كشف رئيس نادي وفاق سطيف، عبد الحكيم سرار، في ندوة صحفية عقدها عشية أمس بمقر الفريق عن وجود "مؤامرة" ضد الوفاق، هي التي دفعته للخروج عن صمته بعد ما بلغ السيل الزبى في اللقاء الأخير بين الكحلة وشبيبة القبائل، حيث اتهم سرار رسميا بعض رؤساء الأندية وعدد من المسيرين الذين لم يذكر أسماءهم بالكيد للوفاق ووضع العقبات في طريقه بعد ما تمكن من إنهاء مرحلة الذهاب بلقب شتوي (09 إنتصارات وانهزامين و04 تعادلات) وبرصيد 31 نقطة. واعتبر رئيس الوفاق بأن المرتبة الأولى للوفاق وزحفه المتواصل نحو المقدمة ولعب ورقة اللقب لم تعجب بعض المسؤولين الذين يظنون بأن لقب البطولة حكم على منطقة معينة وفرق بعينها، قبل أن يبشر هؤلاء بأن الأساليب "القذرة" المستعملة خارج الأطر الرياضية لن تجدي نفعا. هذا وعاد حكوم، لموضوع الحكم "فتوحة" الذي كان السبب الرئيسي فيما حصل من فلتان وتجاوزات، واستغرب واستنكر تعيينه لإدارة هذا اللقاء الهام والحسّاس وهو الذي كان قد أثار استياء كبيرا نهاية الأسبوع الماضي في لقاء الذرعان مع الحراش، زيادة على نقص تجربته وخبرته في مقابلات القسم الأول، وهذا في الوقت الذي تمّ تعيين حكم تونسي لإدارة لقاء مولودية العاصمة واتحاد البليدة، وفي الوقت الذي كان بعض الحكام الدوليين أمثال بنوزة، بن جاب الله وبن عيسى في راحة وبدون مهمة، قبل أن يحمل المسؤولية لمن قام بهذا التعيين الذي كاد يتسبّب في إشعال النار بمدينة سطيف وضواحيها. وفي هذا السياق، أعلن سرار عن تقدم إدارة الكحلة رسميا باحتجاج مكتوب (تقرير ثقيل) تمّ إرساله للرابطة صبيحة أمس ولم يفوّت سرار السلوك الذي قام به رئيس الشبيبة محمد الشريف حناشي، دون أن ينتقده، حيث أكد بأنه لأول مرة يرى رئيس نادي يدخل للميدان ويغيّر رأي الحكم الذي أعلن الهدف، ثم تراجع عنه، وهو أمر مرفوض، جعلني يضيف سرار أتدخل أيضا مضطرا مع أنه تصرّف خطأ (والبادئ أظلم). هذا واعترف سرار، بأن إدارته أصبحت تخاف على المرتبة الأولى من تهديدات التكتلات المعلنة وغير المعلنة ضد الفريق، معلنا عدم قدرة الفريق على السكوت أكثر على التجاوزات الحاصلة على عدّة مستويات، قبل أن يختتم بأنه إجمالا راضي عن التشكيلة وأدائها رغم عدم التوفيق في التسجل والبقاء طيلة 06 جولات بدون انتصار، وهذه مشكلة سنتجاوزها بكل هدوء، بشرط إستمرار الأنصار الأوفياء في الدعم والتشجيع أملا في تحقيق الهدف المحقق (وهو اللقب) مهما كاد الحاڤدون، مع أن المتحدث استنكر في نهاية الندوة وجود 130 قارورة خمر مرمية في المدرجات وأرضية الملعب، لأن هذه الصورة لا تشرّف الكحلة ولا ناس سطيف ولا المشجعين الأوفياء المطالبين بصدّ هذه الظواهر السلبية المرتكبة من طرف شرذمة من المشاغبين. عمقت نتيجة لقاء وفاق سطيف مع شبيبة القبائل أزمة الرائد مع سلسلة النتائج السلبية بعد ما مرت 6 مقابلات عقيمة لم يتذوق فيها الوفاق طعم الفوز ولا مرة واحدة، حيث مني الفريق بهزيمتين، الأولى أمام اتحاد البليدة والثانية في عمان مع الفيصلي الأردني، والبقية 4 تعادلات، 03 منها تمت داخل الديار والآخر خارج الديار مع فريق نصر حسين داي الذي يعني تضييع 6 نقاط فوق الميدان وتفويق الفرصة على الاستمرار في الهروب بالنقاط وتفادي ملاحقة بقية الفرق الكبرى التي أصبح همها الأول والأخير توقيف زحف النسر الأسود ومشاركته في ريادة الترتيب بدليل تقلص الفارق تدريجيا. الكحلة في أخطر لقاء مع الجياسكا مقابلة الوفاق مع شبيبة القبائل كانت أخطر مواجهة بالنظر لحساسية اللقاء وتوقيته والأخطاء الفادحة التي ارتكبها طاقم التحكيم بداية بعدم احتساب الهدف الذي وقعه اسعد بورحلي في د53 قبل أن يتراجع بضغط من رئيس القبائل محمد شريف حناشي الذي دخل أرضية الميدان وقام بخنق الحكم الرئيسي وتهديده - حسب ما تم تداوله لدى السطايفية - زيادة على عدم توفيق الحكم فتوحة في احتساب الوقت الإضافي 06 دقائق رغم أن فترات توقف المقابلة والتغييرات كانت أكثر من الضعف، وكذا إفساده اللعبة مع نهاية اللقاء حينما رفض احتساب ضربة جزاء لصالح الكحلة بعد ما اصطدمت الكرة بيد حركات، وهو ما دفع بالجماهير التي كانت غاضبة جدا، إلى الانفجار مع إعلان صفارة الحكم لنهاية المباراة، وأمطروا الأرضية بالحجارة والقارورات وحدثت أعمال شغب سريعة بعد ارتفاع ريتم الغضب لدرجة اقتحام أرضية الميدان (بعد دخول التشكيلتين وطاقم التحكيم). والمؤسف أن رفاق بورحلي لم يتمكنوا طيلة المقابلات الست الأخيرة سوى من توقيع هدف وحيد سجله زياية. إصابة 30 شخصا من بينهم 10 عناصر من الأمن حسب بعض المصادر، فإن عمليات الشغب التي شهدتها نهاية مباراة وفاق سطيف وشبيبة القبائل أسفرت عن إصابة نحو 30 شخصا من بينهم 10 عناصر من قوات الأمن في حصيلة غير نهائية. وقد وجدت قوات الأمن نفسها وجها لوجه مع الأمواج البشرية الزاحفة نحو الأرضية والإعتداءات المستمرة برمي الحجارة وتحطيم غالبية كراسي المنصة الشرفية ورميها، حيث لم تفلح التعزيزات الأمنية الإستثنائية في صدّ "الهجوم الكاسح" لأكثر من 300 مناصر، في الوقت الذي تمّ فرض السيطرة التامة في الشوارع الرئيسية للمدينة التي لم تعرف لحسن الحظ أي عملية تخريب، باستثناء رمي بعض أكياس القمامة ورشق بعض محطات توقف الحافلات، وقد بقيت عناصر الشرطة والأمن يقظة وقامت بدورها في محاصرة الوضع لغاية عودة الهدوء ورجوع الجميع إلى بيوتهم. سرقة كاميرا التلفزيون وتحطيم الثانية هذا واستغل بعض المناصرين المشاغبين الوضع، للقيام بعملية خطف الكاميرا التلفزيونة (من نوع سوني) والهروب بها، تزامنا مع قيام آخرين بتحطيم كاميرا أخرى بعد رميها بالحجارة وإصابتها بعدّة أضرار. والمحصلة أن طاقم التحكيم كما يرى السطايفية لم يكن في مستوى إدارة هذه المقابلة التي انطلقت بريتم عالي وأداء ممتاز من الجانبين قبل أن يحصل "الفلتان" في المرحلة الثانية وتنتهي نهاية مؤسفة لم يكن يتوقعها أحد. حناشي لم أهدّد الحكم وقلت له "التلفزيون موجود" بالنسبة لرئيس شبيبة القبائل، محمد الشريف حناشي، الذي حضر المواجهة وتابعها من مقاعد الإحتياط، فقد حاول الدفاع عن نفسه بعد ما اتهمه السطايفية ببداية توتير الأجواء من خلال تهديده للحكم فتوحة وخنقه والضغط عليه حتى تراجع عن الهدف الذي احتسبه في البداية، وأضاف حناشي في تصريحات له بعد المقابلة أنه اكتفى بتذكير الحكم بأن التلفزيون موجود وسنعيد مشاهدة المباراة، ليتفاجأ هو شخصيا بقرار الحكم الذي يعتقد حناشي بأنه أصغر من أن يدير مقابلة بهذا الحجم واعتبره السبب الرئيسي، فيما حصل من توترات خلال وبعد المقابلة. ومع ذلك، إعترف حناشي بقوة الوفاق الذي يملك أحسن فريق متكامل ولعب مقابلة رائعة مع أن عناصره ظهرت "تعبانة" ووقعت في نفس الأخطاء التي وقعت فيها خلال لقاء جمعية الشلف الجمعة الماضي، وهو لا يمانع من أن تأخذ الكحلة "اللقب" إذا أثبتت بأنها الأحق به، لأنه لكل فريق طموحاته. بلحوت وآيت جودي في الاتجاه المعاكس إنطباعات المدربين بعد نهاية المقابلة، كانت حقيقة في الإتجاه المعاكس، حيث في الوقت الذي اتهم بلحوت الحكم فتوحة بحرمان فريقه مرتين: الأولى من الهدف الذي وقعه بورحلي والثانية من ضربة الجزاء، قبل أن يعتبر أداء عناصر تشكيلته بأنه الأحسن في المدة الأخيرة. أما مدرب الشبيبة آيت جودي، فقد اتهم هو الآخر الحكم، لكن على احتسابه الهدف (قبل التراجع عنه)، قبل أن يمسح "الموس" في حكمي التماس اللذان أخلطا المباراة وهما اللذان يتحملان مسؤولية ما وقع بعدها. الكحلة عاشت ليلة كحلة إلى ذلك، كانت سطيف حزينة جدا بعد نهاية اللقاء، عكس الأعراس التي كانت تقام أيام الإنتصارات المتتالية، كما أن اللاعبين خرجوا يبكون من هذه المواجهة التي رأوا بأنهم ظلموا فيها، لدرجة أن العديد منهم انتقد إدارة سرار على عدم إحتجاجها على عدم إحتساب ضربة الجزاء أسوة بما فعل حناشي الذي احتج لمدة 8 دقائق حتى ألغى الحكم الهدف، والمهم أن الكحلة اجتازت ليلة كحلة أول أمس في انتظار مرور هذه الأزمة في النتائج بسلام والعودة بقوة فيما تبقى من جولات. نصر الدين معمري نصر الدين معمري