ميسي عدوّه في الدوري الإسباني وحبيبه في منتخب التانغو تخرّج آنخيل دي ماريا من أكاديمية نادي روساريو سنترال، وهو يتمتع بمهارات فنية عالية وسرعة فائقة في الجناح الأيسر من الملعب، ناهيك عن قدرته الهائلة على التهديفة وصنع فرص حقيقية لهزّ الشباك. يُعد ابن روساريو، أحد أبرز الدعائم الأساسية التي اعتمد عليها نادي بنفيكا البرتغالي عندما كان لاعبا في هذا النادي. ونفس الأمر تكرر بتنقله الى النادي الملكي الإسباني رغم أن هذا الداهية المولود في فيفري عام 1988، بات محط اهتمام أكبر الأندية الأوروبية، التي ما فتئت تتهافت عليه قصد التعاقد معه، إلا أنه أعرب عن ارتياحه ورغبته في البقاء في ريال مدريد، خصوصا أن علاقته جد طيبة مع أنصار الفريق وكذا مع المدرب مورينيو، الذي يعتبره ركيزة أساسية في النادي .
البداية مع نادي روزاريو سنترال الأرجنتيني
نشأ دي ماريا في روزاريو بالأرجنتين. وهناك بدأ يلعب كرة القدم وهو في ال 13 عشرة من عمره، عندما لعب لفريق شباب نادي روزاريو سنترال بالأرجنتين حتى سن ال 17، أي بين أعوام 2001 و2005. في عام 2005 بدأت الشمس في الإشراق بالنسبة له، عندما استُدعي ليلعب في نادي روزاريو سنترال، وبالتالي تخطى مرحلة الشباب. لعب معهم 35 مباراة، وسجل 6 أهداف، لكن صناعته للأهداف كانت أكبر بكثير. استمرت مسيرته في نادي روزاريو سنترال منذ عام 2005 الى 2007. وفي عام 2007 تلقّى عرضا من نادي بنفيكا البرتغالي بعد أن اكتشفه كشافو النادي، فبدأت نجوميته تسطع بريقا .
كان على وشك الاحتراف في الدوري الروسي ولكن ...
في جانفي عام 2007 أراد فريق روبن كازان الروسي أن يقوم بانتداب اللاعب الأرجنتيني دي ماريا. وبعد أن قدّموا عرضا جيدا وافقت إدارة نادي روزاريو سنترال على العرض، كما وافق اللاعب دي ماريا على اللعب فى صفوف النادي الروسي روبن كازان. وكان اللاعب دي ماريا فرحا جدا بكونه سينتقل إلى الدوري الروسي، لكنه سرعان ما غيّر رأيه وأدلى بتصريح لأحد القنوات الأرجنتينية، بأنه لن يوافق على الذهاب إلى فريق روبن كازان الروسي. وكانت هذه خيبة أمل كبيرة لكل من كان وراء هذه الصفقة، سواء من فريق روبن كازان أو فريق روزاريو سنترال. لكن بعد عدة أيام اتضح أن اللاعب كان يريد أن يذهب للعب فى صفوف فريق بنفيكا البرتغالي، الذي بدوره كان يطلب ود اللاعب بمبلغ جيد، فوافق الكل وانتقل دي ماريا للدوري البرتغالي في صفوف نادي بنفيكا .
بنفيكا بوابته إلى التألق والنجومية
بدأ آنخيل دي ماريا اللعب لنادي بنفيكا منذ عام 2007، بعد بروزه بشكل كبير ومميز في كأس العالم للشباب بصفقة قاربت 8 ملايين أورو . لعب دي ماريا في موسمه الأول 45 مباراة، مسجلا خلالها هدفا وحيدا. لكن هذا لم يمنع إدارة بنفيكا من الوثوق فيه . وفي موسم 2008-2009 ازداد تألق دي ماريا بشكل ملفت، حيث لعب 35 مباراة، مسجلا 4 أهداف في جميع البطولات .. قلة أهداف اللاعب لأنه جناح كلاسيكي، أي أنه صانع ألعاب وأهداف على الجناح، لا يدخل للعمق كثيرا، لأنه يلعب على الجهة المناسبة لقدمه بالملعب، وهي الجهة اليسرى، ولا يلعب بالجهة اليمنى، ومن ثم يدخل للعمق، كما يفعل غيره .
دي ماريا يلفت أنظار الملكي وفي صيف عام 2009 وقّع دي ماريا على عقد جديد مع بنفيكا بقيمة قُدرت ب 40 مليون أورو، في محاوله من فيريرا رئيس بنفيكا لصد محاولات الأنديه، لكنه لم يفلح طويلا. وفي الموسم الماضي وهو موسمه الأخير مع بنفيكا موسم 2009- 2010، لعب دي ماريا 45 مباراة في الكأس وفي الدوري وفي بطولة كأس الدوري، مسجلا 10 أهداف. وبهذا الأداء الرفيع استمر دي ماريا في لفت الأنظار، فتم استدعاؤه لتمثيل منتخب الأرجنتين في بطولة كأس العالم 2010، لتُفتح له أبواب الريال على مصراعيها فيما بعد. مورينيو يصر عليه في الريال فبعد تعاقد الريال مدريد مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، كان من أهم مطالبه التعاقد مع دي ماريا لكن شرط أن يكون بمبلغ معقول، وهذا ما تم بالفعل، فتم التعاقد معه بسعر 25 مليون أورو، فأصبح لاعبا لريال مدريد، وكان من أنجح الصفقات، حيث أدى موسما رائعا وتألق بشكل ملفت للانتباه، وتمكن من كسب قلوب أنصار الملكي الى جانب كريستيانو، ومن ثم أثبت البرتغالي مورينيو أنه بارع في اختيار وانتقاء اللاعبين، باعتبار صفقة دي ماريا كانت ناجحة جدا. وتُوج الأرجنتيني مع الريال بكأس الملك في انتظار تتويجات أخرى مستقبلا، سيما أنه لاعب شاب في مقتبل العمر، وبإمكانه منح الكثير للريال مستقبلا، خصوصا في ظل تأكد بقاء البرتغالي مورينيو، الذي تربطه علاقات طيبة مع النجم دي ماريا. بطل العالم لأقل من 20 سنة وبطل أولمبي مع المنتخب الأرجنتيني ويبقى سجل دي ماريا مع المنتخب الأرجنتيني حافلاً بالألقاب والإنجازات، كما يظهر جلياً من خلال إلقاء نظرة سطحية على مسيرته الدولية. فقد تُوج مع كتيبة ألبيسليستي بلقب كأس العالم تحت 20 سنة كندا 2007 FIFA، حيث بدأ البطولة على مقاعد الاحتياط قبل أن يضمن مكانه ضمن التشكيلة الرسمية مع مرور المباريات، لينهي المنافسات كواحد من أبرز أبطال الملحمة. وعاد آنخيل ليجدد العهد مع التألق عندما قاد منتخب بلاده إلى الفوز بالميدالية الذهبية في مسابقة كرة القدم الأولمبية للرجال في دورة بكين 2008، إذ تكرر نفس سيناريو مونديال الشباب بعدما استهل الجناح الأيسر المنافسات في دكة البدلاء، ليضمن رسميته داخل التشكيلة مسجلاً هدفين حاسمين في طريق نجوم التانغو نحو قمة منصة التتويج، حيث منح الفوز لفريقه في موقعة نصف النهائي أمام هولندا، قبل أن يحرز هدف النصر الوحيد أمام نيجيريا في نهائي الأحلام. مارادونا اكتشفة ولم يتردد في استدعائه لكتيبة التانغو كانت الصين المحطة التي سمحت لدييجو مارادونا باكتشاف دي ماريا، إذ لم يتردد الأسطورة الأرجنتيني في استدعائه إلى تشكيلة ألبيسليستي مباشرة بعد تعيينه على رأس الإدارة الفنية. لكن آنخيل فوّت الفرصة على نفسه بعد تعرضه لطرد كان من الممكن تفاديه في المباراة التي انهزمت فيها الأرجنتين بنتيجة 6-1 في لاباز على يد بوليفيا. دي ماريا يمر بفترة صعبة وقد فقد دي ماريا مكانه في كتيبة مارادونا بسبب تهوره خلال تلك الهزيمة، التي مازالت مرارتها عالقة بحلوق الأرجنتينيين، إلا أنه استعاد وضعه شيئاً فشيئاً بفضل أهدافه الرائعة وأدائه الساحر داخل صفوف بنفيكا، ليصبح واحداً من أبرز الأوراق الرابحة التي راهنت عليها إدارة المنتخب قبل خوض غمار مونديال جنوب إفريقيا، الذي تألق فيه دي ماريا بشكل ملفت للانتباه.