اشتعلت حرب كلامية بين وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ونواب في المجلس الشعبي الوطني، الخميس، بسبب تمثال "عين الفوارة" الشهير الذي تعرض مؤخرا للتخريب، حيث طالب النواب الوزير بتحويله إلى المتحف بعيدا عن أعين أولئك الذين يرفضون رؤيته، في حين رد الوزير ميهوبي بلهجة حادة مخاطبا الإسلاميين الذين طرحوا السؤال "لا تقحموا الدين في الثقافة وتمثال عين الفوارة لن يزحزحه أحد". رفض وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، نقل تمثال عين الفوارة إلى متحف ولاية سطيف، قائلا إن المطالبين بهذا هم من يجب نقلهم إلى المتاحف، وأضاف الوزير في رده على سؤال النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة سامية خمري، أن مثل هذا الطلب غير ممكن لاسيما أن التمثال موجود منذ عشرات السنين، وأضاف ميهوبي "مثل هذا الطلب يقودنا إلى نقل كل التماثيل التي تزين شوارع الجزائر إلى المتاحف". وخاطب الوزير النواب بلهجة حادة، قال فيها "نحن نتكلم عن الحضارة والثقافة وأهل الدين هم من يفتون في أمور الدين "، وأضاف "لا يكمن العمل بمقياس الدين في الثقافة كي لا نحول الجزائر إلى أفغانستان التي تحطّم فيها التحف الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين". وأكد ميهوبي أن عملية الترميم التي شرع فيها بعد تعرض التمثال إلى التخريب قبل فترة قد انتهت، ولا أحد يمكن له أن يزحزح التمثال عن مكانه وكل من يطالب بذلك أقول له طلبك مرفوض جملة وتفصيلا، موضحا أن ترميم هذا التمثال الذي يمثل حقبة تاريخية لم يكلف الدولة أموالا باهظة كما يتم الترويج له. ولم يتوقف ميهوبي عند هذا الحد، حيث أكد أن أهل مدينة سطيف لم يزعجهم هذا التمثال ولم ينظروا إليه على أساس أنه خادش للحياء، قائلا إن هذا المطلب جاء بعد بروز نزعة التطرف لدى بعض الأشخاص المتزمتين. رد الوزير ميهوبي، لم يعجب نواب الاتحاد من أجل النهضة والبناء خاصة أنهم اعتبروه مسيئا، وليس فيه احترام للنائب التي طرحت السؤال، وهو الأمر الذي دفع النائب حسن لعريبي إلى التدخل، حيث طالب رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة بالتدخل ومقاطعة الوزير، خاصة أن إجابته، حسبهم، حملت إساءة إليهم، قائلا "لماذا الوزير يتكلم ويخرج عن الموضوع ولا تتم مقاطعته عكس النائب، هذا تمييز لا نقبله".