إذا ألقينا نظرة ثاقبة على أداء مارسيليا في مجموع مباراتيه أمام آرسنال في المجموعة السادسة لدور مجموعات أبطال أوروبا سنلاحظ مدى قدرة المدرب الفرنسي الشاب "ديديه ديشان" على مجاراة المدرب المُخضرم "آرسين فينجر"، بالذات في لقاء الإياب الذي تجلى فيه النشاط الفرنسي على الفريق الإنجليزي الذي يُعاني من ضعف في العديد من الأمور بمنطقة الوسط والتي سنوضحها لكم في سياق هذا التحليل المبسط عن اللقاء المنتهي بالتعادل السلبي على ملعب الإيماريتس ليلة أمس الثلاثاء في افتتاح الجولة الرابعة. الإيجابيات | أولاً: إمتاز مارسيليا بسرعة الانطلاق بكرة وبدون كرة من على طرفي الملعب، وأجبرت قوة أجنحته أظهرة آرسنال على البقاء في مناطقهم الدفاعية خوفاً من حدوث مساحات خلفهم ولتأكدهم أن سرعة ارتدادهم مهما كانت لا يمكنها أن تتفوق على سرعة الثلاثي الشاب "جودرن آيوه، آندريه آيوه ولوريك ريميه". ثانياً: أراد مارسيليا منذ بداية المباراة إحراز هدف السبق بشتى السبل، المرة الأولى من جهة اليسار لكن كرة جوردن آيوه عبرت جوار القائم الأيمن بقليل، والمرة الثانية من الجهة اليمنى لكن كرة شقيق جوردن "آندريه" ذهبت جوار القائم الأيسر، ما أريد قوله أن مارسيليا لعب بحيوية وبجراءة على غير المتوقع لاسيما بعد خسارته في اللقاء الماضي بهدف قاتل في الدقيقة الأخيرة، فقد اعتقد البعض أنه سينكمش ويخشى خسارة جديدة من آرسنال لكنه لم أظهر شخصيته. ثالثاً: المدرب ديديه ديشان استطاع فرض أسلوب لعبه على منطقة الوسط خاصةً في الشوط الثاني ولم يكن تلميذاً لأحد بل كان هو الأستاذ في هذا اللقاء. ما فعله أظهر آرسنال في الشوط الأول وكأنه الزائر حيث لعب رامسي ورفاقه على الهجمات المضادة والكرات الثابته بواسطة آرتيتا، وزاد عنفوان ديشان وتفوقه التام على فينجر حين أراد قتل اللعبة بإجراء بعض التغييرات بسحب المهاجم لوريك ريميه والدفع بلاعب الوسط "مورجان" وإخراج فالبوينا صاحب النزعة الهجومية من خط الوسط والزج بصاحب النزعة الدفاعية "لوتشيو جونزاليس" بدلاً منه ليخطف النقطة التي بحث عنها بعد ضياع أربع فرص محققة للتسجيل خلال الحصة الأولى وفرصة خلال الحصة الثانية. رابعاً: رغم كل ما حدث واصل آرسنال سطوته للمجموعة السادسة بهذا التعادل، والفريق تشعر وكأنه قد تعافى كثيراً من حُمى البداية التي خسر خلالها العديد من النقاط على صعيد الدوري المحلي، نعم الأداء ليس بالرائع ضد مارسيليا لكنه مَقبول لفريق كبير يتحسس طريق العودة، ولا ننسى أن أهم مكاسب فينجر من هذه المقابلة عودة تماسك خط الدفاع بقيادة القائد البلجيكي "توماس فيرمالين"، أعتقد أن آرسنال يسير بشكل جيد ويمكنه التقدم أكثر وأكثر ونتيجة التعادل ليلة أمس ليست سيئة فقد فاز بضربة حظ في الذهاب وفي الوقت الميت وهذا يعوض نتيجة التعادل اليوم أمام المنافس الأول له على صدارة المجموعة. السلبيات | أولاً: لماذا لم يَعتمد آرسين فينجر على خبرات المهاجم المغربي "مروان الشماخ" الذي يُجيد أمام الأندية الفرنسية بحكم بزوغ نجمه في بطولة الليج وان ؟ لماذا دفع للمرة الأولى بالكوري بارك وهو الذي لم يُشارك في أي مباراة ببطولة الدوري الإنجليزي منذ إنضمامه للفريق قادماً من موناكو الصيف الماضي؟ مؤكد فينجر لم ينس كل ذلك فالشماخ سجل ثلاثة أهداف في مرمى مارسيليا أثناء فترة تواجده مع بوردو الفرنسي، لكن الإصابة هي التي أدت لعدم مشاركة الدولي المغربي في المباراة، السلبية تتمثل في عدم توفير فينجر لبدائل مناسبة داخل صندوق العمليات، فجيرفينهو لاعب متحرك لا يستطيع خطف الأهداف بالرأس مثل الشماخ أو فان بيرسي، ونفس الأمر يخص بارك تشو يونج، وحتى بعد دفعه بفان بيرسي في الشوط الثاني وجدنا الهولندي يلعب على الأطراف ويمرر العرضيات لكن لمن هذه العرضيات؟ تذكرت تصريح ستيف بروس مدرب سندرلاند حين قال "أراهن فينجر على أن نيكلاس بندتنر الذي استعرته منه الصيف الماضي سوف يسجل 15 هدفاً لنا هذا الموسم".، ورغم عدم اقتناعي الشخصي ببندتنر كلاعب كبير لكنه كان يسد العجز وقت الحاجة لإحراز أهداف من الكرات العرضية فرأسياته قوية وقوية جداً. ثانياً: كثيرة هي الهجمات المنظمة والمضادة التي ضاعت على آرسنال بسبب ضعف التمريرات واللمسة قبل الأخيرة من لاعبي خط الوسط، وعلى رأسهم آرون رامسي وجيرفينهو. ثالثاً: حارس مرمى آرسنال "تشيزني" لعب بتعالٍ وثقة زائدة في النفس وكاد ذلك يُكلف فريقه الكثير منتصف الشوط الأول، وكانت هذه سلبية كبيرة لو تواجد مهاجم قناص كبير له خبرة وباع طويل في الملاعب للقنه درس لن ينساه، من حسن حظه أن الثلاثي جوردن وآندريه وريميه لا يمتلكوا الخبرة الأوروبية الواسعة في التعامل مع هكذا حراس لأندية كبرى يستخفون بمن أمامهم!.