حلت الثقافة الإسلامية والعربية ضيفا على الدورة ال25 لمعرض ساوباولو الدولي للكتاب من خلال "هيئة الكتاب" بالشارقة التي قدمت على مدار 10 أيام ندوات وعروض وأمسيات بمشاركة 15 مؤسسة ثقافية وأكاديمية، و20 كاتباً ومثقفا. حيث فتحت "الشارقة" عبر برنامج فعالياتها وعروضها الباب أمام الجمهور البرازيلي للاطلاع على الفعل الثقافي في الإمارة والمنطقة العربية، وعرضت المؤسسات الممثلة للإمارة –حسب بيان تلقت الشروق نسخة منه- جهودها في دعم المكتبة العربية، والترجمة، وتعزيز التبادل المعرفي مع مختلف ثقافات العالم، كاشفة عن ترجمات بالبرتغالية لمؤلفات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي وأربعين مؤلفاً لكتّاب إماراتيين وعرب، إلى جانب تنظيم معرض لفن الخط العربي، وأنشطة تراثية لفنون التلي والسفيفة، وأهازيج البحارة والغواصين. وأكد رئيس هيئة الشارقة للكتاب رياض العامري "أن تمثيل الشارقة للثقافة العربية والإسلامية أمام الثقافة اللاتينية، الرؤية المحورية التي تمضي فيها الإمارة التي اختارت أن تبني علاقتها مع بلدان العالم على أسس ثقافية متينة تقرّب المسافات بين الحضارات وتتجاوز كل أشكال الاختلاف وتحترم كامل صور التنوع". وسجل هذا الحدث الكثير من ردود الأفعال في الوسط الثقافي العربي، حيث اعتبرها الكاتب الجزائري المقيم بدولة الإمارات خالد عمر بن ققة مبادرة مهمة ربطت بين الثقافة العربية واللاتينية "تذهب الشارقة بعيداً في تجسيدها للإبداع الإماراتي والعربي – كلمة ونصا وصورة وفعلا متراكما – عبر مؤسساتها المختلفة، خاصة هيئة الشارقة للكتاب، فهي تحرك الزمن لتجعل من المستقبل، قبل أوانه، حاضرا، وتستدعي الماضي لتؤسس عليه، في شقه الإيجابي، مرجعيات نيرة، وتتخطي حواجز اللغات، وتتعايش مع الاختلاف في الألسن والملل والنحل". وفي نفس السياق، أثنى رئيس اتحاد الكتاب العرب حبيب الصايغ على المشاركة التي كان أحد ممثليها "الخلاصة أن رحلة ساو باولو تجربة لا تنسى.. وقد كان لعبورنا المحيط الأطلسي الذي كانت العرب تسميه "بحر الظلمات" نحو ضفاف العالم الجديد، تلك الرمزية الجميلة الطاغية، فلم نكن اجتزنا إلا بحر الأنوار نحو تحقيق أنوار يتكدس بعضها فوق بعض.. ورسمنا في البرازيل الصورة المثلى للعرب والمسلمين، تلك التي تناقض الصورة النمطية التي حاول البعض تكريسها يوم اختطف العروبة والإسلام في لحظة غفلة ظلامية معتمة". ومن جهته، أشاد رفيقه في الرحلة إلى ساو باولو الفنان حبيب غلوم بالمشاركة "كنا ونحن صغار نبحث عن تحقيق ذواتنا وإبداعاتنا لنؤكد هويتنا وانتماءنا لهذه الأرض.. وعندما كبرنا وكبرت معنا أحلامنا وجدنا يداً حانية وقلباً كبيراً لشيخ جليل لم يكتفِ بحدود الشارقة وإنما اتسعت رؤاه لتشمل الجميع من أقصى جلفار إلى حدود السلع".