ما يقوله أي مدرب في العالم، لا يطبقه بالضرورة على أرض الواقع، وكما قال جمال بلماضي في أولى ندواته الصحفية بأنه مستعد للسفر إلى أقصى الصحراء الجزائرية بحثا عن لاعب موهوب، هو كلام للاستهلاك فقط، فجواز سفر أي لاعب في العالم، هو أولا النادي الذي يلعب له والدوري الذي ينتمي إليه مع استثناءات قليلة جدا. سيجد جمال بلماضي بعض الأسماء التي تألقت ولكن في دوريات ربما تجعله يفكر مليا قبل دعوتها، ومنها يوسف بلايلي الذي يبلي بلاء حسنا مع الترجي التونسي وضمن رفقته التأهل لربع نهائي رابطة الأبطال الإفريقية التي يحلم بها بعد أن أضاعها مع ناديه السابق اتحاد العاصمة، وربما مشكلة بلايلي مع الخضر أنه رفض الصبر على مقاعد الاحتياط مع ديجون الفرنسي وفضل اللعب كأساسي في تونس، وواضح بأن جمال بلماضي لن يبحث كثيرا، فالأسماء موجودة، حيث سيجد أمامه كوكتيل من اللاعبين ومن الدوريات مع فارق بسيط في مدة المشاركة، ففي إيطاليا ينشط أربعة لاعبين أسعدهم مع بداية الموسم هو محمد فارس الذي أدى مباراة حماسية وحاسمة في افتتاح الدوري الإيطالي، وقاد ناديه سبال، لفوز في بولونيا بهدف نظيف، وهو من آمال الكرة الجزائرية إذ لا يزيد عمره عن ال22 ربيعا، ويكبر مواطنه آدم وناس الذي يلعب في نفس الدوري مع نابولي بسنة واحدة ولكن الفارق يكمن في ان آدم وناس ما زال يحلم بمكان أساسي مع فريق نابولي الذي يضم أجنحة من الطراز الرفيع ومنهم مارتينس وأنسيني وكاليخون، ويكبر لاعب إمبولي بن ناصر بسنتين، وسينسى بلماضي، بعض الوقت فوزي غلام المصاب، ويقدّم الدوري الألماني لاعبين ينتميان لناديين معنيين برابطة أبطال أوربا وهما نبيل بن طالب وإسحاق بلفضيل، ولن يجد في الدوري الإنجليزي الممتاز غير رياض محرز، مع رفيقين يلعبان في فريق واحد نوتينغهام فوريست وهما قديورة وسوداني، ولأول مرة منذ سنوات لا يقدم الدوري البلجيكي أي لاعب سيعتمد عليه بلماضي عكس الدوري الفرنسي الذي بإمكانه أن يرفع عدد المدعمين للخضر إلى ثلاثة وهم زفان وبن سبعيني من ران وعطال من نيس، وعلى عكس المأمول فإن وجه جمال بلماضي لن يُولّى شطر الدوري الإسباني إلا لمتابعة ماندي وبودبوز من فريق بيتيس إشبيليا. ويبقى الدوريان البرتغالي والتركي إضافة إلى الدوري الروسي، مصدرا لتطعيم التشكيلة التي سيعتمد عليها جمال بلماضي، المجبر على عدم إسقاط من حساباته الدوري السعودي يلعب فيه حارس المرمى الأول رايس مبولحي، ودوري قطري سيمدّه بقلب الهجوم بغداد بونجاح، ودوري جزائري نجح به في بعض الأحيان بعض المدربين ومنهم خاليلوزيتش، أو على الأقل لملء مقعد الاحتياط بحارس أو حارسين لخلافة مبولحي في حالة أي طارئ، من دون نسيان الدوري الكندي حيث يتواجد اللاعب سفير تايدر. الجديد الذي قد يفيد المدرب الوطني الجديد، هو تواجد لاعبين في فريق واحد، في إسبانيا وأيضا في إنجلترا، حيث سيتحقق الانسجام بسهولة بين عدلان قديورة وهلال سوداني من نوتنغهام فوريست من جهة، والانسجام بين رياض بودبوز وعيسى ماندي من بيتيس إشبيليا من جهة أخرى، يحدث هذا على بعد أيام من أول مواجهة يخوضها جمال بلماضي على رأس المنتخب الوطني الجزائري، وتكمن صعوبتها في كونها تدور في قلب إفريقيا، وجمال بلماضي بالرغم من أنه لعب للخضر إلا أن تجربته في القارة السمراء كلاعب معدومة، فما بالك فمدرب.