في ظل غياب معاهد ومراكز لسبر الآراء توثق البرامج والمسلسلات الوطنية الأكثر مشاهدة في رمضان بطريقة احترافية دون تزوير، غالبا ما يلجأ إلى عدد مشاهدات مقاطع الفيديو على موقع "يوتيوب" لقياس مدى إقبال الجمهور على متابعة كل مسلسل، وعليه تقاس شهرة العمل التلفزيوني والنجاح الذي حققه، لكن ما حقيقة تحايل قنوات وشركات إنتاج على الرأي العام بشراء مشاهدات "وهمية" على هذا الموقع؟ ذكرت تقارير إعلامية أن شركات إنتاج ومحطات تلفزيونية تقوم بصناعة المحتوى على موقع اليوتيوب، تشتري عددا كبيرا من المشاهدات غير الحقيقية لفيديوهاتها على اليوتيوب، عبر مواقع مخصصة لهذا الغرض، وتطبيقات أخرى خاصة بتشفير إدارة المواقع، من أجل رفع نسبة المشاهدة لتلك الفيديوهات، وبالتالي تشجيع المستخدمين لموقع اليوتيوب على مشاهدة الفيديو بشكل أكبر. يقول "يوتيوب"، إن عدد المشاهدات يبدو على بعض مقاطع الفيديو مجمّدًا أو قد لا يعكس جميع المشاهدات التي تتوقّعها، و تستخدم الخوارزميات عند احتساب عدد مشاهدات الفيديو لضمان تجارب عادلة وإيجابية لكلّ من منشئي المحتوى والمعلنين والمستخدمين على حدّ سواء، للتأكّد من أنّ المشاهدات حقيقية ودقيقة، وقد يجمد عدد المشاهدات أو ضبطه أو إبطاء وتيرة تحديثه بشكل مؤقّت في YouTube، بالإضافة إلى تجاهل عمليات التشغيل ذات الجودة المنخفضة. هذا مصير القنوات "المتحايلة"! تقوم إدارة يوتيوب بمراقبة مصدر المشاهدات التي يحصل عليها كل فيديو، وعندما لا تتعرف على مصدر المتابعات، أو يلاحظ أن هناك فيديو حصل على عدد مشاهدات كبير جدا بشكل مفاجئ، ودون تفاعل أو تعرّف على المصدر، فإن اليوتيوب يقوم بإخضاع الفيديو للمراقبة ما يؤدي إلى معاقبة صاحب القناة بإغلاق قناته أو حذف الفيديو إذا كانت المشاهدات وهمية. ومن خلال تلك القواعد والرقابة الصارمة، التي يفرضها يوتيوب على محتوى ما ينشر على القنوات، والإجراءات الحازمة التي تصل إلى حد غلق القناة، يصعب على القنوات الرسمية والموثقة، التي تقوم ببث المسلسلات الخاصة بها على قنواتها، شراء أي عدد من المشاهدات، بأي وسيلة، حتى وإن كانت تحقق مشاهدات تفوق الملايين، لتعرض مصداقيتها للانهيار وقناتها للغلق والحظر من قبل "يوتيوب".