أعلن، أمس، رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، من برشلونة التي زارها للمرة الأولى منذ أن وضعت كاتالونيا تحت وصاية مدريد، أنه يريد «استعادة» الإقليم بالوسائل «الديمقراطية»، ودعا مئات الشركات التي نقلت مقارها منها بسبب الشكوك المحيطة بمسألة استقلال الإقليم، إلى عدم التخلي عن المنطقة. زيارة راخوي الذي تولى السلطة في 2011 والتي جاءت بعد أسبوعين ونيف على تعليق الحكم الذاتي بالإقليم، شهدت تقديمه رسميا مرشح حزبه لانتخابات كاتالونيا التي ستجري في 21 ديسمبر القادم، والتي ستنتخب قيادة جديدة للإقليم خلفا لحكومة كارليس بوتشيمون الانفصالية التي تم حلها مع البرلمان، بهدف إعادة «النظام الدستوري» إثر إصدار المحكمة حكما يبطل استفتاء استقلال كاتالونيا. وهو يأمل في كسب أصوات في معسكر الناخبين الذين يرغبون في البقاء في إسبانيا لكن درجة التعبئة في صفوفهم أضعف. ولم يحصل حزبه سوى على 8,5٪ من الأصوات في انتخابات كاتالونيا الأخيرة التي نافسه فيها بشكل كبير حزب «المواطنة» (سيودادانوس) الليبرالي الفتي ثاني قوة سياسية في المنطقة معاد للانفصال. كما جاءت زيارة راخوي غداة تظاهرة حاشدة في برشلونة طالبت بالإفراج عن نحو عشرة من القادة الانفصاليين يشكلون النواة الصلبة للحركة وسجنوا في إطار تحقيقات بتهمتي «التمرد» و»العصيان». وكانت المنظمتان الانفصاليتان اللتان تتمتعان بنفوذ كبير ونظمتا التظاهرة - الجمعية الوطنية الكاتالونية و»اومنيوم» الثقافية -، أثبتتا أنهما ما زالتا تملكان القدرة على القيام بتعبئة كبيرة. وهتف المشاركون في التظاهرة التي ضمت حوالي 750 ألف شخص حسب الشرطة البلدية، «الحرية للسجناء السياسيين» و»نحن جمهورية» و»قوات الاحتلال إلى الخارج!».