تعتبر عاصمة الأوراس باتنة ببلدياتها ال61 ودوائرها ال21 من بين أكبر ولايات الوطن جغرافيا وديموغرافيا، بتعداد سكاني يفوق ال1.2 مليون نسمة، لهم انشغالات كثيرة أغلبها لم يتحقّق في العهدة الإنتخابية المنتهية لأسباب عدة اغلبها سوء تسيير المنتخبين وعدم معرفتهم لصلاحياتهم ولأولويات التنمية ببلدياتهم، وهو ما يبدو بشكل جلي من خلال الخرجات الميدانية الأخيرة لوالي باتنة الجديد عبد الخالق صيودة والذي يتفاجأ في كل بلدية يزورها بكثافة المشاكل وتراكمها، خاصة وأن أغلبها له علاقة مباشرة بالتسيير المحلي للمجلس البلدي، على غرار الإنارة العمومية وتهيئة الطرقات والتزود بالمياه الشروب والنظافة وغيرها من الانشغالات التي يمكن حلّها لو توفرت الإرادة والنية الحسنة للمنتخبين لتسيير شؤونهم المحلية. ويعوّل كثيرا سكان عاصمة الأوراس باتنة على الانتخابات المحلية المقبلة والنتائج التي ستسفر عنها، خاصة مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد وتراجع القدرة الشرائية للمواطن بسبب غلاء أسعار المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، حيث ينتظر الباتنيون من المنتخبين المحليين الذين ستفرزهم صناديق الاقتراع أن يكونوا في مستوى تطلعاتهم ويحقّقوا الوعود التي قطعوها على أنفسهم خلال أول أيام الحملة الانتخابية التي انطلقت، مع ضرورة التأكيد على الوفاء بالتزاماتهم من خلال تنفيذ البرامج التي يتغنون بها الآن في كل مكان، خاصة ما تعلّق بالتنمية المحلية وتعميقها. وفي هذا الصدد، أشار بعض المواطنين الذين التقينا بهم بوسط مدينة باتنة إلى أنهم يئسوا من تكرار نفس الوجوه في كل عملية انتخابية، خاصة ببعض البلديات النائية التي بقي تسييرها حكرا على مجلس بلدي لم يتغير منذ سنوات عدة، وهو الآمر الذي أعاق حسبهم - عجلة التنمية المحلية، حيث يتذرع الأميار حسب من تحدثت إليهم جريدة «الشعب»، بتقليص الصلاحيات وتراجع مداخيل البلدية وبالتالي لا مشاريع تنموية ولا انجازات ميدانية ستتحقّق. غير أن هناك من المواطنين من أكدوا لنا حرصهم الدائم على التعبير وبقوة على أصواتهم في الانتخابات، من خلال الإقبال على صناديق الاقتراع لصناعة التغيير ونزولا عند الوعود الرنانة للمترشحين وأحزابهم والذين قدّموا برامج لو تنفذّ سيتغير كثيرا واقعهم، خاصة ما تعلّق بالانشغالات المرتبطة بحياتهم اليومية على غرار قطاعات النقل والصحة والكهرباء والفلاحة والصرف الصحي وتحسين الخدمة العمومية وغيرها. ولعلّ أهم ما يؤرق سكان بلدية باتنة هو مصير عدة مشاريع تنموية ضخمة استفادت منها باتنة وجمدت لأسباب كشف عنها الوالي مؤخرا بأنها كانت نتيجة عدم قيام مسؤولي الولاية بالإجراءات الخاصة بضمان مصادقة الحكومة عليها في آجالها على غرار الملعب الأولمبي، حيث أشار صيودة مؤخرا إلى «تقاعس» مسؤولي الولاية خلال سنوات 2012 و 2013، الآمر الذي حرم الولاية من مشروع شباني ورياضي ضخم، غير انه طمأن بإمكانية إجراء أشغال توسعة ملعب أول نوفمبر لتدارك الضغط المحتمل تسجيله في السنوات المقبلة، يضاف لها عدة مشاريع بإمكان أعضاء المجلس الشعبي الولائي ال47 انتزاعها بالإلحاح لدى مسؤولي الدولة على غرار مشروع المستشفى الجامعي، هاته المشاريع الهامة والتي تحتاج إليها الولاية التي من شأنها تخفيف الضغط على المنشآت الموجودة حاليا ولم تعد تستوعب الارتفاع المستمر للساكنة والتي تحتاج لمرافق تنموية جديدة خاصة في قطاعات النقل والصحة والتربية وغيرها. هذا وأشار الوالي صيودة إلى لقاءاته قبل عرض مخطط عمل الحكومة بالمنتخبين أين دعاهم للمطالبة بعدة مشاريع حيوية خاصة في قطاعات السكن الطاقة الموارد المائية وغيرها وهو ما يبرز دور المنتخب الوطني فما بالك بالمحلي وهو القاعدة الأساسية. وقد عاشت أغلب المجالس الشعبية البلدية في العهدة المنقضية على وقع حركات احتجاجية في عدة مناسبات حاولت خلالها سلطات الولاية باتنة التأكيد على أحقية السكان وحاجتهم للمشاريع ووبخت في كثير منها الأميار جراء تقاعسهم عن التكفل بها. وقد دفعت الأزمة المالية التي عصفت بالجزائر إلى وعي كبير لدى السكان بمختلف بلديات الولاية، حيث أصبحت مطالبهم تتمثل في ضرورة خلق بدائل ثروة جديدة وتثمين ممتلكات البلديات وجلب الإستثمارات، حيث يأتي قطاع الصناعة والاستثمار وكذا الأشغال العمومية والتشغيل على رأس أولويات السكان كون الولاية شهدت في السنوات الأخيرة ركودا اقتصاديا وصناعيا كبيرا، زاد من عمق بعض المشاكل التنموية رغم المجهودات المعتبرة التي تبذلها الدولة لتحسين هاته القطاعات، خاصة تفعيل الاستثمار لخلق بدائل ثروة جديدة بفتح 4 مناطق نشاطات موزعة عبر كل إقليم الولاية بكل من المعذر، بريكة، أريس وعين ياقوت. وفي هذا الصدد، أشار السيد جميل حمودة مترشح حزب الارندي ببلدية باتنة وممثل الشباب فيها في تصريح لجريدة «الشعب» عن التزامه كعضو بالمجلس البلدي السابق بأغلب برنامجه الانتخابي للعهدة الإنتخابية المنقضية، حيث حقّق لفئة الشباب خاصة ولقطاع الرياضة والثقافة الكثير على غرار تهيئة ملاعب البلدية، تقديم إعانات لمختلف النوادي والجمعيات النشطة في الميدان، إضافة لتواجده الدائم مع المواطنين ودعمه لانشغالاتهم، حسب ما أكده لنا خلال زيارتنا له بمقر مداومته بوسط مدينة باتنة. وأضافت جميل حمودة خلال إطلاعنا على البرنامج التنموي لحزبه في حال تمّ تجديد الثقة فيه وحصول قائمته الإنتخابية على رئاسة المجلس البلدي، حيث أفاد بأن النقاط التي تحدّث فيها مع المواطنين منذ بداية الحملة منطقية وواقعية بعيدة عن الخيال سيسعى جاهدا رفقة كل أعضاء المجلس على اختلاف مشاربهم السياسية لتحقيقها كونها تتماشى مع تطلعات السكان وخصوصية الظرف المالي للدولة، وشرعية بعض النقاط المدرجة فيه والتي ستجد بفضل دعم المواطنين أذانا صاغية، خاصة وأن له خبرة في العمل الجمعوي حتى قبل انتخابها لذا فهو ركز خلال صياغة برنامج حملته الانتخابية على أحياء بلدية باتنة العميقة وضرورة تعميق التنمية المحلية بها.