محمد خوان يتحادث مع رئيس الوفد الإيراني    هذه توجيهات الرئيس للحكومة الجديدة    النفقان الأرضيان يوضعان حيز الخدمة    رواد الأعمال الشباب محور يوم دراسي    توقيع 5 مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    الصحراء الغربية والريف آخر مستعمرتين في إفريقيا    مشاهد مرعبة من قلب جحيم غزّة    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    على فرنسا الاعتراف بجرائمها منذ 1830    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    الخضر أبطال إفريقيا    ضرورة التعريف بالقضية الصحراوية والمرافعة عن الحقوق المشروعة    300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ    فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    بوريل يدعو من بيروت لوقف فوري للإطلاق النار    "طوفان الأقصى" ساق الاحتلال إلى المحاكم الدولية    وكالة جديدة للقرض الشعبي الجزائري بوهران    الجزائر أول قوة اقتصادية في إفريقيا نهاية 2030    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    المنتخب الوطني العسكري يتوَّج بالذهب    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    الكاياك/الكانوي والبارا-كانوي - البطولة العربية 2024: تتويج الجزائر باللقب العربي    مجلس الأمة يشارك في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: إبراز دور الوسائط الرقمية في تطوير أدب الطفل    ندوات لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية    الرياضة جزء أساسي في علاج المرض    دورات تكوينية للاستفادة من تمويل "نازدا"    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    باكستان والجزائر تتألقان    تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف    قافلة الذاكرة تحطّ بولاية البليدة    على درب الحياة بالحلو والمرّ    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة    شرطة القرارة تحسّس    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"    "ترقية حقوق المرأة الريفية" محور يوم دراسي    القرض الشعبي الجزائري يفتتح وكالة جديدة له بوادي تليلات (وهران)        مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وفاة وردة يزلزل الإعلام الدولي ومواقع التواصل الاجتماعي
أكثر من 110 ألف قراءة على "الشروق أونلاين"
نشر في الشروق اليومي يوم 18 - 05 - 2012

انطلق سباق محموم بين مختلف وسائل الإعلام الدولية والوكالات دقائق بعد الإعلان الرسمي عن رحيل أم الروائع الطربية وردة الجزائرية.
فقد تجند الإعلام العربي والدولي لمتابعة كل تفاصيل التشييع والدفن وتعزية عائلتها والجزائر في مصابها.
وبمجرد أن نشرت الشروق مساء أول أمس، للخبر على موقعها تهاطلت تعازي المواطنين والفنانين مودعين فنانة العرب الأولى راجين المولى العلي القدير أن يتغمدها برحمته الواسعة. إذ بلغ عدد القراءات منتصف نهار الجمعة فقط أزيد من 110 ألف وهو رقم قياسي لم يسجله الوزراء ولا الرؤساء ولا أغرب الحوادث أو فضائح الفساد.
تباينت طريقة تعاطي الفضائيات مع خبر وفاة وردة الجزائرية، ففيما سارعت روتانا وقنواتها إلى تقديم التعازي وتخصيص فقرات فنية من حفلاتها وأشهر الفيديو كليبات وانجح الأفلام السينمائية التي شاركت فيها. كان تناول القنوات المصرية للخبر جد محتشم وغير متوقع. وهي من قضت حياتها في أرض الكنانة وبين فنانيها وفناناتها. ذلك أن أغلب القنوات المصرية كانت منشغلة بالانتخابات الرئاسية وبث خطابات أبو الفتوح وعمرو موسى وبرامج حوارية حول الحدث الذي ينتظره المصريون على أحر من الجمر ليعيد الأمور إلى نصابها بعد أن عمت الثورة واستفحلت الخلافات بعد إطاحة الثورة بنظام مبارك وفلوله.
أما القنوات اللبنانية فكانت السباقة إلى الاهتمام بالموضوع وتعزية الجزائر والعرب، وذهبت قنوات أخرى إلى تخصيص سهرة أول أمس الخميس لأشهر أغانيها وأفلامها وحفلاتها.
اختارت الحصة اللبنانية "نورت الدار" أن تعيد برمجة الحلقة التكريمية لوردة الجزائرية - رحمها الله - والتي استضافت فيها وليد توفيق وعبد الله رويشد وأنغام حلقة مميزة أعاد فيها الحاضرون أجمل ما غنت بكل حب واثنت الراحلة على أدائهم واسترجعت ذكريات الزمن الجميل مع محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي وفريد الأطرش.
أما القنوات الإخبارية فاكتفت ببث الخبر على شريط الأخبار وبرمجته كفقرة في نشراتها .
الشروق أون لاين مصدر الخبر
تناقلت مختلف مواقع الإنترنت وخاصة الإخبارية منها خبر وفاة الفنانة وردة الجزائرية من موقع الشروق أون لاين، حيث أكدت جلّ المواقع الإلكترونية التي أذاعت نبأ وفاة الفقيدة وردة أن ذلك كان حسب خبر الشروق أون لاين، كما نجد أيضا أن المواضيع المنشورة في تلك المواقع هي عبارة عن عملية نسخ ولصق لمقال ورد في موقع الشروق، فاتخذت العديد من المواقع الإخبارية الإلكترونية من موقع الشروق أون لاين مصدرا لمادّتها الإعلامية.
لم تكن تعلم أنها القيلولة الأخيرة ...
لفظت أنفاسها الأخيرة في الساعة السادسة وعشر دقائق خلال نومها
لم تستيقظ وردة من قيلولتها المعتادة، فقد خذلها قلبها هذه المرة، توقف عن النبض وهي بكامل تألقها، ورغبتها في تحدي من طالبها بالاعتزال قبل أشهر، حيث ردّت بالقول "إنها ستغني حتى آخر رمق من حياتها" وهكذا فعلت، لم تكن تعلم أنها القيلولة الأخيرة، لكنها صدقت، فبقيت تغني حتى خذلها قلبها في الساعة السادسة من مساء أول أمس، وغادرت الحياة قبل أسابيع قليلة من عيدها ال73 .
وكان الإعلامي، وجدي الحكيم، قد أعلن في اتصال مع برنامج "القاهرة اليوم" أن الفنانة الكبيرة توفيت في الساعة السادسة وعشر دقائق بتوقيت القاهرة خلال نومها، حيث كانت تأخذ قيلولة بعد الظهر، أما ولداها رياض ووداد فهما في الجزائر، وقد قرر ابنها أن يتم تشييعها في مسجد صلاح الدين في المنيل قرب منزلها، وبعدها ينقل جثمانها إلى الجزائر.
الفنانة نبيلة عبيد كانت أوّل الواصلين إلى منزل وردة، حيث جلست إلى جانبها في غرفتها وأخذت تقرأ لها القرآن، في وقت تجمع فيه حشود من محبيها أمام منزلها.
رحيل آخر عمالقة الطرب العربي
ولدت وردة الجزائرية واسمها الحقيقي وردة محمد فتوكي في 22 يوليو في باريس بفرنسا سنة 1939، من أب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى "يموت".
كانت انطلاقة وردة الفنية من فرنسا، أين كانت تقدم الأغاني لفنانين معروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان ونور الهدى، كان يشرف على تعليمها الفني، المغني الراحل التونسي الصادق ثريا في النادي الذي يملكه والدها في فرنسا، وبعد فترة أصبحت لها فقرة خاصة بها في "النادي"، حيث كانت تؤدي أغاني كبار المطربين آنذاك، ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريّا.
وعادت مع والدتها بعد ذلك إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها.
سافرت الفقيدة الى مصر سنة 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية "ألمظ وعبده الحامولي" ليصبح فاتحة إقامتها المؤقتة بالقاهرة، وطلب رئيس مصر الأسبق جمال عبد الناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت "وطني الأكبر".
اعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها بعد استقلال الجزائر، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء، فانفصل عنها زوجها جمال القصري، وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري.
عادت بعدها إلى مصر وتزوجت الملحن بليغ حمدي، وكان ميلادها الفني الحقيقي في أغنيتي "العيون السود" وخليك هنا" سنة 1972 بعد نجاحهما في حفل فني مباشر وكانت من ألحان زوجها بليغ حمدي، كما تعاونت مع الملحنين رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب ومع سيد مكاوي ومحمد الموجي وكمال الطويل والملحن صلاح الشرنوبي الذي قدمت معه العمل الشهير "بتونّس بيك". وغيرهم من الملحنين..
امتدت الموهبة الفنية لوردة الجزائرية الى حقل السينما، حيث شاركت وردة في العديد من الاعمال السينمائية على رأسها "ألمظ وعبده الحامولي" مع عادل مأمون، و"أميرة العرب" و"حكايتي مع الزمان" مع رشدي أباظة، وكذلك مع حسن يوسف في فيلم "صوت الحب"، الذي كان أول أفلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر.
حظيت الفنانة وردة الجزائرية بتقدير واحترام كبيرين في بلدها الأصلي الجزائر على المستوى الشعبي والرسمي، حتى غدت أيقونة الاحتفالات الوطنية في الجزائر الى جانب الاحترام والتقدير التي كسبته طيلة مسيرتها الفنية في العالم العربي.
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يعزي عائلتها ويكشف
وردة الجزائرية دعمت الثورة التحريرية بالأموال
فاجأت، برقية الرئيس بوتفليقة، إلى عائلة الراحلة وردة الجزائرية الرأي العام الوطني والعربي، لأن محتواها كشف عن جانب خفي من شخصية الفنانة لم يعلمه أحد من قبل. فهذه الأخيرة لم تذكر ولم تلمح طيلة حياتها لموضوع مساهمتها إبان الثورة التحريرية بالدعم المادي من لبنان. وجاء في برقية التعزية "شاءت حكمة الله جل وعلا أن تودع وردة دنياها وهي تستعد مع حرائر الجزائر وأحرارها للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، وأن تسهم فيها بإبداعها كما أسهمت في ثورة التحرير الوطني بما كانت تقدم لجبهة التحرير من إعانات في مكاتب الحكومة المؤقتة خاصة في مكتبها بلبنان".
وجاء فيها أيضا "لقد نذرت الفقيدة حياتها لفنها ونذرت فنها لوطنها أينما حلّت وارتحلت مناضلة من باريس في صباها إلى المشرق العربي، فرفعت رايته في محافل الفن وأسمعت كلمته في منابره وكانت في ذلك قامة قل أن تسامى وموهبة مبدعة ندر أن تضاهى". وسجل بوتفليقة "لئن أسلمت وردة روحها لبارئها وهي في مصر، بعيدة عن وطنها فإنها لم تكن غريبة فيها إذ أمضت جل حياتها في القاهرة التي ارتفع فيها صوتها وذاع منها صيتها وتوثقت لها صلات رحم وتوسعت علاقاتها بأهل الفن والإبداع وأساطينه ولكن الله أكرمها أن جعل مثواها في وطنها الذي حملته في قلبها وروحها وصوتها وجابت به الدنيا، وأن جعل صوتها ينادي "أحبك يا بلادي" قبل أن تلفظ النفس الأخير وتلك منة يمن بها الله على عباده المخلصين".
من جهتها عزت خليدة تومي، وزيرة الثقافة الجزائر والوطن العربي، في مصاب فقد صوت نادر وقامة فنية متميزة، وجاء في برقية التعزية "بنت العائلة الثورية وصاحبة الروائع "نداء الضمير؛ و"كلنا جميلة" و"الصاعدون إلى الجبال" و"عيد الكرامة" و"بلادي احبك".. وفي ذكرى استقلال وطنها الخمسين حثت أبناء وطنها على التحدي والصمود وأوصتهم على أن "يبقاو واقفين".
بن تركي ل "الشروق": الراحلة طلبت زيارة مسقط رأسها سوق اهراس
وردة لبت نداء الجزائر في عز الأزمة ولم تتفاوض يوما على أجرها
أكد لخضر بن تركي مدير عام الديوان الوطني للثقافة والأعلام، أنه تم الاتفاق مع أميرة الطرب العربي الفنانة الراحلة وردة الجزائرية من أجل المشاركة في الاحتفال بالذكرى ال50 للاستقلال التي يوافق انطلاق فعاليات الاحتفال بها شهر جويلية القادم.
وصرح لخضر بن تركي في اتصال مع "الشروق" في سياق متصل "طلبنا من المرحومة وردة الجزائرية المشاركة في الاحتفال بفعاليات الذكرى الخمسين للاستقلال بحكم غنائها في اعياد الاستقلال الجزائرية في كل مرة" وأضاف بن تركي: "لم ترفض المرحومة طلبنا ووافقت على الفور وطلبت منا ان تزور مسقط رأس والدها بسوق اهراس، رغبة في التعرف على اهلها هناك ولكن رحلت دون ان تتحقق أمنيتها".
وأضاف بن تركي في سياق متصل متحدثا عن طريقة تعامل وردة الجزائرية مع الجهات الرسمية في بلادنا، على اعتبار ان الديوان الوطني للثقافة والإعلام هو الذي يتولى في كل مرة مهمة دعوتها للغناء في بلادنا "ان وردة الجزائرية لا تتحدث ولا تتفاوض معهم عن اجرها ولم يسبق وأن اشترطت مبلغا معينا".
وأثنى بن تركي في سياق متصل عن ما قدمته فقيدة الاغنية العربية للبلدها قائلا: "في التسعينات واثناء العشرية السوداء هرب الفنانون الجزائريون من بلدهم، ورفضوا العودة اليها للغناء فيها، ولكن وردة لبت دعوات الجزائر في عز الأزمة وغنت وأفرحت الجزائريين".
قريب المرحومة وردة الجزائرية للشروق:
وردة لم تزر سوق اهراس في حياتها
بحي الفيبور بعاصمة ولاية سوق أهراس، يقطن عمي الربيع باجوج في عقده التاسع، يعيش بين أبنائه، اسم وردة وإخوتها وأيضا أمها نفيسة هي أسامي أبناء عمي الربيع الذين سماهم بهذه الأسامي حبا في المرحومة وردة وعائلتها .
بعبارة يا ليت الموت اخذتني بدلا من وردة لأنها مازالت صغيرة هي العبارة التي استقبلنا بها عمي الربيع وهو ابن خالة والدها الذي ولد وتربى في سوق اهراس، والدموع تذرف من عينه تأثر كثيرا بعد سماع خبر وفاتها، قال بأنه تمنى أن يراها خاصة بعد تلك المكالمة الهاتفية التي أجراها معها من منزل شقيقها الراحل مسعود الذي أقام بالعاصمة منذ 25 سنة وذلك بطلب منها.
يمسح عمي الربيع دموعه ويواصل الحديث وقال بان المرحومة وردة تمنت أن تزور سوق أهراس وتزور مسقط راس والدها لكن لم تسمح لها الظروف بالإضافة إلى ظروفها الصحية في الآونة الأخيرة. تحدث أيضا عن العلاقة المتينة التي كانت تجمعه مع إخوتها في الجزائر وانه دائما كان في اتصال معهم. كما أضاف أيضا عن زيارة والدها في عام 1947 إلى مسقط رأسه رفقة زوجته اللبنانية نفيسة والتي وصفها بالمرأة الرزينة والجميلة وأنها أحبت الجزائر لأن زوجها جزائري، حيث مكث هناك بأحد المزارع التي هي ملك لجد عمي الربيع.
ويواصل عمي الربيع حديثه عن المرحومة وردة قائلا بأنه لم ير وردة منذ صغرها أين قام بزيارتهم في باريس عندما كانت المرحومة وردة في التاسعة من العمر أين كانت تغني وأخوها حميدة يضرب على الطبلة ومكث هناك مدة عام، عاشر فيها العائلة كثيرا وكان عمي الربيع باجوج من المقربين إليهم، حيث كانت المرحومة دائما تسال عنه حتى بعد سنوات طويلة لأنها حسب ما كانت تقوله في مكالماتها انه تشم فيه رائحة والدها.
من جهة أخرى تحدث العديد من الأشخاص الذين قدموا دعوة الى المرحومة من اجل زيارة سوق أهراس للتعرف على موطن والدها، لكن الظروف لم تسمح بذلك خاصة بعد دراسة مدير أعمالها للوضع في سوق أهراس منها غياب مرافق الايواء وأيضا عدم تلقيها دعوة رسمية من المسؤولين عن الثقافة في سوق أهراس ولهذه الأسباب وأخرى الغيت هذه الزيارة.
الفنانة التونسية نبيهة كراولي للشروق: "وردة ستبقى بيننا رغم رحيلها"
"أعزي الجزائر أولا والمبدعين العرب في وفاة هذه الفنانة الكبيرة، "الله أكبر"، فاجعة كبرى حلت بنا، أنا تحت وقع الصدمة، الخبر مؤلم جدا، لقد فقد الفن العالمي فنانة كبيرة، ولكن تاريخها الكبير ومشوارها الفني والزاخر، سيجعلانها حية دائما بيننا، ستبقى روحها دائما بيننا، سيخلدها الفن والتاريخ لأنها كانت حقا عملاقة بفنها وعطاءها، وتابعت نبيهة كراولي حديثها قائلة "لا أملك ما أقول أمام هذه المصيبة لقد فقدنا عمودا آخر من اعمدة الفن في العالم العربي، وحتى على الصعيد الانساني الجميع يشهد لها بما قدمت، فقد شرفت المرأة العربية والمغربية بمواقفها، كما أنها كانت همزة وصل بين شعوب المغرب العربي والمشرق بزواجها وعملها مع الفنان الكبير بليغ حمدي ونجوم الفن والتلحين في مصر".
فلة الجزائرية ل"الشروق": "فقدنا أجمل وردة في العالم"
"الموت غيب عنا أجمل وردة في العالم، رحمها الله، ستبقى دائما مثالي وقدوتي الأعلى في الفن، أول ما غنيت عندما أديت الاغنية المشرقية وكنت عندها في بداياتي الفنية غنيت لها، فأديت روائعها بكل حب في مسارح عربية وعالمية" ومن جهة أخرى ذكرت فلة "أن أختها عايدة التي تقيم في مصر أن السفارة الجزائرية هناك قد أدت واجبها تجاه المرحومة، كما أن الأسرة الفنية المصرية لم تتردد في الذهاب الى منزلها من أجل تقديم واجب العزاء في منزلها بمصر، وكانت في مقدمتهم الفنانة فيفي عبده".
رحلت غاضبة ممن طالبوها بالاعتزال
تأثرت المرحومة وردة الجزائرية بالانتقادات التي وجهها لها بعض الفنانين العرب مؤخراً، ومطالبتهم لها بالاعتزال، لدرجة انها اتخذت خطورة جريئة بالرد عليهم قائلة: "لن أتوقف عن الغناء ما دامت قادرة على العطاء حتى لو اضررت للغناء بدون مقابل".
وردت الفقيدة بلهجة شديدة في تصريحات التي أظهرت غضبها الشديد من الحادثة أنها "ستظل تغنّي إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة"، مشددة على أن "انتقادات البعض لها لن تؤثر عليها وتجعلها تتوقف عن مسيرتها الفنية، بالإضافة إلى أن الغناء بالنسبة لها هو الحياة، وأن الجمهور بالنسبة لها هو الهواء الذي تتنفسه وتعيش بفضله"، - على حد قولها.
وأوضحت أن "جمهورها ما زال يستمتع بغنائها وصوتها الذي طالما أسعدت به الملايين في الوطن العربي، وأنها تكون في قمة سعادتها عندما تشعر بقدرها عند محبيها ومدى تمسّك جمهورها بها وبصوتها".
الرسام الجزائري سيد أحمد لارجان يروي اتصاله الأخير بالراحلة
كشف الرسام الجزائري، سيدأحمد لارجان، في اتصال له أمس، مع "الشروق" بعد الوفاة المفاجئة للفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، أن الأخيرة أبلغت موافقتها على الحضور الشرفي للحفل الافتتاحي الذي ستنظمه وزارة الشباب والرياضة بملعب 5 جويلية بحضور الرئيس بوتفليقة وكبار شخصيات الدولة والدبلوماسيين المعتمدين في الجزائر.
وقال المتحدث، الذي فوّضه سيدعلي أكلول الاتصال بالفنانة، أن الأخيرة أبدت موافقتها على الحضور، خاصة وأن المناسبة هذا العام تتزامن مع مرور نصف قرن على استقلال الجزائر، قبل أن يضيف في اتصاله "وردة أبلغتنا بموافقتها الحضور للحفل، والحقيقة هذا أمر منتظر بالنسبة لفنانة غنت للجزائر أروع الأغاني الوطنية".
أما السيد أكلول، الذي بدا جد متأثرا لوفاة الفنانة، فقال في تصريح مقتضب "رحيل وردة الجزائرية خسارة فنية كبيرة إنا لله وإنا إليه راجعون".
من جهة أخرى، خصّ الرسام سيدأحمد لارجان "الشروق" بالبورتريه الذي رسمه لها سنة 2007، وكانت تحتفظ به الراحلة في بيتها، حيث قال "هذه الصورة عزيزة عليّ، وقد أهديتها لها سنة 2007 حين حضرت برايم "ألحان وشباب" الذي أحياه الشاب خالد".
المدير العام لشركة نجمة: وردة قاسمت أحزان.. أفراح.. وانتصارات الجزائريين
قال المدير العام لشركة نجمة للاتصالات جوزف جد، أن أميرة الطرب العربي وردة الجزائرية، التي رحلت عنّا فجأة وفي صمت، امتازت بنبرات صوتها القوي والعذب أجمل سنوات تاريخ الموسيقى العربية، وهي التي حملت الجزائر في قلبها التي كانت تسميه "وطني الأعظم"، هذا الوطن الذي قاسمت أحزانه وأحيت أفراحه وانتصاراته.
وأضاف جد "أميرة الطرب العربي، صاحبة "عيد الكرامة" لبّت نداء الجزائر في ذكرى خمسينية الاستقلال بتأدية "مازال واقفين"، رسالة أمل و تفاؤل للجزائر والجزائريين الذين كانت تحبهم كثيرا، رحلت الرمز ولكنها ستعيش ذكراها إلى الأبد، وستبقى دوما مفخرة للجزائر وللوطن العربي و للموسيقى العالمية".
وإثر هذا المصاب الجلل، تتقدم شركة نجمة للاتصالات وعلى رأسها المدير العام جوزف جد، لعائلة المرحومة ولكل الجزائريين بخالص التعازي وصادق المواساة، داعية الله عز وجل أن يتغمد روح الفقيدة بواسع رحمته ورضوانه ويسكنها فسيح جنانه "إنا لله و إنا إليه راجعون".
الفنانون يتوافدون إلى منزل الراحلة وصلاح الشرنوبي ينهار
توافد منذ الخميس، عدد من كبار الفنانين والمطربين المصريين إلى منزل الفنانة الراحلة وردة الجزائرية في المنيل بحي الزمالك، وذلك لتقديم واجب العزاء لأسرتها، ومن بينهم الفنانة شيرين عبد الوهاب وزوجها والفنانة أنغام، بالإضافة إلى الفنان إيمان البحر درويش نقيب الموسيقيين، والمخرجة ساندرا نشأت.
أما الموسيقار صلاح الشرنوبي ملحن ألبومات "بتونس بيك" و"حرمت أحبك" و"نار الغيرة"، فقد وصل إلى منزلها في حالة انهيار نتيجة الصدمة.
شركة روتانا تتجاهل وفاة الفنانة وردة الجزائرية
مرّ نبأ وفاة وردة الأجيال الفنانة وردة الجزائرية مرور الكرام على قنوات روتانا الفنية ومجموعتها حيث أنه لم تكلّف شركة روتانا نفسها بثّ أغاني الراحلة أو حتى تقديم واجب العزاء على شاشتها فاكتفت الشركة العملاقة بتمرير خبر وفاة الفقيدة وباشرت بثّ برامجها بطريقة عادية مع العلم انه للفنانة الجزائرية وردة عقد مع شركة روتانا للإنتاج الفني لم تنقضي مدّته لحد الساعة. وللإشارة فقد جاء رد فعل الشعب الجزائري والعربي بصفة عامة مستنكرا للتصرف الذي أبدته شركة روتانا اتجاه عمود من أعمدة الطرب العربي، فيما تناقلت المواقع الإلكترونية العربية تصريحات عديدة لشخصيات بارزة في عالم الفن والغناء وصفت جلّها شخصية الفقيدة المتواضعة ومواقفها القوية.
عزاء فايسبوكي للمرحومة وردة الجزائرية
تناولت مختلف صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك فور صدور خبر وفاة الراحلة وردة الجزائرية مختلف مواقف وأغاني الفقيدة من مختلف شباب العالم العربي وخاصة الشعب الجزائري، حيث تولى أبناء الجزائر تلقي واجب العزاء في الفقيدة من قبل الأشقاء العرب عبر الفايس بوك، حيث حملت جل الصفحات والبروفايلات صور وفيديوهات للراحلة وردة حتى الذين لم يكونوا يعرفون الفنانة وردة والذين لم يروا صورها وهي صغيرة تمكنوا من اكتشاف الفنانة العملاقة وردة الجزائرية، وكما حطم خبر وفاتها الذي نشره الموقع الالكتروني للشروق رقما قياسيا في القراءة وحطم الفايس بوك أيضا كل الارقام.
نقابة الموسيقيين تقيم حفلا تأبينيا كبيرا تقديراً لمشوار الراحلة وردة
نظمت نقابة الموسيقيين برئاسة إيمان البحر درويش، الجمعة، بعد الصلاة على جثمانها مسيرة ضمت عدداً كبيراً من الفنانين انطلقت من مسجد صلاح الدين في المنيل للتوجّه إلى منزل الراحلة فور انتهاء الصلاة عليها، كما قامت النقابة بإقامة حفل تأبيني كبير تقديرا لمشوار الفنانة الكبيرة، شارك فيه عدد كبير من النجوم مثل عمار الشريعي، والمنتج محسن جابر والملحن حلمي بكر الذي وضع لها لحن "عيد الكرامة" وغيرهم.
من جهته صرح نجل الفنانة الراحلة وردة، رياض القصري، لوسائل إعلام مصرية أن والدته لم تكن تعاني من أي مرض، وكانت تتمتع بصحة جيدة في الفترة التي سبقت وفاتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.