بعد أن تطرّقنا في عددنا الماضي من "الشباك" للموسم المميز الذي قضاه واحد من ركائز المنتخب الوطني الجزائري متمثلا في عدلان قديورة لاعب نوثينغهام فوريست، سنتحدث اليوم عن لاعب شاب تمكن في فترة وجيزة من تثبيت إسمه كواحد من النجوم الصاعدة في سماء الليغ 1 الفرنسية ألا و هو عيسى ماندي صاحب الواحد و عشرين سنة و الذي ينشط في نادي رامس رفقة مواطنه كمال فتحي غيلاس، و الذي تمكن في أول موسم له في المستوى العالي أن يضمن مكانة أساسية بشكل سريع، و هو ما أهله للتواجد في حسابات الناخب الوطني وحيد حليلوزيش الذي قام بوضعه في القائمة الإحتياطية ل " الخضر " قبل مباريات شهر جوان المنقضي ضد البنين و رواندا . كان متخوفا كثيرا من أول موسم له في الليغ 1 و رغم أنه كان قد لعب ستة و عشرين مبارة خلال موسم 2011 – 2012 مساهما في تحقيق فريقه رامس لورقة الصعود الى القسم الأول الفرنسي، إلا أن عيسى ماندي كان قد أبدى تخوفا كبيرا من ظهوره في الليغ 1 التي تعتبر واجهة الكرة الفرنسية و المستوى فيها مرتفع كثيرا مقارنة بالليغ 2، و هو ما جعل الجزائري الشاب يعمل بشكل جدي خلال فترة التحضيرات الصيفية الماضية من أجل تطوير قدراته بأكبر شكل ممكن من أجل التواجد في أفضل لياقة ممكنة مباشرة بعد إعطاء شارة إنطلاق المنافسات الرسمية . فورنيي فضل عدم المغامرة به مُبكرا و إضافة الى التخوف الذي كان عيسى ماندي قد أظهره، فإن ذات الحال كان يتواجد عليه مدرب في رامس السيد هوبير فورنيي الذي فضل عدم المغامرة بالجزائري منذ البداية، حيث أن صاحب الواحد و عشرين سنة بقي على مقاعد البدلاء خلال الجولة الأولى من الدوري الفرنسي و التي عرفت تعرض نادي " لاشومبان هاردان " للهزيمة في عقر الديار على أرضية ملعب " أوغوست دولون " أمام العملاق أولمبيك مارسيليا بهدف دون وقع بونوا شيرو، في لقاء بقي فيه ماندي على مقاعد البدلاء طيلة التسعين دقيقة . ظهر أساسيا في الجولة الثانية و إن كان اللقاء الجولة الأولى قد عرف بقاء ماندي بديلا، فإن المدرب هوبير فورنيي قرر منح عيسى الفرصة بشكل سريع، حيث أن الجزائري الصاعد تواجد في التشكيلة الأساسية لرامس بداية من الجولة الثانية و التي عرفت تنقل زملاء كمال غيلاس الى جزيرة كورسيكا لمواجهة باستيا، حيث نشط ماندي طيلة التسعين دقيقة بشكل أساسي في منصبه كظهير أيمن و لكنه لم يوفق بالشكل الذي كان يتوقعه و يتمناه خاصة و أن فريقه تعرض لهزيمته الثانية على التوالي في الثواني الأخيرة من المواجهة بهدفين مقابل واحد . واجه صعوبات في بداياته و الخبرة خانته جدير بالذكر أن عيسى ماندي و رغم انه حصل على فرصة اللعب بشكل أساسي، إلا أنه و للأسف وجد صعوبات كبيرة لفرض نفسه على أرضية الملعب بإعتبار أنه لم يعتد على الريتم الذي يُميز الليغ 1 و ظهرت عليه في العديد من المناسبات علامات نقص الخبرة و التخوف من أخذ زمام المبادرة، و هو ما جعل الطاقم الفني لرامس يتخذ قرارا بإشراكه مبارة بمبارة رفقة أحد زملائه بهدف تمكين عيسى من التعود بشكل تدريجي على طريقة اللعب في المستوى خاصة و أن رامس كان يسعى لخطف أكبر قدر ممكن من النقاط لضمان ورقة بقائه بشكل مُبكر .
خسر بشرف أمام نجوم باريس سان جيرمان و بما أن ماندي كان يلعب لقاءا بلقاء مع زميله غلومبار، فإن الجزائري كان حاضرا الجولة التاسعة من الليغ 1، و الذي عرفت تنقل رامس الى العاصمة الفرنسية لمواجهة نجوم باريس سان جيرمان، حيث قدم عيسى لقاءا في المستوى الى أبعد الحدود أمام زملاء زلاتان إبراهيموفيتش الذي تمكنوا من خطف الإنتصار بهدف دون رد من توقيع كيفين غاميرو، إلا أن الوجه الذي قدمه ماندي جعله ينال ثناء الطاقم الفني لرامس الذي إعتبر تمكن الظهير الأيمن من السيطرة على تحركات البرازيلي نيني إنجازا في حد ذاته . و بعد اللقاء الجيد الذي قدمه ضد " البي أس جي " يمكن القول أن عيسى ماندي تحرر أخيرا و تمكن من ضمان مكانة أساسية دائمة في تشكيلة فريقه رامس، حيث أن الجزائري تمكن من توقيع أول أهدافه في الدوري الفرنسي و ذلك عندما هز شباك تروا في الجولة العاشرة برأسية جميلة حرر بها جماهير ملعب " أوغوست دولون " التي تحبه كثيرا بإعتباره تكون في رامس منذ نعومة أظافره الى غاية وصوله الى الفريق المحترف منذ موسمين فقط، و لو أن هدف ماندي تزامن مع تحقيق زملائه لنتيجة سلبية جديدة في لقاء إنتهى بالتعادل الإيجابي أمام " ليستاك " . من أكتوبر الى ديسمبر عاش مرحلة سوداء يبقى أنه و رغم الأداء الجيد الذي كان يٌقدمه إلا أن عيسى ماندي قضى فترة يمكن وصفها بالسوداء و الأسوء له طيلة الموسم المنقضي و ذلك بداية من شهر أوكتوبر الى غاية نهاية ديسمبر 2012، حيث أن نادي رامس و طيلة عشرة جولات كاملة على التوالي لم يتمكن من تذوق طعم الإنتصار مكتفيا بحصد الهزيمة تلو الأخرى، ليجد زملاء عيسى أنفسهم أول الفرق المهددة بالنزول سريعا الى الليغ 2 . جانفي " ماندي يتحسر على خروج المنتخب من الكان " و في بداية شهر جانفي 2013 و الذي تزامن مع مشاركة المنتخب الوطني الجزائري في كأس أمم إفريقيا و التي ودعها أشبال البوسني وحيد حليلوزيتش من الدور الاول بهزيمتين و تعادل، أكد عيسى ماندي أنه تابع جميع مباريات " الخضر " في بلاد " البافانا بافانا " مشيرا الى حسرته الكبيرة للإقصاء بتلك الطريقة خاصة و أن زملاء سفيان فيغولي أظهروا وجها طيبا في جميع تلك الخرجات، و في ذات الوقت أكد ماندي أنه سيكون سعيدا بالتواجد مع محاربي الصحراء في المستقبل و لكنه أشار أنه لم يتلقى أي إتصال رسمي رئيس الإتحادية محمد روراوة بهدف ضمه الى صفوف المنتخب . فيفري : " قريشي تنقل لمعاينته في رامس " و بعد إعلانه أنه متحمس للتواجد مع " الخضر " في المستقبل في حالة ما تم طلب خدماته بطبيعة الحال، فقد قام المدرب المساعد في المنتخب الوطني نور الدين قريشي بالتنقل في مناسبات عديدة لأرضية ملعب " أوغوست دولون " من أجل الوقوف على مستوى عيسى ماندي الذي كان يلعب بشكل دائم حينها في التشكيلة الأساسية لرامس، حيث كان ينشط كظهير أيمن إضافة الى بعض الخرجات في قلب الدفاع و وسط الميدان الدفاعي، و هو ما جعل قريشي يرفع تقريرا إيجابيا بخصوص عيسى للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش . تألق أمام ليون و غزال كاد أن يتسبب له بإصابة خطيرة و بما أن ماندي كان مع مرور الأشهر قد ضمن مكانته الأساسية، فقد واصل الشاب الجزائري تقديم العروض القوية في مباريات الليغ 1، حيث أن عيسى ظهر بمستوى كبير خلال الجولة الواحدة و الثلاثين و إستقبال أولمبيك ليون على أرضية ملعب " أوغوست دولون " عندما فاز أشبال المدرب هوبير فورنيي بهدف دون من توقيع البولوني كريكوفياك في لقاء تمكن فيه ماندي من وضع قائد " لوال " الأرجنتيني ليساندرو لوبيز في الجيب معطلا تحركاته على الرواق، و جدير بالذكر أن عيسى نجى من التعرض لإصابة خطيرة بعد تدخل خشن تعرض له من طرف مواطنه رشيد غزال الذي عوقب بعدها من طرف الرابطة الفرنسية بالنظر الى خشونة " كبسولة " الصغير . أنهى الموسم بشكل مميز و تواجد في التشكيلة المثالية ل " ليكيب " جدير بالذكر أن عيسى ماندي أنهى الموسم بشكل مميز، حيث تمكن من توقيع ثاني اهدافه في الليغ 1 ضد أجاكسيو في الجولة الخامسة و الثلاثين و بنفس الطريقة دائما أي برأسية أودعها شباك زملاء مواطنه مهدي مصطفى، حيث ساهم ماندي في تحقيق رامس لسلسلة نتائج إيجابية سمحت لنادي " لا شومبان " من تحقيق ورقة البقاء بصعوبة كبيرة وسط نخبة الأندية الفرنسية و هو ما جعله يتواجد في ثلاث مناسبات على التوالي في التشكيلة المثالية للأسبوع التي تضعها اليومية المختصة " ليكيب " . حليلوزيتش وضع في القائمة الإحتياطية خلال مباريات جوان و بالنظر الى المستوى الجيد الذي قدمه خلال الشطر الأخير من الموسم، فإن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش قام بوضع إسم عيسى ماندي ضمن القائمة الإحتياطية للاعبين الذين إستدعاهم لمباريات شهر جوان المنصرم الداخلة في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم ضد البنين و رواندا، حيث فضل التقي البوسني عدم جلب ماندي بالنظر الى حساسية المرحلة و رغبته في عدم التأثير على الشاب الصاعد الذي لا يملك أدنى خبرة على المستوى الدولي . حصيلته هدفان و تمريرة حاسمة + 2460 دقيقة في المجموع و في الأخير، فإن حصيلة الجزائري عيسى ماندي هذا الموسم كانت مقبولة على العموم، حيث تمكن من تسجيل هدفين و تقديم تمريرة حاسمة وحيدة، و ذلك خلال تسعة و عشرين مبارة كاملة شارك فيها إثنين منها فقط كبديل بمجموع وصل الى 2460 دقيقة في المجموع تواجد فيها صاحب الواحد و عشرين سنة على ملاعب الليغ 1 الفرنسية . فيورنتينا أراده و رامس رفضت التخلي عنه جدير بالذكر أيضا أن عيسى ماندي الذي لا يزال مرتبطا مع فريقه الى غاية جوان 2016 قد تلقى إتصالا مهما في الميركاتو الصيفي 2013 من طرف النادي الإيطالي فيورنتينا، و مدربه فينتشانزو مونتيلا الذي أبدى رغبة في جلب الجزائري الى صفوف " الفيولا " إلا أن رد رئيس رامس جات سريعة عندما أكد أن ماندي بمثابة إبنه و من المستحيل أن يتم التخلي عنه خلال سوق إنتقالات اللاعبين الحالي . هدفه حل معضلة " الخضر " مع مركز الظهير الأيمن
و عن اهدافه المستقبلية، فإن عيسى ماندي يسعى بكل الطرق للتواجد في المستقبل القريب مع المنتخب الوطني الجزائري خاصة و أن البداية كانت بتواجده في القائمة الإحتياطية، حيث يسعى مدافع رامس الى حل المعضلة الكبيرة التي يعاني منها " الخضر " في السنوات القليلة الماضية و هي مركز الظهير الأيمن المشغول حاليا من طرف مهدي مصطفى الذي يعد في الأصل لاعب وسط ميدان و يجد صعوبات كبيرة في هذا المنصب خلال كل خرجات أشبال وحيد حليلوزيتش .