أدت الأمطار الطوفانية الغزيرة التي هطلت، زوال الثلاثاء، على ولاية ورقلة لمدة ساعة من الزمن إلى غرق الأحياء والشوارع، مع تسجيل خسائر في الممتلكات والأثاث والمركبات التي غمرتها المياه، ولحسن الحظ لم تسجل أي خسائر في الأرواح، بينما اضطر الوالي ورؤساء البلديات والدوائر للخروج إلى الشارع قصد الوقوف على الكارثة، التي لم تشهدها المنطقة منذ الاستقلال. تسبب انعدام مشاعب تصريف مياه الأمطار، في عدة نقاط بورقلة، إلى تجمع المياه بغزارة، حيث تحولت أحياء المنطقة وشوارعها، إلى مسابح مفتوحة، ليجد المواطنون أنفسهم محاصرين داخل بيوتهم، وعاجزين عن إخراج المياه الكثيرة التي غمرت منازلهم، حيث تجاوز ارتفاعها المتر على سطح الأرض، فيما عجز أصحاب السيارات أيضا، عن التنقل بها خوفا من الغرق، والسقوط في الحفر المنتشرة في طرقات الولاية المنكوبة، كما حدث مع سائق شاحنة في سوق الحجر، وعدد من السيارات بمنطقة الخفجي التي غمرتها المياه بالكامل، بينما تم إجلاء عدد من السكان بذات الحي. تحولت الأمطار التي استبشر بها السكان خيرا في بداية سقوطها، إلى مأساة حقيقية بكل تفاصيلها، خصوصا الطبقة الهشة من السكان، التي تقطن في بيوت طينية وجبسية، كسكان حي سكرة والقصر وبوعامر والشط، الذين أمضوا أوقاتا عصيبة في مواجهة الأمطار غير المتوقعة في هذا الظرف بالذات، حيث فتحت عدة قطاعات في مدينة ورقلة الكثير من الورشات، كورشات الصرف الصحي، التي زادت من تعقيد الوضع، وكذا تشبع القنوات الرئيسية للصرف الصحي. تسبب الهطول الكبير للأمطار إلى نزيف حاد في فوهات الصرف الصحي، حيث تسببت الانسدادات الحاصلة فيها، وكذا الورشات المفتوحة في عدة جهات، إلى تدفق المياه المستعملة إلى الخارج واختلاطها بمياه الأمطار، ما أدى إلى تعكر المياه وانتشار الروائح الكريهة، إذ غزت مياه الأمطار البيوت والمحلات، كما حدث في سوق الحجر التجاري. من جهتها، مصالح الحماية المدنية تدخلت في عدة نقاط سوداء، بعد أن غرقت سكنات حي النصر في المياه، فيما تحولت أحياء غربوز ومخادمة وحي بوزيد وكذا وسط المدينة، وحتى المؤسسات إلى برك مائية كبيرة، فيما قامت ذات المصالح بالتعاون مع الشركات البترولية والديوان الوطني للتطهير بامتصاص المياه من هذه الأماكن بواسطة المضخات العائمة المخصصة بشطف المياه والشاحنات ذات الصهاريج، وتحويلها إلى أماكن أخرى أقل تضررا، في حين لم تسجل أي خسائر بشرية. وناشد السكان السلطات المحلية ضرورة التفكير في إنجاز مدن جديدة 50 كلم باتجاة ولاية غرداية، كون هذا الموقع الأكثر ارتفاعا، تجنبا كوارث محتملة كهذه.