وتراجع مستوى بلوصيف وڤاواوي يثير عدة تساؤلات خيّبت التشكيلة البليدية، آمال أنصارها في المباراة الودية الأخيرة أمام نصر حسين داي، والتي جرت فعالياتها أمسية يوم الأربعاء الفارط بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، والتي انتهت بالتعادل الايجابي هدف في كل شبكة، حيث كان مردود أشبال المدرب عساس باهتا إلى أبعد الحدود، في حين أنّ الأنصار كانوا ينتظرون مستوى راق بعد كل ما سمعوه عن تحضيرات الفريق في تونس وخلال شهر رمضان، إلى درجة أنّ بعض الأنصار ممن كلّفوا أنفسهم التنقل إلى تشاكر لمتابعة المباراة، اكتفوا بمشاهدة الشوط الأول فقط قبل أن يغادروا المدرجات، وهم ساخطين على فريقهم الذي لم يظهر الاستعدادات اللازمة لخوض غمار المنافسة الرسمية وبلوغ الهدف المنشود، المتمثل في لعب الأدوار الأولى، سيما وأنّ أول جولة من البطولة ستكون يوم الجمعة المقبل، علما أنّ المنافس ينشط في الدرجة الثانية وإمكاناته ليست من مستوى إمكانات اتحاد البليدة، والأكثر من ذلك أنّ رفقاء القائد شبيرة لم يتحكموا في الكرة بالشكل اللازم ولم يخلقوا فرصا سانحة للتهديف، بالإضافة إلى أنّ بعض اللاعبين الذين كان يُنتظر منهم أن يقدموا الدفع الإضافي اللازم للفريق، لم يكونوا في المستوى على غرار الحارس الدولي لوناس ڤاواوي الذي أضحى يتلقى أهدافا سهلة، يمكن لحارس مبتدئ أن يتصدى لها. نفس الأمر بالنسبة لوسيط ميدان الاتحاد نذير بلوصيف، الذي ظهر تائها فوق الميدان في المواجهة الودية التي جمعت فريقه بنظريه نصر حسين داي، وهو ما جعل الأنصار يوجهون له وابلا من الانتقادات ويطالبون من المدرب عساس بإحالته على الاحتياط ومنح الفرصة للاعب من اللاعبين الشبان. اللاعبون لم يطبقوا التعليمات وعساس مستاء فضلا عن الأداء الباهت للتشكيلة البليدية في المواجهة الودية أمام نصر حسين داي، التي يمكّن القول إنها كشفت عيوب الاتحاد، هي أنّ اللاعبين لم يتبعوا نصائح مدربهم الذي طلب منهم الضغط على المنافس من الوهلة الأولى، باعتبار أنهم استصغروا النصرية في اللحظات الأولى من المواجهة وهو ما مكّن شبان الملاحة من كسب الثقة اللازمة في أنفسهم، ومن ثم وقفوا الند للند مع نظرائهم من البليدة التي عجز مهاجموها عن الوصول إلى الشباك والتسجيل، بالرغم من أنهم كانوا مطالبين بالتخلص من العقم الهجومي الذي يعانون منه، وكل هذه العوامل أثارت استياء المدرب عساس الذي وعد بإحداث تغييرات، بوضع كل مسؤول في حدود مسؤوليته من خلال الضرب بسيف الحجاج. التشكيلة ظهرت بمستوى متباين في المباريات الودية وبالعودة إلى المواجهات الودية التي خاضتها التشكيلة البليدية في الفترة التحضيرية منذ تربص تونس، نلاحظ أنّ المستوى كان فيها متباين فبعد فترة كانت تبدوا فيها أنّ التشكيلة توجد في أحسن أحوالها، تراجع أداء اللاعبين الذين ظهر عليهم الإرهاق وأضحوا غير قادرين على مجارات الأحداث، وهو ما جعل المدرب عساس يفكر في تغيير خطة اللعب من خلال التركيز على العمل الهجومي، وعموما يرى أنصار البليدة أنه من حسن حظ فريقهم أنّ العيوب ظهرت قبل بداية المنافسة الرسمية، ليتمكن المدرب من الوقوف على تصحيحها وتدارك الوضع قبل فوات الأوان. ڤاواوي لم يقدم الإضافة اللازمة ومكانته ليست مضمونة وفيما كان ينتظر أنصار الاتحاد من استقدام الحارس الدولي لوناس ڤاواوي، أن يقدم الدعم الإضافي اللازم للتشكيلة من خلال الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها ويمنح الأمان للدفاع البليدي، يمكن القول إنه إلى حد الان لم يظهر إمكانات كبيرة، بالرغم من أنّ الحكم عليه من خلال المباريات الودية سابق لأوانه، لكن الشيء الأكيد هو أنّ المدرب عساس وبشخصيته القوية لن يتردد في وضعه في دكة البدلاء، إذا لم يتدارك الوضع ويظهر المؤهلات اللازمة التي تؤله وتجعله جديرا بالتربع على عرش مرمى الاتحاد، سيما وأنّ المسؤول الأول عن العارضة الفنية لفريق مدينة الورود أكد في الاجتماع الذي عقده مع لاعبيه، صبيحة أول أمس أنه لا يوجد أي لاعب ضمن مكانة أساسية إلى حد الآن. مكانة حرباش لا غبار عليها وبلوصيف بعيد عن المستوى أما في وسط الميدان، فلقد ظهرت ثغرة كبيرة، وعوض أن يتحكم البليديون في زمام الأمور في معركة وسط الميدان تركوا المبادرة للضيوف، حيث كان بلوصيف بعيدا كل البعد عن المستوى المطلوب وحتى عندما يسترجع الكرات يعيدها للمنافس، مما جعل عددا كبيرا من الأنصار الذين حضروا المباراة يتحسرون على تسريح حرباش الذي يعد الأحسن في وسط الميدان من جملة اللاعبين الحاليين للتشكيلة البليدية، الذين جلهم شبان لا يملكون الخبرة اللازمة التي تؤهلهم لمنح الدفع الإضافي اللازم للفريق ولعب الأدوار الأولى مثلما تهدف إليه الإدارة.