خاض المنتخب الوطني أمس، أول حصة تدريبية بعد وصوله إلى جنوب إفريقيا، باعتبار أن الناخب الوطني قرر إلغاء حصة أول أمس، بالنظر إلى الإرهاق الذي عان منه اللاعبون بعد رحلة السفر من ألمانيا إلى جنوب إفريقيا، حيث قضى "محاربو الصحراء" قرابة 11 ساعة في السماء، قبل أن يعوض سعدان هذه الحصة بحصة خفيفة خصصها للإسترجاع جرت وقائعها بساحة الفندق، هذا وقد برمج الطاقم الفني لقاءً تطبيقيا مع نهاية الحصة من أجل إدخال لاعبيه في أجواء المنافسة، بحكم أنه لم يتبق الكثير عن أول مواجهة رسمية المزمع إجراؤها في ال13 من الشهر الجاري أمام المنتخب السلوفيني، حيث ركز من خلاله على الجانب التكتيكي، وهي الحصة التدريبية التي كانت مفتوحة للصحافيين، حيث تمت تغطيتها بعدد كبير من الإعلاميين الجزائريين والأجنبيين على حد سواء، حيث حضرت كبريات وسائل الإعلام على غرار الجزيرة، وكالة الأنباء "أف بي"، "كنال بلوس" وغيرهم، إلا أن بعض الكاميرات لم نتمكن من معرفة هويتها، وهو ما يكون سعدان قد أخذه بعين الاعتبار، بحكم أنه عمد إلى إخفاء أوراقه ولم يكشف عنها كثيرا، خاصة وأن الملعب مفتوح وبوسع مستعملي أحدث الوسائل التقاط كل شيء عبر الصور ونقلها إلى الأطراف المعنية، خاصة بعد أن اكتشف في الفترة الأخيرة أمر الجواسيس التي تعمد إلى تدوين كل صغيرة وكبيرة عن المنتخب الوطني من أجل دراستها بصفة معمقة لتكون سلاح المنتخبات التي سنواجهها في الدور الأول وهي منتخبات أمريكا، إنجلترا وسلوفينيا. ربع ساعة للصحافة.. والصور ممنوعة بعد ذلك ومن بين أهم النقاط التي يجدر بنا الإشارة إليها، هو أن المسؤولين عن "الخضر" وإن خصصوا ربع ساعة للإعلاميين قصد أخذ انطباعات اللاعبين وربع ساعة لمتابعة أطوار التدريبات، إلا أن ذات المسؤولين سمحوا للصحافيين الجزائريين دون سواهم بالالتحاق بقاعة في الطابق الأول قصد استعمال الإنترنت وحتى متابعة الحصة، باعتبار أن القاعة محاطة بنوافذ، لكن قبل التحاق الصحافيين الجزائريين، تم في مركز المراقبة منع كل الصحافيين الأجانب قصد عدم متابعة الحصة التدريبية، ولم يقتصر المسؤولون بمنع الصحافيين الأجانب فقط وإنما طلبوا من الوفد الجزائري عدم التقاط الصور من المكان الذي كنا فيه، على خلفية أن الوقت المخصص كان ربع ساعة فقط، رسالة كانت وجيهة وفي نفس سياق ما انفردنا به سابقا، حول قضية الاحترافية في التعامل مع الصحافة جزائرية كانت أو أجنبية، ويبقى الغرض منها الابتعاد عن الضغط من جهة ومحاولة الحد من ظاهرة الجوسسة التي باتت تمس البعثة الوطنية. أخلط كل الأوراق وتعمد اللعب بخطة مغايرة من جهة أخرى، وحتى إن كان الناخب الوطني رابح سعدان، يدرك أن الصحافيين تم إخلاء سبيلهم بعد ربع ساعة فقط من انطلاق التدريبات بعدما تقدم بطلب إلى المسؤولين في الفترة السابقة، إلا أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة خلط الأوراق كلية، حيث لم يكشف سعدان عن هوية اللاعبين الأساسيين ولا حتى الاحتياطيين، ويمكن القول إنه تعمد اللعب بخطة مغايرة تماما لما اعتاد عليه "محاربو الصحراء" سابقا، مبتعدا عن كشف أهم الأوراق التي سيعتمد عليها في المونديال الإفريقي، بغية تضليل الجواسيس الذين باتوا هاجسا كبيرا يهدد تحضيرات منتخبنا الوطني في جنوب إفريقيا، بالنظر إلى التوافد الإعلامي الكبير على المونديال. يحضّر مفاجأة للمنتخب السلوفيني.. وبعض الأسماء قد تكون الحل في سياق متصل، يولي الطاقم الفني بقيادة سعدان، أهمية كبيرة للتحدث مع اللاعبين في كل مرة، كما عمد في المباراة التطبيقية بين اللاعبين التي برمجها في الحصة التدريبية إلى الدخول بخطة مغايرة تماما عن التي لعب بها أمام الإمارات لخلط أوراق الجواسيس، حيث اعتمد على لاعبين محوريين في الدفاع، بإقحام حليش وبوڤرة في فريق، ومجاني وعنتر يحيى في فريق آخر، ولعب جبور بمفرده، في حين كان صايفي وغزال في الفريق الثاني، ناهيك على أوراق أخرى أخلطها كلية، ملمحا بعض الشيء إلى أنه يحضر بعض الأسماء لتكون مفاجأته في أول مواجهة أمام المنتخب السلوفيني، حيث أدمجهم في صورة تؤكد أنه يخبئ مفاجأة للسلوفينيين. طالب لاعبيه بالابتعاد عن الاحتكاك والصراعات الفردية وتفاديا لتعرض اللاعبين إلى إصابات الفريق في غنى عنها في الفترة الراهنة، بحكم أنه لم يتبق الكثير على انطلاق العرس العالمي الذي تبدأه النخبة الوطنية أمام المنتخب السلوفيني، طالب من لاعبيه بالابتعاد عن الاحتكاك والصراعات الفردية، حيث عرف اللقاء التطبيقي عدم اندفاع بين اللاعبين، وكانوا يرفضون الاحتكاك فيما بينهم خاصة وأن موعد مباراة سلوفينيا لم يعد يفصلنا عنه مدة طويلة، والظاهر أن سعدان شدد على هذه النقطة بالذات، طالما أنه يتخوف كثيرا من عامل الإصابات، وكذلك لإخفاء أوراقه عن الجواسيس بما أن الحرب كانت قد انطلقت في المباريات الودية.