في تصريح حصري ل"الشباك" أوضح اللاعب الدولي سمير زاوي، العديد من الأمور التي أسالت الكثير من الحبر، كقضية ترحيبه بالمدرب المصري حسن شحاتة، كما اعترف زاوي، أن ''الخضر'' قدموا مشوارا طيبا في مونديال جنوب إفريقيا، وأنهم أدوا ثلاث مقابلات في أعلى مستوى، ويرى أنه خرج من هذه الدورة بشرف كبير، وأنه شرّف كثيرا كرة القدم الجزائرية والعربية، كما أعلن مدافع أولمبي شلفر أنه لا يزال ينتظر دعوة المدرب الوطني رابح سعدان. في البداية كيف هي أحوال سمير؟ الحمد للّه، أنا في صحة جيدة وأتمتع بأيام الراحة التي استفدت منها كثيرا بعد الموسم الشاق الذي قضيته مع فريقي أولمبي الشلف، ومن المتوقع أن تنطلق التدريبات في الأيام القليلة القادمة. هل هذا يعني أنك باقٍ في أولمبي الشلف؟ هذا طبيعي، فمازلت مرتبطا بعقد مع فريقي إلى غاية 2012، ومن جهة أخرى لن أجد فريقا أحسن منه، فقد وجدت راحتي كثيرا وتعودت على الأجواء السائدة داخل الفريق وأسعى لتشريف العقد الذي يربطني مع إدارة الأولمبي. أديت موسما فاشلا مع فريقك أولمبي الشلف العام الماضي، هل ستسعى لرفع التحدي وبعث مشوارك من جديد هذا الموسم؟ هذا صحيح، لقد كان موسما فاشلا على طول الخط، بالرغم من أننا وصلنا إلى نصف نهائي كأس الجمهورية، إلا أن هذا لم يكن كافيا لإنقاذ الموسم، وسنسعى جاهدين من أجل استرجاع هيبة الشلفاوة والعمل على مواكبة أصحاب المراتب الأولى هذا الموسم. لنتحدث قليلا عن المنتخب الوطني، كيف تقيّم أداءه في نهائيات كأس العالم الأخيرة؟ لقد كان أداء مشرفا للجزائر كبلد وللعرب كوطن، بشهادة جميع المتتبعين، فلا يخفى عليك أن المنتخب الوطني الحالي حديث التكوين وعمره لا يتجاوز السنتين، وبالكاد وجد معالمه فوق الميدان في الأيام الأولى من التحضيرات، إلا أن هذا لم يمنع من تأدية مونديال مشرف والوقوف أمام أكبر الأندية العالمية، وما ميز المنتخب الوطني هي الروح الجماعية التي سادت اللاعبين والعزيمة التي تحلوا بها بها خاصة أمام منتخب إنجلترا. ألا ترى أن مباراة سلوفينيا كانت في المتناول باعتبار أن منتخبنا خسرها في الدقائق الأخيرة فقط؟ لا بالعكس، مباراة سلوفينيا كانت الأصعب في مشوار المنتخب الوطني باعتبار أن هذا المنتخب السلوفيني عكس كل التكهنات وكان الأقوى تكتيكيا، حيث فاز عليه المنتخب الإنجليزي بصعوبة كبيرة وبهدف يتيم، في حين أسال العرق البارد لأشبال المدرب بوب برادلي، حيث كانت سلوفينيا متفوقة بهدفين لولا عودة رفقاء دونافان في الدقائق الأخيرة وتعديلهم للنتيجة، كما أن المباراة الأولى أمام سلوفينيا كانت مخصصة لجس النبض من أجل الدخول في المنافسة، وتعتبر أيضا المباراة الأولى في نهائيات كأس العالم بالنسبة لكل اللاعبين الذين دخلوا أرضية الميدان، ومن الطبيعي أن يتخوف كل الجانبين، وبعد خطأ صغير من الحارس فوزي شاوشي، استطاعت السلوفينيون أن يصنعوا الفارق ويخطفوا نقاط المباراة في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء. ما تعليقك على خروج الجزائر في الدور الأول من المونديال بالرغم من أنها ظهرت بمستوى عالٍ؟ بالنظر للمردود الطيب الذي قدمه ''الخضر'' في ثلاث مقابلات، أعتقد أن الجزائر كانت تستحق التأهل إلى الدور الثاني، لكن نقص الفعالية في الهجوم حال دون ذلك، ورغم أن الجزائر خرجت مبكرا من المونديال، إلا أنه يجب الاعتراف بأنها خرجت بشرف كبير، فالمنتخب الوطني لم ينهزم بنتائج ثقيلة، كما أنهم أثبتوا قوتهم أمام منتخبات قوية، والأفضل من كل هذا أن المنتخب أسعد الجزائريين ورفع رأسهم عاليا، ويجب أن نعترف أيضا أنه لا يوجد أي منتخب وطني في العالم أسعد أمته مثلما فعل المنتخب الوطني، فما علينا الآن إلا تقبل هذا الإقصاء والتفكير في المستقبل خصوصا وأننا على أبواب تصفيات نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012، حيث سنواجه المنتخب المغربي الذي يريد العودة إلى الواجهة الإفريقية من بوابة الجزائر. إذا ما الذي كان ينقص "الخضر" للوصول إلى الشباك؟ مراد مغني، هذا الأخير ظهر غيابه بشكل واضح وأثر كثيرا في مشوار المنتخب في المونديال الإفريقي، وأظن أن غيابه أخلط أوراق المدرب الوطني رابح سعدان، الذي فعل المستحيل من أجل استعادته من الإضابة التي تعرض لها، كما أعتقد أن مغني لو تمكن من المشاركة مع "الخضر" في كأس العالم لكان سيقلب الموازين ولتمكنت التشكيلة الوطنية من المرور إلى الدور الثاني، ومن جهة أخرى الكل يعلم أن الهجوم وعدم تسجيل الأهداف هو الوحيد الذي كان ينقصنا للتأهل إلى الدور ثمن النهائي، فالمشكل كان عويصا في الخط الأمامي وهذا منذ كأس إفريقيا الأخيرة، فالمنتخب لم يسجل أي هدف في ثماني مقابلات ما عدا هدف المقابلة الودية التي جمعتنا بمنتخب الإمارات، وكان بفضل ضربة جزاء، كما أن اللعب بمهاجم واحد كان سببا أيضا في العقم الذي عرفه الخط الأمامي، لأنه من الصعب على مطمور أن يسجل وهو لوحده أمام الدفاع الإنجليزي أو السلوفيني، كما لا يجب أن ننسى لعنة الإصابات وغياب المنافسة عند بعض اللاعبين، أضف إلى ذلك مشكل اللياقة البدنية التي ظهرت في الشوط الثاني من مقابلة أمريكا، حيث تراجع مردود وقوة اللاعبين. ما تقييمك للمونديال الإفريقي ككل؟ مستوى المباريات بشكل عام دون المتوسط، وأغلب اللقاءات كانت رتيبة وأحيانا مملة وخاصة في أولى الجولات، كما كان من الصعوبة توقع هوية الفائز في أي مباراة!، فالكبار تساقطوا واحدا تلو الآخر، ومن جهة أخرى هناك انقلاب كروي من قبل الفرق الأضعف على الفرق الأقوى والتي كانت مرشحهة للتتويج بكأس العالم أو تلك التي كانت مرشحة للذهاب بعيدا في المنافسة، إضافة إلى أن ريتم المباريات كان ضعيفا، بدليل أن المهاجم الإنجليزي واين روني، لم يجد ضالته في المباريات الثلاث التي خاضها رفقة المنتخب الإنجليزي، حيث كان خارج الإطار وهو الذي نال جائزة أحسن لاعب في البطولة الإنجليزية قبل شهر فقط عن انطلاق المونديال. أتعتقد أنه لو تم استدعاؤك للمشاركة مع المنتخب الوطني في المونديال لكنت ستفعل شيئا في كأس العالم؟ لا يمكن أن يُنكر أي شخص ما فعله زاوي في التصفيات ولا في المباراة الفاصلة أمام مصر في أم درمان، فهاذا واجبي اتجاه بلدي، ومن جانب آخر كان بإمكاني تقديم الشيء الإضافي ل"الخضر" في المونديال، وإن كان ليس في المنافسة فإنه سيكون في البقاء إلى جانب زملائي والرفع من معنوياتهم. لقد أثارت تصريحاتك الأخيرة بترحيبك بالمدرب حسن شحاتة على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني ضجة إعلامية كبيرة، ما تعليقك؟ أظن أن هذا الأمر لم أخذ أكثر من حقه، كما أنني لم أصرح بهذا لأي وسيلة إعلامية، ولكن سأشرح لك كيف تناولتها وسائل الإعلام التي أشكرها على الجهد الكبير الذي بذلته. تفضل .. لقد قام أحد أصدقائي بوضع صبر للآراء على صفحات موقع "الفايس بوك" حول المدرب الأحسن في المونديال الإفريقي، حيث تهاطلت التعليقات وبعضهم فضل المدرب الإسباني ديلبوسكي، لخططه التكتيكية الناجحة، في حين فضل الآخرون المدرب الأرجنتيني ديغو مارادونا، لطريقة إعلانه عن فرحته بتسجيل الأهداف، ومن جهتي علّقت بأنني أفضّل المدرب المصري حسن شحاتة، في صرامته من دون أن أذكر أي دعوة وجهت إليه لتدريب المنتخب الجزائري أو الترحيب به، إلا أن أطرافا استخدمت الدردشة على "الفايس بوك" كتصريحات رسمية وراحت تقلل من وطنيتي وحبي للمنتخب الجزائري. قررت الإتحادية الجزائرية لكرة القدم الإبقاء على المدرب رابح سعدان على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، ما قولك؟ يبقى هذا قرار الإتحادية والحاج محمد روراوة، الذي فضل الاعتماد على مبدأ الإستقرار، خصوصا وأن المنتخب الوطني على أبواب منافسات جديدة وجد صعبة، فمن غير المعقول تغيير المدرب قبل شهر واحد عن بدأ المنافسات الرسمية. ومن ترشح للانضمام للعارضة الفنية للخضر كمساعد لسعدان؟ ما الفائدة من استقدام مدرب مساعد في حين أن الإتحادية قررت الإبقاء المساعد زهير جلول، فالأفضل مواصلة العمل مع هذين الرجلين اللذين لديهما معرفة كبيرة بأجواء المنتخب وأسراره، ومن الواجب التفكير من الآن في المباريات المقبلة والعمل على تجسيد الأهداف المسطرة. كيف ترى مستقبل المنتخب الوطني؟ الحمد للّه أننا ربحنا منتخبا وطنيا شابا، أثبت أنه قوي ويملك مستوى عالٍ، وخصوصا أنه قادر على تقديم الأفضل، كما أننا ربحنا لاعبين نجوم وحارسا قويا وبارعا .. كل هذه المؤهلات تبشر بالخير وتؤكد أن مستقبل المنتخب الوطني والكرة الجزائرية سيكون مشرقا إن شاء اللّه، وما نتمناه هو أن نرى منتخبنا حاضر كل أربع سنوات في كأس العالم، وأن تصبح عادة لكرتنا الجزائرية، كما يجب أن نحافظ على استقرار التعداد وتدعيمه بعناصر جديدة خصوصا على مستوى الخط الأمامي، وصراحة أنا جد متفائل بمستقبل ''الخضر''، وعلى يقين أن المنتخب سيصنع من جديد أفراح الملايين من الجزائريين بالوصول إلى كأس العالم 2014 التي ستقام على الأراضي البرازيلية. قيل أن اللاعب المحلي لا يستطيع المشاركة في المونديال بسبب ضعف مستواه، الآن وبعد انتهاء المغامرة المونديالية هل تنتظر التفاتة من قِبل المدرب الوطني للاعب المحلي؟ لا أوافقك الرأي، بل بالعكس كان باستطاعة اللاعب المحلي المشاركة في نهائيات كأس العالم، فالمستوى متقارب بين اللاعبين المحليين والمحترفين، ومن غير المعقول تهميش لاعبين أمثال مسعود وحاج عيسى، إضافة إلى العديد من الأسماء المحلية التي كان باستطاعتها البروز في سماء المونديال وتمثيل بطولتنا المحلية أمام أنظار العالم، لكن الفرصة لم تتح لهذه الأسماء من أجل قول كلمتها والدفاع عن البطولة التي شرفتها أنديتها في المنافسات الإفريقية على غرار شبيبة القبائل، وفاق سطيف وشباب بلوزداد. هل سنرى زاوي مجددا في المنتخب الوطني؟ لم لا، من جهتي لا زلت أطمح لتقمص ألوان المنتخب الوطني من جديد، بما أنني قادر على العطاء وتقديم الإضافة، إلا أن القرار الأول والأخير يعود للناخب الوطني، ومن جهتي سأسعى جاهدا من أجل إثباث إمكاناتي في البطولة الوطنية مع فريقي أولمبي الشلف، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة. هل من كلمة أخيرة للجمهور الجزائري؟ من هذا المنبر الكريم .. منبر جريدة "الشباك"، أتمنى أن يقف الجمهور وكل الشعب الجزائري إلى جانب منتخبنا الوطني، كما أتمنى أن يواصل "الخضر" تحقيق الإنجازات الكبيرة والتأهل إلى نهائيات كأس العالم القادمة عام 2014 والتي ستقام بالبرازيل.