بعد أن تطرقنا في عددنا الماضي الى واحد من العناصر المحبوبة كثيرا لدى الجماهير الجزائرية بالنظر الى طريقة اللعب الأنيقة التي تميزه متمثلا في رفيق حليش، ففي عدد اليوم من جريدة " الشباك " سنتحدث عن الموسم المقبول الذي قدمه مدافع المنتخب الوطني كارل مجاني، الذي حمل ألوان ناديين خلال بطولة 2012 – 2013 و هما كل من أجاكسيو و موناكو الفرنسيين، و عرف فيهما أوضاعا مختلفة تماما ما بين اللعب على ورقة البقاء مع الفريق الكورسيكي و ما بين التواجد مع النجوم و لعب الأدوار مع فريق الإمارة، كما لم نفوت الفرصة للمرور عن مسيرة مجاني هذا الموسم مع تشكيلة وحيد حليلوزيتش خاصة و أن خريج مدرسة سانت إيتيان ظهر مؤخرا بوجه قوية مع " الخضر " . ضمن مكانته مبكرا في أجاكسيو إنطلاقة كارل مجاني في التحضير للموسم المنقضي كانت إيجابية الى أبعد الحدود، حيث و رغم أن إدارة نادي أجاكسيو قررت إستبدال المدرب أوليفيي بانتالوني بنظيره أليكس ديبون على رأس العارضة الفنية، إلا أن ذلك لم يؤثر بشكل كبير على الدولي الجزائري الذي تمكن من ضمان مكانته في التشكيلة الأساسية للفريق الكورسيكي حتى قبل إنطلاق مباريات الليغ 1 و ذلك بإعتباره كان قد شارك خلال خمسة و ثلاثين مبارة كاملة خلال بطولة 2011 – 2012 و هو الأمر الذي وضع مجاني في وضعية مريحة بالنظر الى عدم ثراء تشكيلة " لا سيا " و عدم وجود أية منافسة تستحق الذكر على مستوى المركز الذي يلعب فيه كقلب دفاع . البداية بفوز ثمين في الداربي ضد نيس و قد سجل كارل مجاني و أجاكسيو دخولا قويا في مباريات الدوري، حيث تمكن زملاء من تحقيق فوز معنوي خلال داربي الجنوب الفرنسي ضد نيس في المبارة الإفتتاحية لليغ 1 في مواجهة عرفت مشاركة الدولي الجزائري أساسيا في منصبه المعتاد كقلب دفاع مساهما في المحافظة على تفوق الكورسيكيي بهدف دون رد من توقيع البرازيلي إيدواردو، و لو أن المهمة لم سهلة على الإطلاق بإعتبار ان زملاء كارل أكملوا اللقاء بعشرة لاعبين بعد الطرد الذي تعرضه له الدولي الجزائري الآخر مهدي مصطفى بعد مرور ستة و اربعين دقيقة فقط من اللعب . أليكس ديبون منحه شارة القيادة و بالنظر الى الظهور القوي في بداية الموسم الكروي لكارل مجاني، فإن مدرب أجاكسيو في تلك الفترة أليكس ديبون قام بنزع شارة القائد من يوهان كافالي إبن المدرب السابق للمنتخب الوطني جون ميشال كافالي ليمنحها للدولي الجزائري بإعتباره واحدا من أقدم العناصر في تشكيلة الفريق الكورسيكي و هو الخيار الذي لم يكن خاطئا من طرف التقني الفرنسي بإعتبار أن كارل زادت ثقته كثيرا بعد منحه هذا الإمتياز و هو الأمر الذي ساهم في تطور أدائه بشكل أكبر و هو ما تجسد في النتائج الإيجابية ل " لا سيا " خلال الجولات الأولى من الليغ 1 . تألق أمام نجوم باريس سان جيرمان و خطف التعادل و في منتصف شهر أوت المنصرم، كان مجاني على موعد مع إختبار عسير جدا في الجولة الثانية من البطولة الفرنسية، و ذلك عند إستقبال أجاكسيو للبطل المستقلبي باريس سان جيرمان مدججا بكل نجومه ما عدا زلاتان إبراهيموفيتش، حيث أن الدولي الجزائري حمل شارة القيادة ضد " البي أس جي " و قدم وجها جيدا طيلة السبعين دقيقة التي لعبها قبل الخروج إضطراريا بسبب الإصابة متمكنا من السيطرة على الأرجنتيني إيزكييل لافيتزي الذي لعب يومها كقلب هجوم، قبل أن يكرر مجاني نفس السيناريو مع كيفين غاميرو بعد طرد " البوتشو " في لقاء إنتهى مثلما بدأ بالتعادل السلبي صفر في كل شبكة .
أهدى " لا سيا " الإنتصار ضد إيفيان بهدف جميل و واصل كارل مجاني على ذات المنوال في بداية شهر سبتمبر المنقضي، حيث تمكن الدولي الجزائري من توقيع هدفه الاول و الأخير في الموسم و ذلك في الجولة الرابعة من الدوري الفرنسي التي عرفت إستقبال أجاكسيو لنظيره إيفيان تونون غايار على أرضية ملعب " فرانسو كوتي "، حيث أن مدافع " الخضر " تمكن من إفتتاح باب التسجيل برأسية جميلة مستغلا ركنية محكمة التنفيذ من يوهان كافالي الذي تكفل بإضافة الهدف الثاني لأشبال أليكس ديبون الذين حققوا النقاط الثلاث بسهولة مطلقة ضد " لي سافوايار " . تواجد في مناسبات عديدة مع تشكيلة " ليكيب " المثالية و دائما في إطار البداية الموفقة لمجاني مع أجاكسيو، فإن اليومية الفرنسية المختصة " ليكيب " إختارته في العديد من المناسبات في تشكيلتها المثالية للأسبوع، معتبرة أن الدولي الجزائري بمثابة الركيزة الأساسية لدفاع النادي الكورسيكي و من بين أبرز المساهمين في في عدم تعرض تشكيلة المدرب أليكس ديبون سوى لهزيمتين خلال السبعة جولات الاولى من الليغ 1 و هي الحصيلة التي تعتبر أكثر من إيجابية بالنسبة لأجاكسيو الذي يلعب كل موسم على تحقيق ورقة البقاء لا أكثر و لا أقل . نوفمبر و ديسمبر شهرا الهزائم المتتالية و بما أن دوام الحال من المحال، فإن كارل مجاني و اجاكسيو عادوا لأرض الواقع سريعا، فبعد دخول قوي في مباريات البطولة الفرنسية، عاش مدافع " الخضر " و زملاؤه مرحلة عصيبة في الشهرين الأخيرين من سنة 2012، فما بين نوفمبر و ديسمبر تعرضت تشكيلة " لا سيا " لسلسلة من النتائج السلبية المتتالية بخمسة هزائم، تعادلين، و إنتصار يتيم ضد رامس المتواضع و هو الأمر الذي تسبب في إقالة المدرب أليكس ديبون من العارضة الفنية لأجاكسيو الذي أصبح حينها من أكبر المهددة بالسقوط الى الليغ 2 . حليلوزيتش إستدعاه للمشاركة في كأس إفريقيا و إن كان مجاني في شهر ديسمبر عاش وضعية صعبة مع ناديه أجاكسيو، فإنه من جانب آخر تحصل على نبأ سار من طرف الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش الذي قرر إستدعاءه للتواجد مع تشكيلة " الخضر " في منافسة كأس إفريقيا للأمم، و لو ان ذلك كان منتظرا بإعتبار أن خريج مدرسة سانت إيتيان كان حينها عنصرا أساسيا بشكل دائم في مركز قلب دفاع " الخضر " مستغلا غياب بوقرة بسبب الإصابة و إعتزال عنتر يحيى إضافة الى كثرة إصابات حليش . " كان " خارج الإطار و البوسني أبعده سريعا و رغم أنه حصل ثقة وحيد حليلوزيتش للتواجد أساسيا في كأس إفريقيا، إلا ان مجاني سرعان ما فقد مكانته في تشكيلة التقني البوسني الذي قرر إستبعاد كارل مباشرة بعد الهزيمة الغير المتوقعة بهدف دون رد ضد الشقيق التونسي معتبرا أن مدافع نادي أجاكسيو الفرنسي كان خارج الإطار بشكل مطلق، و هو الأمر الذي دفع وحيد لإستبداله بزميله رفيق حليش الذي تعافى حينها من الإصابة و نشط مع سعيد بلكلام في وسط دفاع " الخضر " فيما تبقى من مباريات " الكان " . رفض اللعب في مبارة كوت ديفوار جدير بالذكر أن مجاني قد عمل على عدم اللعب في المبارة الاخيرة من كأس إفريقيا ضد كوت ديفوار بعد تأكده من الإقصاء الرسمي للجزائر من المنافسة القارية، حيث أن مدافع أجاكسيو عمل على تفادي الإصابة مفوتا مواجهة زملاء ديديي دروغبا بإعتباره كان على وشك تغيير الأجواء في الميركاتو الشتوي و الإنتقال الى إمارة موناكو للإمضاء مع فريقها . جانفي " مجاني ينتقل رسميا الى موناكو " و ساعات قليلة بعد إقصاء الجزائر من " كان " جنوب إفريقيا، أعلن كارل مجاني عن إنتقاله الرسمي لنادي موناكو نهاية شهر جانفي، معتبرا أنه الرهان الرياضي الذي أقترح عليه في نادي " الإمارة " طموح جدا و يحفز أي لاعب على الإنتقال الى " لا ياسام " التي كانت متواجدة حينها في الليغ 2 الفرنسية، و قد وقع مجاني بعدها على عقد يستمر لثلاثة مواسم و نصف مع موناكو دون كشف الراتب السنوي و لو أن العديد من وسائل الإعلام المختصة أكدت أنه أفضل بأضعاف كثيرة مما كان يتقاضاه في جزيرة كورسيكا . رانييري أكد إعجابه بالمدافع الجزائري و خلال حفل تقديم مجاني لوسائل الإعلام، أكد مدرب نادي موناكو السيد كلاوديو رانييري أنه معجب كثيرا بمستوى الدولي الجزائري معتبرا أن كارل سيقدم الإضافة اللازمة لفريق " الإمارة " لتحقيق ورقة الصعود الى دوري الأضواء خاصة و أن المدافع السابق لأجاكسيو إكتسب خبرة كبيرة في الليغ 2 في السنوات القليلة الماضية . رغم أنه لم يقنع إلا أنه حافظ على مكانته و جسد كلاوديو رانييري مدحه لمجاني على أرض الواقع، حيث أن التقني الإيطالي دفع بالدولي الجزائري بشكل سريع في تشكيلته الأساسية بداية شهر فيفري في لقاء عرف فوز موناكو بهدفين مقابل واحد ضد عميد الأندية الفرنسية لوهافر، و منذ ذلك الحين حافظ مجاني على مركزه في قلب الدفاع رفقة زميله أندريا راجي، و ذلك رغم ان مدافع " الخضر " لم يقدم اداءا كبيرا إلا أن النتائج الإيجابية لفريق " الإمارة " أجبرت رانييري على المحافظة على نفس الوجوه في رسوم التكتيكية . حقق الصعود و إحتفل في " لا كوت دازور " و في بداية شهر ماي، وبعد سلسلة من النتائج الإيجابية تمكن موناكو و كارل مجاني من ترسيم ورقة الصعود الى الليغ 1 بعد طول إنتظار و ذلك بعد الفوز بهدف دون رد خارج الديار على حساب أولمبيك نيم، و قد عاش الدولي الجزائري لحظات مميزة هو زملاؤه مع أنصار " لا ياسام "، حيث أن كل تشكيلة المدرب كلاوديو رانييري إنتقلت في موكب إحتفالي مميز على " لا كوت دازور " في اجواء رائعة خاصة . جوان " حليلوزيتش يفاجىء الجميع و يحول مجاني للاعب وسط " و بعيدا عن إحتفالات موناكو الصاخبة، إلتحق كارل مجاني بالمنتخب الوطني الجزائري بداية شهر جوان، و يمكن القول أنه كان بمثابة المفاجأة الكبرى لوحيد حليلوزيتش الذي قرر تحويل مدافع أجاكسيو السابق الى لاعب وسط ميدان دفاعي و هي المهمة التي أجاد فيها مجاني بشكل مميز خلال تنقلي " الخضر " الى كل من البنين و رواندا و اللذين عرفا تمكن حصد زملاء سفير تايدر للعلامة الكاملة بإنتصارين ثمينين . حصيلته هدف وحيد + 3048 دقيقة في المجموع و في الأخير، فإن حصيلة الدولي الجزائري كارل مجاني لهذا الموسم كانت مقبولة الى أبعد الحدود، حيث أن مدافع المنتخب الوطني تمكن من تسجيل هدف وحيد و لعب تسعة عشرة مبارة مع اجاكسيو و خمسة عشرة أخرى مع موناكو جميعا بشكل أساسي بمجموع وصل الى 3048 دقيقة كاملة و هو أفضل رقم حققه محترف جزائري الموسم المنقضي . لا يدخل في حسابات موناكو و الاوليمبياكوس قد يكون وجهته القادمة يبقى أن مستقبل كارل مجاني يبقى مجهولا الى حد الساعة، حيث ان إدارة ناديه موناكو أكدت مؤخرا أن الدولي الجزائري لا يدخل في حساباتها للموسم القادم و سيكون مجبرا على إيجاد وجهة جديدة في أسرع وقت و إلا فإنه سيكتفي بتسخين مقاعد بدلاء ملعب " لوي 2 " و متابعة نجوم نادي الإمارة بقيادة فالكاو كمناصر فحسب، و قد أكدت العديد من المصادر المقربة من مجاني أن هذا الأخير في طريقه للإنتقال الى بطل الدوري اليوناني أوليمبياكوس