكشاف مدى تعلق المواطن بالرياضة أكثر من السياسة والاقتصاد وحتى الثقافة، لأنها بعيدة عن واقعه، كما أننا نحن كصحفيين في الأقسام السياسية وجدنا بعض المساحات للمشاركة في الكتابة عن الحدث الرياضي في بلادنا وهو نابع من دورنا في تعزيز قيم الإعلام خاصة التي تخدم بلادنا.
وبرّر صاحب الحديث تركيز الصحف على الإعلام الرياضي في الصفحات الأولى لجذب الإشهار، حيث تكون الصحف قد حققت عائدات ضخمة من الإشهار المحصل بعد بروز المنتخب الوطني، كما أن هذا التألق جعل الجزائر تنفرد ميزة أخرى وهي ارتفاع أرقام السحب للجرائد عكس واقع الصحف العالمية التي عرفت تراجعا رهيبا جراء الأزمة المالية العالمية.
وختم الصحفي زعمار. رس حديثه بالتأكيد على أن الصحافة الرياضية في بلادنا بحاجة إلى الكثير من الوقت للتأقلم مع التحولات، وخاصة العمل بقواعد الاحترافية وتفادي الدعاية والأخبار الكاذبة والحوارات المفبركة.
توقعات باستمرار الظاهرة
حتى المونديال القادم
أكد الصحفيسفاروق. بس من يومية زلوجان أنديبوندونس أن صحفيي الأقسام الرياضية لم يستفيدوا من أية امتيازات جراء ما يبذلونه من جهد في الأشهر الماضية جراء تألق المنتخب الوطني الذي أجبرنا على الوصول إلى 8 صفحات يومية لمجال الرياضة، وهو ما شكّل علينا ضغطا رهيبا ولولا مساندة زملائنا من الأقسام الأخرى لما كنا لنتواصل بهذه الوتيرة، ولكن هذا الحدث جعل مكانتنا في الجرائد مهمة عكس الفترات السابقة الذي كان كل شيء فيه للسياسة والاقتصاد.
وقال نفس المتحدث ل سالشعبس أن ظاهرة احتلال الرياضة للصفحات الأولى للجرائد وزحزحة المعلومة السياسية والأمنية من مكانها ستستمر إلى غاية مونديال جنوب إفريقيا الذي سينطلق في جوان ,2010 وقد تستمر لكن ليس بالوتيرة التي نعرفها حاليا التي شهدت أحداثا متوالية للمنتخب الوطني لكرة القدم ولاعبيه الذين باتوا يتمتعون بنجومية عالمية جعلتنا ننقل عنهم كل شيء وبالنظر للشد الجماهيري باتت المواضيع الرياضية مرشحة للصفحة الأولى في اليوميات على حساب السياسة والاقتصاد.
وطرح المتحدث مشاكل تعيق تطوير الإعلام الرياضي على غرار مصادر المعلومات التي أحدثت وتحدث جدلا كبيرا وتتسبب في إثارة العديد من المشاكل بين القراء والصحف، حيث بات الحديث عن كل شيء إلا المصداقية والموضوعية، وهذا راجع لغياب ثقافة الاتصال في بلادنا وانتشار ثقافة تفضيل عنوان صحفي عن آخر وهو ما يجعل المواطن يحرم من حقه في الإعلام، عكس بعض الدول على غرار فرنسا التي تملك تقاليد حيث تنشر جميع المعلومات المتعلقة بالمنتخب الفرنسي في موقع الأنترنت الخاص به وفي وقت يعرفه الجميع، وبالتالي تمكين جميع وسائل الإعلام من الاستفادة من المعلومات في وقت واحد وهذا يسمح بترقية الحق في الإعلام وتحقيق التوازن في العلاقات مع المؤسسات الإعلامية.
كما طرح تفضيل قنوات سمعية بصرية أجنبية على إعلامنا جدلا واسعا، فما قام به الإعلام الجزائري في الدفاع عن الألوان الوطنية يستحق أن يدمج في صناعة القرار الخاص بالمنتخب الوطني والانتقادات الموجهة هي مجرد آراء وملاحظات تقتضيها حرية التعبير والصحافة والتهجم على الصحافة ليس مبررا، لأن هناك ما يسمى حق الرد، والصحافة يجب تفهمها.
ولتطوير قطاع الإعلام الرياضي يرى الصحفي فاروق بوعمامة أهمية تسطير برنامج عمل لتحديد استراتيجيات الإعلام الرياضي وتوفير ظروف وأجواء العمل المناسبة، وخاصة القضاء على احتكار المعلومة للقضاء على الروتين ونشر الأخبار الكاذبة على الأقل للحفاظ على قراء هذا النوع من الإعلام.
وحتى وإن اعتبر المتحدث ما يحدث من هيمنة للإعلام الرياضي راجع لفرض الحدث نفسه، لكنه لمح إلى قوة تأثير الرياضة في المجتمع على حسب السياسة والثقافة وهو أمر فعلا يجب الوقوف عنده.
الرداءة قد تفشل مكاسب الإعلام الرياضي
أكدت زسامية. أس رئيسة القسم الرياضي في جريدة الفجر أن سيطرة الإعلام الرياضي على الصفحات الأولى للجرائد اليومية سيقل مع انتهاء نهائيات كأس العالم التي ستجرى بين شهري جوان وجويلية ,2009 وقالت بأن ما صنعه المنتخب الوطني لكرة القدم دفع الصحافة تحت المطلب الشعبي إلى تلبية رغباته في جمع وتقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات.
وقد تسبب هذا الطلب المنقطع النظير على المعلومات الرياضية في فرض ضغط كبير على الأقسام الرياضية، حيث وصلنا إلى إخراج 8 صفحات رياضية يوميا.
وتأسفت المتحدثة في حديث ل سالشعبس عن طغيان الأخبار الكاذبة وسرقة المعلومات والأحاديث المفبركة مع اللاعبين، حيث ساهم الطفيليون في تدهور الإعلام الرياضي، فالصحفي بات أكثر الفئات كسلا، حيث يطلع على الأنترنت أو يتصل بصديق ويكتب العجب فكثرة الصحف حاليا وانتشار الكم وضعف الاهتمام بالمضمون فتح الساحة أمام الرداءة والحل هو تطهير الأقسام الرياضية من الأورام الخبيثة التي تتسبب في تراجع أداء الأقسام الرياضية.
وانتقدت المتحدثة في سياق متصل المنافسة غير النزيهة بين العناوين الإعلامية والتمييز في منح المعلومة وهو ما أثار صراعات غير معلنة بين الصحف، كما أن غياب المكلفين بالاتصال على مستوى الهيئات الرياضية والأندية جعل الصحفي يلجأ إلى أساليب غير أخلاقية وغير مبررة لكتابة الأخبار.
ورفضت المتحدثة تبرير تدني مستوى الإعلام الرياضي بالأوضاع الاجتماعية للصحفي، حيث لا أرى مبررا من اللجوء إلى سرقة الأخبار وفبركة الأحاديث، وحول ظاهرة تفوق الأخبار الرياضية على الأخبار الأمنية والسياسية، فقد تحدثت رئيسة القسم الرياضي عن تنفيس اجتماعي بعد سنوات من المعاناة، وتحتاج هذه الظاهرة إلى دراسات معمقة، لأن سيطرة الرياضة على الصفحات ببلادنا فعلا ظاهرة جديدة.
وأرجعت نفس المصدر ما حدث بين مصر والجزائر سببا في زيادة التفاف القراء حول الصحافة الرياضية التي ساهمت في إعادة إحياء قيمة الوطنية، كما أن تأثير الرياضة بات واضحا وهو ما يمكن استغلاله لتطوير الثقافة والسياحة لقد كان لتأهل الجزائر إلى كأسي العالم وإفريقيا أثرا عميقا يمكن استغلاله في الكثير من الأمور وخاصة لتطوير الصحافة الرياضية من خلال إنشاء تجمعات وجمعيات للتشاور والتباحث من أجل تدارك النقائص والتفكير في تطوير العمل مستقبلا للوصول إلى الاحترافية التي تبقى أحسن حل للقضاء على الرداءة.
وطرحت بالمقابل تكثيف الدورات التكوينية للصحفيين لتمكينهم من اكتشاف الطرق الجدية في الكتابة الصحفية واكتساب القدرات على الكتابة بموضوعية ونزاهة والنزول للميدان، لأن الأنترنت باتت أحسن مصدر للصحفي وهو أمر خطير يجب التصدي له، وتأمل المرأة الحديدية في القسم الرياضي أن يكون الإبداع والاحتراف سمة الصحافة الرياضية الجزائرية مستقبلا.
براهيمي يعتبرها ظاهرة اجتماعية ايجابية ولكن...
اعتبر الأستاذ براهيم براهيمي طغيان الأخبار الرياضية المتعلقة بالمنتخب الوطني لكرة القدم على الصفحات الأولى لليوميات ظاهرة اجتماعية ايجابية، لكنها لم تخل من بعض الاختلالات، فالمجتمع يكون قد استفاد كثيرا من بروز المنتخب الوطني من خلال تأكيده بأنه يعشق ويتابع الرياضة، وهذا أمر مهم لكن تقصير الصحف في معالجة ملفات الإضرابات وقضايا التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والعدالة والفساد جعل الأمر يأخذ بعض السلبية، كما أن لجوء السياسيين لمتابعة الرياضة والتركيز عليها يعكس خللا في مجالات معينة.
وأشاد الدكتور براهيم براهيمي بسلوك الصحافة الجزائرية تجاه الأزمة التي حدثت مع مصر حيث كانت في المستوى، وما زاد في مكانتها هو تعويضها للسياسيين الذين فعلوا حسنا عندما التزموا الصمت تجاه الأزمة التي كانت بسبب مباراة كرة القدم وأرادت مصر استغلالها سياسيا ولكنها فشلت وهو ما يعكس التقدم الكبير للصحافة الجزائرية التي بقيت متمسكة بالجانب الرياضي للأزمة.
ودعا في سياق متصل إلى توجيه الإعلام للتحالفات وتعزيز التجمعات الإقليمية، فبالرغم من كل ما حدث الجزائر لا تستطيع الاستغناء عن مصر ومصر كذلك وعلينا لم الشمل والتوجه للاتحاد المتوسطي والأروبي لمواجهة العولمة والهيمنة الأمريكية، لقد تيقنت فرنسا وألمانيا أنه لا مجال للنجاح مستقبلا دون تحالفات متوازنة ومتكاملة، فالأهداف والمصالح العليا تجعلنا نضع الأهداف الضيقة جانبًا.
اختلال توزان الحق في الإعلام
يعيش الحق في الإعلام في بلادنا أسوأ أيام حياته، حيث ومنذ شروع المنتخب الوطني الجزائري في تصفيات كأسي إفريقيا والعالم سيطرت الأخبار الرياضية على الصفحات الأولى للجرائد متناسية العديد من المواضيع الأخرى الهامة على غرار الإضرابات والأوضاع الاجتماعية الصعبة، ولم نكتف نحن بالتركيز على أخبار المنتخب التي أخذت وتأخذ معظم الصفحات في الجرائد ووصل الأمر ببعض الجرائد التي نصبت نفسها سلطان حرية التعبير والصحافة إلى بيع مساحات كبيرة من صفحاتها للمعلنين وهناك من يبيع حتى الصفحات السيادية في الجريدة لكبرى الشركات العالمية المختصة في صناعة السيارات وتركت مشاكل المجتمع جانبا وهو ما يؤكد تراجع الحق في الإعلام في بلادنا، لأن توجيه التهم فقط للسلطات بالتضييق على حرية التعبير والتستر على انحرافات مدراء النشر خاصة من الصحف التي تقول أنها مستقلة أمر خطير للغاية، فرابح التجارة بدا جليا على بعض وسائل الإعلام وهو ما لم يعد يخفى على الجميع وخاصة عموم القراء وهو ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر.
ونرفض أن نبرر بروز المنتخب الوطني لتحويل الحق في الإعلام الذي يكفله الدستور والقانون للمواطن الذي يجب أن ننقل له أخبارا موضوعية ومتزنة وتهدف للتثقيف والترفيه والوعي وليس للاحتفالات فقط وتسخيره لإشعال الفتن وتوجيهه عن أمهات القضايا التي تهمه خاصة في ظل الهيمنة الغربية وتراجع مكاسب قضايانا بحدة كبيرة، فالقضية الفلسطينية وما يجري في العراق والشيشان وأفغانستان وحتى في إفريقيا من تعتيم إعلامي يدعونا للبكاء على إعلام السبعينيات والثمانينيات الذي بالرغم من أنه ركز كثيرا على الدعاية، إلا أن تأثيره ومكانته في المجتمع كانت أحسن بكثير من وقتنا الراهن الذي لا حديث فيه إلا عن الكم والإشهار.
فبعض الصحف التي تدعي دفاعها عن حرية التعبير والصحافة وتدعي محاربتها للفساد قامت في الأشهر القليلة الماضية بفضح نفسها وقد ظهر بأن تركيزها على أخبار المنتخب الوطني ليس حبا في الوطنية ولكن لاستقطاب أكبر قدر ممكن من صفحات الإشهار وكم كانت دهشتنا عندما وجدنا الصفحة الثانية والثالثة بها مساحات إشهارية، كما أن بعض الصحف ترفض أن تسحب 32 صفحة، إذا لم تجد الإشهار وكأن الكتابة عن مشاكل المواطن والمصالح العليا للبلاد غير مهمة.
لقد طغت المادة على كل شيء ولكن أن يصل الإعلام الجزائري إلى ما وصل إليه اليوم أمر يحتاج إلى وقفة تقييم لتقويم الاعوجاج والقضاء على النقائص والعودة إلى إحياء أخلاقيات المهنة، لأن رائحة الفساد بدأت تنتشر في السلطة الرابعة التي مهما فضحت وكشفت الفساد، فهي ليست في منأى عنه.
ب. عبد الحكيمئ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.