أقدم تلميذ يدرس في الطور المتوسط بمتوسطة الحسني محمد الشيخ بحي الخضراء بحاسي بحبح، على وضع حد لحياته شنقا داخل منزله العائلي الكائن بحي السوق. وحسب المعلومات الأولية التي تحصلت عليها "الشروق"، فإنه تم العثور على جثة الضحية المدعو "ع .ب.مسعود" البالغ من العمر 14 سنة معلقا بحبل متدليا من سقف منزله العائلي. في ساعة متأخرة من ليلة الإثنين إلى الثلاثاء الماضية من طرف والدته. كانت الأم المفجوعة تحمل وجبة العشاء لفلذة كبدها، بعدما أحست بتأخره داخل غرفته دون تناول العشاء على غير عادته، فتفاجأت بالعثور عليه جثة هامدة، وهو معلق بحبل وأسطوانة غاز البوتان مرمية تحت رجليه، ليتم تبليغ مصالح الأمن التي تنقلت رفقة مصالح الحماية المدنية، حيث تم تحويل جثة الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة العمومية الاستشفائية بحاسي بحبح، قبل عرضها على الطبيب الشرعي، ولمعرفة تفاصيل أكثر عن سلوك وحياة الضحية "مسعود" داخل الإكمالية التي يزاول بها دراسته في السنة الثانية التقت "الشروق" بمدير متوسطة الحسني محمد الشيخ، والذي أكد لنا بأن "مسعود" من بين أحسن التلاميذ داخل المؤسسة، سواء من ناحية الدراسة أو السلوك، حيث يتحصل دائما على معدل يفوق 12 / 20 وهو دليل على مثابرته واعتنائه بدراسته، ونادرا ما يتغيب أو يتأخر عن الدراسة، كما أنه يتمتع بسلوك حسن داخل المؤسسة، وحتى خارجها، بدليل أن إدارة المتوسطة لم تتلق أي تقرير كتابي أو حتى شكوى شفهية ضده من طرف أساتذته، أو زملائه الذين تفاجئوا بعد بلوغهم الخبر، وقد أكد عدد من زملاء الضحية ل"الشروق" الذين كانوا في فترة امتحانات نهاية السنة بأن "مسعود" كان مرحا جدا، وغالبا ما يتسبب في إسعادهم بحركاته البريئة، غير أنهم لم يتخيلوا يوما بأنه سيودعهم في هذا التوقيت، وبهذه الطريقة، من جهتها فتحت مصالح الأمن لدائرة حاسي بحبح تحقيقا من أجل الوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت بالضحية إلى الانتحار.