احتفال ضخم شهدته مدينة عنابة عشية الفاتح نوفمبر، احتفاء بالذكرى 63 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، حيث كانت بونة في الموعد لإحياء هذه المناسبة التاريخية، على غرار باقي ولايات الوطن، أين تزينت المدينة بألوان الراية الوطنية، وظلت الأناشيد الوطنية تدوي بساحة «الكور» على مدار يومين كاملين. حضور كبير شهدته ساحة الثورة «الكور» بعنابة، والذين جاؤوا ليتقاسموا مع بعضهم فرحة ذكرى الفاتح نوفمبر، واستعادة أمجاد الماضي وبطولات أبناء الجزائر الذين قدموا النفس والنفيس لأجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، جمهور كبير.. الصغير قبل الكبير، السلطات المحلية، المجتمع المدني، السلطات الأمنية والعسكرية أبوا إلى أن يكونوا في الموعد للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة في أنفس الشعب الجزائري. استعراض ضخم، احتفال متواصل سهرة الفاتح نوفمبر إلى غاية أمس، وعلى وقع أغنية «وان تو ثري» انطلق المهرجان الذي كان يحمل بين دلالاته رسالة للأجيال الصاعدة للحفاظ على تاريخ الأجداد، ومواصلة استذكار بطولات أبناء هذا الوطن، والتمسك بمبادئ نوفمبر ومبادئ الثورة التحريرية المجيدة. جميع القطاعات الثقافية والتربوية والسياحية كانت لها مشاركة في هذا الاستعراض الفني والثقافي الكبير، أكثر من 20 ألف شاب كانت لهم مشاركة في هذا المهرجان، عروض فنتازية، قتالية، عروض مسرحية وحفل فني ساهر بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي أحياه نخبة من نجوم الفن الجزائري، الذين أعادوا على مسامع الحضور أغلب الأناشيد الوطنية التي تتغنى بالثورة الجزائرية وأمجادها وبطولات شعبها. أهم ما ميز الاستعراض القوافل التي كانت تجوب شوارع المدينة حاملة بين ثناياها تاريخ الجزائر وعادتها وتقاليدها، من تنظيم فرق وجمعيات تابعة لقطاع الثقافة، حيث استهوت هذه المبادرة الجمهور العنابي، الذي لم يتوان في متابعتها باهتمام، إلى جانب العروض القتالية لأشبال بونة. من جانب آخر شهدت الاحتفالية تدشين العديد من المرافق من قبل والي ولاية عنابة محمد سلماني، وبالمناسبة احتضن مقر الولاية حفلا شعبيا على شرف الجمعيات والنوادي الرياضية، وتقديم إعانات مالية لحوالي 200 جمعية ونادي ينشطون على مستوى الولاية. الشرطة الجوارية لولاية عنابة احتفلت بدورها بذكرى نوفمبر وعلى مدار أسبوع كامل، حيث نظمت ندوة تاريخية نشطها كل من المجاهدين «غسول خليفة» و»عمار عميرات» والأستاذين الجامعيين بقسم التاريخ الدكتورة «بودخانة صورية»، والدكتور»بيك محمد»، فضلا عن إقامة معارض لمختلف نشاطات المصالح الأمنية، على غرار شرطة الحدود الجوية والبحرية، إضافة إلى عرض فيديو للوقوف على أبرز محطات الثورة التحريرية الكبرى، والتعريف بشهداء نوفمبر. كما قامت بتنظيم منافسة فكرية في مادة التاريخ بين الطلبة المتربصين برتبة ملازم أول، إلى جانب نشاطات رياضية، منها استعراض قتالي في فن التايكواندو، والذي تم تنظيمه سهرة الفاتح نوفمبر بساحة أمن الولاية من طرف فرق تابعة للإتحاد الرياضي لشرطة عنابة، بحضور إطارات، رتباء أعوان، وأعوان شبيهين لمختلف مصالح أمن الولاية، إضافة إلى عائلات الرياضيين المشاركين، ومقابلة استعراضية، جمعت بين فريقي كرة السلة مدارس للإتحاد الرياضي شرطة عنابة وجامعة عنابة، واختتمت الاحتفالية بزيارة مقبرة الشهداء والترحم على أرواح شهداء الثورة المجيدة. من جهتها، قامت جمعية وفاء لحماية وتخليد مآثر الثورة التحريرية بالتنسيق مع دار الثقافة محمد بوضياف، بتكريم الأسرة الثورية، إلى جانب زيارة ميدانية لبعض المجاهدين والاطلاع على صحتهم، كما نظمت الجمعية معرضا حول تاريخ الجزائر لتمكين الزوار من الاطلاع على بطولات وأمجاد من صنعوا الثورة التحريرية المجيدة. وتزينت مختلف الإقامات الجامعية التابعة لمديرية الخدمات الجامعية سيدي عمار بالرايات الوطنية، مع بث الأغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت، وقد سطرت المديرية بالتنسيق مع الإقامات الجامعية التابعة لها برنامجا ثقافيا ورياضيا ثريا بمشاركة عشرات الطلبة، تخليدا لهذه الذكرى.