مع نجاح المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والمدرب المتألق جوسيب جوارديولا في مواصلة المزيج المتكامل السحري الذي قدمه برشلونة الأسباني في السنوات القليلة الماضية ، شهد عام 2011 مزيدا من الألقاب والابتكار الفني والخططي والأرقام القياسية. وعلى مدار 2011 ، أحرز برشلونة خمسة من ستة ألقاب متاحة له على جميع الأصعدة كما أعلن تفوقه شبه التام على أبرز منافسيه وهو ريال مدريد الأسباني حيث شهد هذا العام سبعة لقاءات "كلاسيكو" بين الفريقين. وإضافة إلى ذلك ، حقق برشلونة الفوز في اثنتين من أقوى المواجهات في هذا العام حيث تغلب على مانشستر يونايتد الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا على استاد "ويمبلي" الشهير بالعاصمة البريطانية لندن ثم على سانتوس البرازيلي في نهائي بطولة كأس العالم للأندية والتي أقيمت مؤخرا باليابان. وقال أندوني زوبيزاريتا مدير الكرة بالنادي الكتالوني ، بعد الفوز على سانتوس 4/صفر في نهائي مونديال الأندية بمدينة يوكوهاما اليابانية ، :"تاريخ كرة القدم هائل للغاية ، ولكن هذا الفريق يمثل تطورا هائلا في كرة القدم". وأكدت الأرقام الهيمنة الرائعة لبرشلونة بقيادة جوارديولا حيث قاد هذا المدرب الفريق الكتالوني لإحراز ألقاب 13 من 16 بطولة خاضها معه على مدار ثلاثة مواسم ونصف الموسم وكان منها خمسة من ستة ألقاب متاحة في عام 2011 . ورغم ذلك ، ظل جوارديولا ونجومه يتمسكون بالتواضع بعد كل إنجاز يحققه الفريق مع حرصهم على إحراز المزيد من النجاح والألقاب. وقال جوارديولا :"يعتقد البعض أنه حقق الكثير وأنه اقترب من خط النهاية. ولكن يمكن الاعتقاد أيضا بأنه إذا كانت هذه المجموعة من اللاعبين قد حققت كل شيء ، فلماذا لا يكررون ما حققوه مجددا ؟!". ومع هذه الطريقة الخاصة بتجديد الطموح ، برهن جوارديولا على أن أداء فريقه لا يعتمد فقط على المهارات الهائلة التي يتمتع بها نجوم هذا الجيل للفريق الكتالوني ولكن أيضا على مشكلة في صفوف منافسيه وهي عدم ارتقاء طموحهم لنظيره في النادي الكتالوني. وخلال 2011 ، فاز جوارديولا بالرهان في العديد من الأمور الخططية كان أبرزها الاعتماد على نجم خط الوسط الأرجنتيني الدولي خافيير ماسكيرانو في خط الدفاع ليصبح في هذا الخط ثلاثة مدافعين بينما تفرغ الظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيش للمهام الهجومية. كما كان الرهان الخططي الأبرز والأخير لجوارديولا في عام 2011 هو خوض المباراة النهائية لمونديال الأندية بدون رأس حربة صريح بعد إصابة مهاجميه الأساسيين ديفيد فيا والتشيلي أليكسيس سانشيز. ورغم ذلك ، حقق برشلونة الفوز 4/صفر بطريقة اللعب 3/7/صفر التي لم يسبقه إليها أي فريق وهو ما أثار إعجاب واندهاش المدرب موريسي راماليو المدير الفني لسانتوس. وفي الوقت نفسه ، عزز برشلونة موقفه وفرصته في الدفاع عن لقبه كأفضل لاعب في العالم حيث أصبح الأقرب مجددا للفوز هذا العام بالجائزة التي أحرزها في العامين الماضيين. وسار ميسي خلال الشهور القليلة الماضية بخطوات ثابتة نحو الفوز بجائزة الكرة الذهبية التي سيقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى اللاعب الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم وذلك خلال حفل توزيع جوائز الفيفا لعام 2011 والذي سيقام بعد أقل من أسبوعين في مدينة زيوريخ السويسرية. وكان لتألق ميسي في اللقاءات الحاسمة والمباريات النهائية دور بارز في فوز الفريق بجميع الألقاب التي أحرزها وفي اقتراب اللاعب بشدة من الحفاظ على جائزة الكرة الذهبية. وليس أدل على ذلك مما قاله أسطورة كرة القدم الهولندي يوهان كرويف نجم برشلونة السابق حيث أكد أن "ميسي يتفوق على جميع اللاعبين في الوقت الحالي. إنه ، بلا شك ، خامس أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم" في إشارة إلى أن الأرجنتيني دييجو مارادونا والبرازيلي بيليه والأسباني ألفريدو دي ستيفانو وكرويف نفسه هم أفضل أربعة لاعبين في تاريخ اللعبة حتى الآن. والحقيقة أن ميسي لا يقل عن أي من هؤلاء النجوم الأربعة السابقين بل إنه يتفوق عليهم في بعض الأمور حيث حصد ميسي على سبيل المثال 18 لقبا خلال مسيرته الكروية حتى الآن بينما حصد مارادونا أربعة ألقاب فحسب مقابل ثمانية ألقاب لكرويف. ونجح ميسي في هز الشباك خلال أربع من خمس مواجهات نهائية خاضها برشلونة في عام 2011 حيث هز شباك مانشستر يونايتد في نهائي دوري الأبطال وشباك ريال مدريد في كأس السوبر الأسباني ذهابا وإيابا وشباك بورتو البرتغالي في كأس السوبر الأوروبي وشباك سانتوس في كأس العالم للأندية. وخلال عام 2011 ، أصبح ميسي أول لاعب في تاريخ كرة القدم الأسبانية يصل لحاجز الخمسين هدفا في موسم واحد. كما اجتاز ميسي هاجز المئتي هدف في مسيرته مع برشلونة وأحرز مع الفريق خمسة ألقاب في البطولات الست التي خاضها الفريق في عام 2011 . وربما يبدو هذا كافيا لتعويض إخفاقه مع منتخب بلاده في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي استضافتها الأرجنتين في يوليو الماضي وخرج فيها الفريق من دور الثمانية. وبذلك ، أنهى جوارديولا وميسي عام 2011 وكل منهما هو الأفضل في مجاله ليضاعفا من قلق ومخاوف باقي المنافسين ويواصلا كتابة التاريخ مع برشلونة.