سجل إضراب التكتل النقابي، الأربعاء، استجابة متفاوتة تعكس، تمثيل كل من نقابات التربية وممارسي الصحة العمومية والبريد والتكوين المهني في الولايات، وهذا في إضراب ليوم واحد مرفوقا بوقفات احتجاجية جهوية أمام مقرات ولايات البويرة والأغواط وعنابة ووهران. وشهدت الأربعاء ساحة البريد المركزي بالعاصمة تشديدا أمنيا خاصا تحسبا للإضراب الذي دعا إليه التكتل النقابي المستقل، في وقت تمركزت الاحتجاجات بأربع ولايات فقد عرفت ولاية البويرة إنزالا أمنيا، وتم منع المحتجين من التجمهر أمام مقر الولاية بعد أن اجتمع حوالي 300 مناضل من نقابات الصحة والتربية للمطالبة بتحسين الظروف المهنية والاجتماعية، وتنديدا بسياسة التضييق على العمل النقابي، ومنعت قوات الأمن المحتجين من الاعتصام أمام مقر الولاية ومديرية التربية، ما دفعهم لنقل الاحتجاج إلى الشارع، كما تم توقيف عدة نقابيين، ومنع عدد منهم من الوصول إلى المدينة التي شهدت إنزالا أمنيا غير معهود، حيث حضر المشاركون منذ الصباح الباكر من 6 ولايات من الوسط الجزائري على غرار بومرداس، تيزي وزو، بجاية، المسيلة، العاصمة، برج بوعريريج. 70 بالمائة استجابة للإضراب في الطور الثانوي شلّت، الأربعاء ، الدراسة في عدد من ثانويات ومتوسطات ولاية وهران، في إضراب شاركت فيه خمس نقابات في قطاع التربية، وغاب عنه تنظيم الكناباست الذي تخلف عن الموعد في اللحظة الأخيرة تلبية لرأي القاعدة. وأجمع ممثلو النقابات المضربة أن الاستجابة تراوحت بين 30 إلى 100 بالمائة، على غرار ما أكده مصدرنا من نقابة السنابست لولاية وهران، الذي تحدث عن رصد المكتب الولائي ما يتجاوز معدل 70 بالمائة من الأساتذة الذين توقفوا عن الدراسة على مدار يوم كامل، مؤكدا أن النسبة المطلقة عوينت في كل من ثانويات سعد الهاشمي بحي الزيتون، بن عثمان الكبير، الإمام الهواري وغيرها، فيما بلغت أكثر من 50 بالمائة في ثانوية حمو بوتليليس، مثلما تحدثت مسؤولة التنظيم لنقابة الكلا عن تسجيل نسب استجابة مرتفعة تراوحت بين 75 و80 بالمائة، فيما عرف مقر ولاية وهران تجمع المئات من الأساتذة المنضويين تحت لواء نقابات الكلا وإينباف والساتاف، جاءوا من مختلف الولايات التي أعلنت انضمامها للاعتصام الجهوي، على غرار البيض، تلمسان، سيدي بلعباس، معسكر. 80 بالمائة نسبة الإضراب في مؤسسات الصحة العمومية وأكد في السياق ممثل التكتل المستقل ورئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية إلياس مرابط للشروق أن الإضراب في قطاع الصحة سجل نسبة استجابة 80 بالمائة، مجددا مطالبة الحكومة بفتح باب الحوار، وقال "احتجاجنا اليوم كان للتعبير عن رأينا كعمال ومواطنين لم يتكفل بمطالبهم المرفوعة منذ أزيد من سنتين"، وتأسف لتصريحات التهديد والوعيد التي تبناها وزير العمل، مؤخرا ضد النقابات، ليتساءل عن سبب الكيل بمكيالين مع النقابات، حيث تتعامل الحكومة مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين رغم عدم تمثيله القانوني سواء في الوظيف العمومي أو القطاع الاقتصادي، وترفض التعاطي معنا، وقال "إذا كان هناك شك لدى وزارة العمل في التمثيل النقابي، فالشك الكبير هو على مستوى الاتحاد العام للعمال الجزائريين"، وواصل كلامه "الحكومة تعيش بمنطق 1987 ورغم إقرار التعددية فهي تعترف وتتعامل مع نقابة واحدة وترفض التعامل مع الممثلين الشرعيين للعمال من النقابات الخاصة"، وطالب بتدخل رئيس الجمهورية لفتح قنوات الحوار بصفة رسمية ومباشرة دون وسيط، مع رفع التضييق على العمل النقابي، معتبرا أن التهديدات لن تزيد إلا من الاحتقان ولن تفيد في حل المشاكل القائمة. إلى ذلك، شاركت خمس نقابات في التربية في إضراب واحتجاج التكتل النقابي المستقل للمطالبة بحماية القدرة الشرائية، والتقاعد النسبي، حيث احتج أزيد من 500 نقابي من ولايات الجنوب والجنوب الكبير أمام مقر ولاية الأغواط في وقفة احتجاجية سلمية، رفعوا خلالها شعارات "نطالب بالتقاعد النسبي دون شرط"، "إشراك النقابات في قانون العمل"، "عرقلة العمل النقابي مساس بحق دستوري"، و كذا "لا لقمع الحريات النقابية" و"ما ضاع حق وراءه طالب"، وشعارات أخرى مناوئة لتصريحات وزير العمل المتعلقة بإعادة تنظيم النشاط النقابي وتأطيره في الاتجاه الذي يثبت مكانة كل تنظيم نقابي. قويدر يحياوي: "نطالب بتحيين منحة المنطقة لعمال التربية بالجنوب" من جانبه، قال ممثل التكتل النقابي يحياوي قويدر، أن نسبة الإضراب في مؤسسات التربية وصلت بين 40 حتى 50 بالمائة بمؤسسات التربية بالجنوب والجنوب الكبير، للمطالبة برفع التضييق عن العمل النقابي، بالإضافة إلى مطلب جديد رفعه عمال التربية بالجنوب يخص تحيين منحة المنطقة والتي لم تعدل منذ 1989، مشيرا إلى أن المنحة لا تزال عند 500 دينار، في حين يفترض أن تكون بين 5 و8 آلاف دينار حسب الأجر القاعدي المعمول به منذ 2008. مسعود بوديبة: ثقافة الحوار غائبة عند الحكومة ندد المكلف بالإعلام بنقابة الكناباست مسعود بوديبة، على هامش الوقفة الاحتجاجية بالبويرة، بسياسة التضييق على حرية ممارسة العمل النقابي، معبرا عن أسفه لغياب سياسة الحوار الاجتماعي التي تدعو إليها الحكومة في الميدان، مضيفا بأن السلوك المنتهج مع نقابات تمثيلية وتناضل في إطار سلمي هو سلوك لا يساهم في تأسيس جبهة اجتماعية متماسكة، بل يجر إلى تعفين الوضع.