بلغت مداخيل الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك في 2017، ما يناهز 33.2 مليار دولار، ما يفوق 375 ألف مليار سنتيم، بارتفاع قدر ب19 بالمائة مقارنة بسنة 2016، وحققت 33 اكتشافا جديدا للنفط والغاز، وارتفع إنتاج الغاز ب5 بالمائة ليصل إلى 135 مليار متر مكعب. أوضح فريد غزالي، المدير التنفيذي لاستراتيجية التخطيط والاقتصاد، أن الإنتاج الأولي للمحروقات ارتفع ب2 بالمائة وانتقل إلى 197 مليون طن مكافئ بترول، رغم تراجع إنتاج النفط الخام بفعل اتفاق التخفيض لمنطقة أوبك (50 ألف برميل يوميا). وبخصوص الصادرات، فرغم تراجعها بنحو 2 بالمائة من حيث الحجم، إلا أن قيمتها ارتفعت بنحو 19 بالمائة مقارنة ب2016، وهذا بفضل تعافي سعر برميل النفط الجزائري "صحارى بلند"، الذي كان في مستوى 54 دولارا عام 2017 مقارنة ب 44 دولارا للبرميل قبل عام مضى. وكشف المتحدث عن 33 اكتشافا للمحروقات حققتها سوناطراك في 2017 بفضل مجهودها الخاص، وخاصة في حوض بريكن وواد مية وأمقيد مسعود. وبخصوص الاستثمارات فقد بلغت عام 2017 نحو 8.1 ملايير دولار، بتراجع 8 بالمائة عن 2016، وكانت أغلبها مخصصة للبحث والاستكشاف اللذين حازا 87 بالمائة منها ما يعادل 7.1 ملايير دولار. وإجمالا فقد حققت سوناطراك ارتفاعا ب 31 بالمائة فيما يخص النتائج الإجمالية (الخام)، وارتفعت أسهمها في الجباية لصالح الخزينة العمومية بنحو 20 بالمائة بمبلغ 2228 مليار دينار. ووفق غزالي، فإنه ولأول مرة تراجع استهلاك الوقود في الجزائر بنسبة 2 بالمائة ما يعني حسبه أن نتائج الإصلاحات التي تم مباشرتها من طرف السلطات قد بدأت تأتي بنتائجها. وبلغت واردات الوقود بحسبه 1.44 مليون طن للمازوت، و1.55 مليون طن للبنزين، بفاتورة إجمالية بلغت 1.77 مليار دولار. وكشفت سوناطراك عن تسوية 11 خلافا مع شركات أجنبية منها سايبام الإيطالية و"توتال" و"تيكنيب" الفرنسيتان ووريبسول الإسبانية وغيرها. "سنستغل عاجلا أم آجلا مواردنا من الغاز والنفط الصخريين" ولد قدور: اطمئنوا.. لا تسريح ولا تقليص للعمال في سوناطراك في رده على أسئلة الصحفيين، ذكر الرئيس المدير العام لسوناطراك عبد المؤمن ولد قدور، أن الاستراتيجية الجديدة للشركة ستنجح فعلا بانخراط تام وكامل لجميع العمال والموظفين فيها، خاصة في ظل تقلبات أسعار السوق الدولية للنفط والغاز. وبحسب ولد قدور، فإن للجزائر احتياطات ضخمة وهائلة من الطاقة بأنواعها، وهو ما أكد عليه الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية كلاوديو ديسكالتسي مؤخرا بوهران، حين أكد أنها كافية لتغطية حاجيات ضفتي المتوسط، ولذلك، فإن تطوير استغلالها سيكون من خلال جلب الشركاء الأجانب الذين لهم الخبرة والتجربة. ورد ولد قدور، على سؤال بخصوص غاز الشيست وأكد أن الجزائر منصفة كثالث احتياط في العالم من حيث المواد الطاقوية غير التقليدية، وعاجلا أم آجلا ستكون البلاد بحاجة لاستغلال هذا المورد. وعرج على ما حدث في عين صالح، وأكد أن ما جرى يجب أخذه بعين الاعتبار وعدم تكرار نفس الأخطاء، خاصة أن التكنولوجيا تطورت وأحرزت تقدما كبيرا في هذا المجال بما لا يمس أبدا بالبيئة والمحيط والمياه الجوفية. وشدد ولد قدور، على أن الاستراتيجية الجديدة لا تتضمن مخططات لتقليص عمال وموظفي الشركة، بل سيتم إعادة تنظيم فروع المجمع من دون إلغائها، مع مواصلة تكوين الإطارات والموظفين بشكل مستمر. الشركة كشفت الخطوط العريضة لاستراتيجيتها الجديدة هكذا ستكون سوناطراك في 2030 توظيف 15 ألف عامل وتطوير 20 مليار متر مكعب من الغاز الصخري كشفت الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك عن الخطوط العريضة لاستراتيجيتها بحلول العام 2030، والتي تستهدف التواجد ضمن أكبر 5 شركات وطنية للطاقة في العالم، وضخ 65 مليار دولار كعائدات إضافية للبلاد، وتوظيف نحو 15 ألف منصب مباشر، وتطوير 20 مليار متر مكعب من الموارد الطاقوية غير التقليدية (غاز الشيست) في مرحلة أولى. وأوضح فتحي أعرابي، مستشار الرئيس المدير العام للشركة خلال تقديم الخطوط العريضة لاستراتيجية سوناطراك 2030، أن الشركة مطالبة بالتكيف مع المتغيرات والمعطيات الجديدة للسوق الطاقوية، وهو ما يملي عليها انتهاج رؤية واستراتيجية على المدى الطويل. وتم إعداد الاستراتيجية الجديدة لسوناطراك بالاعتماد آراء وتحاليل 50 خبيرا و3 آلاف معاون وأكثر من 200 حصة عمل موضوعاتية و150 مقابلة (أكثر من ألف متدخل) وفق المتحدث. ولهذا الغرض يضيف أعرابي، فإن سوناطراك وضعت برنامجا في إطار هذه الاسترايتيجية لتوظيف 15 ألف منصب مباشر من مختلف التخصصات، إضافة لعمليات تكوين وتدريب للإطارات والموظفين الحاليين، وضخ 10 ملايير دولار كاستثمارات اجتماعية كل سنة. وتعتزم سوناطراك وفق العرض المقدم تبسيط الإجراءات الإدارية الداخلية وجعلها أكثر مرونة والحد من الإجراءات البيروقراطية، وإعادة النظر بعمق في الأنشطة وتنظيم الفروع وجعل التوظيف يتم بعمليات مستهدفة، والاعتماد على الرقمنة من خلال نظام معلوماتي جديد. وتتوقع الشركة تحقيق مداخيل إضافية للجزائر بفضل هذه الاستراتيجية الجديدة تصل إلى 67 مليار دولار بحلول العام 2030، من خلال رفع عدد الاكتشافات السنوية إلى الضعف (مرتين)، وزيادة 2 مليون طن مكافئ برميل من إنتاج الحقول الحالية، ومضاعفة منصات الحفر المنتجة، وتفادي خسارة مداخيل بنحو 3 ملايير دولار. وأشار فتحي أعرابي، إلى أن سوناطراك تعتزم تطوير استغلال الموارد غير التقليدية (نفط وغاز صخريان) بحلول العام 2030، لتصل الكميات إلى 20 مليار متر مكعب وترتفع في عام 2040 إلى 70 مليار متر مكعب، إضافة إلى الوصول إلى 500 بئر منتجة في السنة. ومن المنتظر أن تقوم الشركة بعلميات استكشاف وتنقيب وحفر في الحقول البحرية بمساحة 100 ألف كيلومتر مربع، بالشراكة مع أجانب، فيما سيصل إنتاج الكهرباء انطلاقا من حقول شمسية (الطاقة الشمسية) إلى 1.3 جيغاواط. وفي مجال التسويق وضعت سوناطراك هدف تسويق 50 بالمائة من الغاز في أسواق جديدة وتطوير الصناعة البيتروكيماوية بمختلف فروعها.