قبل شهرين عن موعد يوم 17 ماي القادم المقرر لإجراء الانتخابات التشريعية، دخلت جل الأحزاب السياسية بولاية تبسة في مرحلة العد التنازلي لهذا الحدث وسط تداعيات، بدايتها مع الحزب العتيد الأفلان الذي عرف هزات متتالية منذ انتخابات برلمان 2002 بسبب الاختيار العشوائي للمرشحين الذين أثبتوا عدم تقديم أي شيء للولاية، وهو الطرح الذي تجدد مؤخرا عقب الإعلان عن الانتخابات القادمة. وهي الرسالة المفصلة لمسؤولي الحزب بعدم السقوط مجددا في أسماء قد تجلب ضررا كبيرا للأفلان مع وجود 53 ملفا فوق طاولة الأمين العام للحزب السيد بلخادم، إلا أن مؤشر الاختيار الأنسب بات واضحا لدى معاقل ومحيط الجبهة بولاية تبسة، حيث ضمت القائمة العديد من الأسماء المحلية التي لها مكانة كبيرة، ويأتي على رأسها الأستاذ المحامي تومي ساكر الذي شغل العديد من المناصب القيادية في الجبهة كمدير للمجاهدين الذي يحظى بدعم كبير من القاعدة النضالية شأن الأستاذين محمد قواسمية المنتمي لعرش النمامشة كما هو الحال للأستاذ تومي والأستاذ ابراهيم الخليل هميلة المنتمي لعرش أولاد سيدي يحيى، إلى جانب أسماء أخرى. من جهته، التجمع الوطني الديمقراطي الذي يملك مقعدا وحيدا بالمجلس الشعبي، وبعد فوزه مؤخرا بمقعد مجلس الأمة، باتت طموحات رفيق وغريم الأفلان منصبة للظفر بمقعدين على أقل تقدير في نظر قاعدة وأعضاء الحزب للفترة القادمة، غير أن هناك العديد من العوائق التي تنتظر الحزب، ومنها رفض مناضليه تزكية النائب الحالي بن ضيف الله فرحات في وقت تمسك فيه بإعادة ترشيحه مع وجود رغبة كبيرة للعديد من المناضلين بالولاية للترشح وإعطائهم الفرصة بكل ديمقراطية بدل الاحتكار. ونفس الشأن لحركة الإصلاح بعد سحب البساط من تحت زعيمها عبد الله جاب الله، حيث علمنا أنه تم اختيار قائمة حرة على رأسها النائب الحالي الشيخ سعدي عبد الغفور، يليه ثانيا رئيس المكتب الولائي سابقا الأستاذ مكاحلية. الجبهة الوطنية الجزائرية اختارت من جهتها العديد من المرشحين ينتمون لمختلف أعراش الولاية ومنهم الأوفر حظا النائب البرلماني الحالي الدكتور المولدي قحفاز، غير أن هذا الأخير ومن خلال مصادر مقربة من ذات النائب تؤكد أنه في حال ترشحه بذات الحزب سوف يكون على رأس قائمة قد تسمح لحزب موسى تواتي بالظفر بمقعد بولاية تبسة. حركة مجتمع السلم الذي تفضل العمل دوما في سرية تامة استفيد من مصادر مقربة منها أن على رأس القائمة الأستاذ الشيخ هارون بريك معد الحصة التلفزيونية فتاوى على الهواء بعد أن تم الفصل في عدم ترشح رئيس الحركة أبو جرة سلطاني، من جهته العرش الثالث بالولاية أولاد سيدي عبيد فضل هذه المرة ترشيح أحد رجال القانون من شمال الولاية يحضى بدعم ومساندة مطلقة ليس من أبناء عرشه بل من جل سكان الولاية، من جهته عرش أولاد دراج يشارك لأول مرة باختيار مرشح ينتمي لعرشه فيما تبقى الأحداث منصبة نحو القوائم الحرة التي يراهن أصحابها على الانتماء العشائري، كما هو الحال للعرش الثاني الولاية أولاد سيدي يحيى حيث علمنا من مصادر مطلعة ما يفوق ال 10 قوائم حرة لذات العرش سوف تدخل غمار تشريعيات 2007، وهي عوامل قد تشتت العرش في نظر الكثير من أبنائه، وهو الأمر الذي يجلب الفائدة للعديد من الأحزاب السياسية بالولاية، كون اتحاد العروش لقوائم موحدة يعتبر حجرة عثرة أمام الأحزاب، ويعيد دوما حساباتها إلى نقطة البداية. جيهان دربال