ماذا سيقدّم نجم لنجوم الملكي؟! ذكرت وسائل الإعلام الإسبانية أمس أن النجم العالمي السابق وصانع ألعاب المنتخب الفرنسي المعتزل زين الدين زيدان، سيعود إلى فريق العاصمة الإسبانية ريال مدريد خلال الموسم المقبل، من خلال شغل منصب مدير الكرة خلفا لخورخي فالدانو، الذي تمت تنحيته قبل أيام من قبل الرئيس فلورنتينو بيريز، وهو القرار الذي ارتاحت له كل الأوساط الكروية الإسبانية، خاصة عشاق النادي الملكي، الذين تنفسوا الصعداء بالنظر إلى المكانة الكبيرة التي يحتلها النجم جزائري الأصل في قلوبهم رغم اعتزالهم الميادين قبل أكثر من خمس سنوات . قبِل المهمة بعد إصرار بيريز ومورينيو وفي هذا السياق، نقلت وسائل الإعلام الإسبانية على لسان النجم الفرنسي السابق وصاحب الثنائية التاريخية في شباك البرازيل خلال نهائي كأس العلام 1998، قوله إنه خضع لضغوطات كبيرة من قبل مسؤولي الكرة في الريال، وعلى رأسهم رئيس النادي فلورنتينو بيريز والمسؤول الأول عن العارضة الفنية البرتغالي جوزيه مورينيو، اللذين قال عنهما معشوق الجماهير الفرنسية والملقب ب "زيزو"، إن تأثيرهما عليه كان كبيرا، وساهما في قبوله هذه المهمة والدخول كطرف فعال في معادلة تغيير الجهاز الفني للنادي وتبديل وظيفته فيه. سيخلف فالدانو والجميع يعوّلون على خبرته وكان منصب مدير الكرة شاغرا في النادي الملكي منذ نهاية الموسم الفارط، بعدما أقدمت الإدارة، وعلى رأسها الرئيس فلورنتينو بيريز، على إقالة مدير الكرة السابق خورخي فالدانو، الذي لم يحقق الإجماع في أوساط النادي ولقي معارضة شديدة من طرف أعضاء الطاقم الفني، خاصة من المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي كان في خلاف شديد معه على مدار الموسم، مما أدى إلى تفجير الوضع وتوتير العلاقة بين الرجلين، قبل أن يتدخل الرئيس فلورنتينو بيريز من أجل الإطاحة بمساعده المقرب خورخي فالدانو ومساندة مورينيو، وهو ما اعتُبر بمثابة انتصار للمدرب البرتغالي، الذي كان يسعى للحصول على نفوذ أكبر في الأمور الرياضية داخل الريال. البرتغالي كان يريده منذ مدة وطالب بيريز بتعيينه ولعل أكثر ما يبرز المكانة الهامة التي سيحتلها النجم العالمي السابق في النادي الملكي، إصرار المسؤول الأول عن العارضة الفنية للنادي الربتغالي جوزيه مورينيو، على ضم النجم العالمي الشهير وصاحب الهدف التاريخي في نهائي رابطة أبطال أوروبا 2002 أمام بايرن ليفركوزن الألماني زين دين زيدان، من أجل العمل معه في الفريق الأول. وطالب رئيسه فلورنتينو بيريز بتعيينه كمدير الكرة للنادي الملكي في أكثر من مناسبة، لتأتي إقالة المدير السابق خورخي فالدانو وتفتح المجال لمورينيو من أجل الوصول إلى مبتغاه، والعمل مع النجم العالمي جزائري الأصل. تقمّص فيه عدة أدوار ويعرف كواليسه جيدا ولا شك في أن تعيين إدارة النادي الملكي للنجم العالمي زين الدين زيدان وصاحب لقب أفضل لاعب في العالم في ثلاث مناسبات، كان أفضل شيء يمكن أن يحدث للنادي الملكي في بداية الموسم الجديد، بالنظر إلى الخبرة المعتبرة التي يملكها صانع ألعاب المنتخب الفرنسي سابقا، ومعرفته التامة بجميع كواليس وخبايا التشكيلة المدريدية، بحكم أن زيزو عمل قبلها كمستشار أول لرئيس النادي فلورنتينو بيريز منذ شهر نوفمبر الماضي، بهدف تعزيز التعاون والمساهمة في تحسين ظروف وأجواء العمل في الفريق. كما أن الأمر الذي سيفيد زيدان كثيرا هو أنه تَقمص جميع الأدوار في الفريق، فقد كان لاعبا فيه خلال فترة 2001 و2006، وساهم بشكل كبير في إحراز التشكيلة للقب دوري أبطال أوروبا عام 2002، كما أنه شارك في جميع اللقاءات الرياضية ضمن إطار دوري أبطال أوروبا. ورافق الفريق في كل سفرياته، فضلا عن حضوره كافة الاجتماعات التي تسبق المباريات وتدريبات الفريق واجتماعاته مع المدرب. يحظى بالاحترام وسط اللاعبين والمدربين وفضلا عن معرفته الجيدة لكواليس النادي الملكي وخبايا التشكيلة المدريدية، فإن هناك عاملا آخر يضاعف نجاح النجم الفرنسي السابق في مهمته الجديدة، ويجعل منه أفضل حدث بالنسبة للنادي الإسباني، وهو أن معشوق الجماهير الفرنسية يحظى بالاحترام الشديد من قبل كل عشاق الساحرة المستديرة في العالم. والدليل هو التصفيقات الحارة، والاستقبال الحافل الذي كان يحظى به في كل ملاعب العالم وأينما حطت قدماه، إلى درجة أنه لايزال يحظى بلقب أكثر الشخصيات شهرة في فرنسا والعالم رغم مرور أكثر من خمس سنوات عن اعتزاله اللعب، إلا أن ذلك لم يطفئ شمعته أبدا، وبقي اللاعب الأكثر احتراما وسط اللاعبين والمدربين في العالم. كان وراء استقدام فاران ونصح الإدارة به ومهما يكن فإن زين دين زيدان الذي تُوج بلقب أفضل لاعب في العالم في ثلاث مناسبات وقاد فرنسا للتتويج بكأس العالم بفضل ثنائيته التاريخية أمام البرازيل في نهائي 1998، تبقى كلمته مسموعة لدى إدارة النادي، وطلباته كلها أوامر تطبَّق في الحين. والدليل هو الطريقة التي انتقل بها مدافع لانس رافائيل فاران إلى التشكيلة الملكية رغم أنه لم يكن يملك اسما في الساحة الكروية الفرنسية حتى لا نقول الإسبانية والعالمية، لكن هذه الصفقة لم تكن مستحيلة في ظل وجود نجم عالمي اسمه زين الدين زيدان، الذي تتبع خطوات اللاعب ونصح مسؤولي الريال بضمه، إلى درجة أن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو رحّب باللاعب رغم أنه ليس من عادته قبول لاعبين لا يستقدمهم بنفسه. والسبب هو الثقة العمياء التي يضعها في زين الدين زيدان. مصمم على تقديم الإضافة ويعتبر مساعدة الريال واجبا ومن جهته، أبدى النجم العالمي ومدير الكرة الجديد للنادي الملكي زين الدين زيدان، سعادة كبيرة بمنصبه الجديد في كل الحوارات الصحفية التي أدلى بها لكل العناوين الإعلامية الإسبانية والعالمية، حيث قال إنه وجد نفسه مضطرا لقبول عرض جوزيه مورينيو وفلورنتينو بيريز، وقبول المهمة التي أوكلاها له، بالنظر إلى الاحترام الذي يحظى به في الريال ومحبته لهذا النادي، الذي قال إنه أصبح عائلته الثانية. وقال زيزو: "الريال أفضل فريق في العالم. ومروري عليه كان أفضل لحظات مشواري وحياتي ككل، وهو ما دفعني إلى قبول هذا العرض لأني لم أستطع رفضه، فمدريد أصبحت جزءا من حياتي، وأنا أعتبرها بمثابة عائلتي الثانية. كما أريد أن أستمر مع النادي لسنوات أخرى وأضع خبرتي تحت خدمته، وهذا هو الأهم بالنسبة لي". إعداد: رؤوف. ب