على غير عادة البوندسليغا، وفي أسبوعها السادس، فقد بايرن ميونيخ مقعده الأول لصالح العائد بقوة بوريسيا دورتموند، حيث خسر لأول مرة في برلين أمام هيرتا بهدفين نظيفين، وكان في المباراة التي سبقتها قد سقط على أرضه بهدف مقابل واحد أمام الفريق المتواضع أوغسبورغ، ليجد بايرن ميونيخ نفسه في المركز الثاني رفقة هيرتا برلين، متخلفا عن بوريسيا دورتموند بفارق نقطة واحدة. المتمعن في تشكيلة المدرب كوفاكس، يلاحظ الاعتماد هذا الموسم بشكل دائم على لاعبين بلغوا من العمر مشارف الاعتزال، ويتم الاعتماد عليهما في التنشيط الهجومي، وهما الجناح الأيمن الفرنسي فرانك ريبيري الذي سيبلغ في أفريل القادم، 37 سنة، وهو لاعب استغنى عنه المنتخب الفرنسي منذ سنوات، وكان خارج تعداد الديكة المتوجين بكأس العالم الأخيرة، ومازال قطعة أساسية بالنسبة إلى بايرن ميونيخ الذي يلعب على ثلاث جبهات في منتهى الصعوبة وهما رابطة أبطال أوربا هدف الفريق الدائم، ولقب البوندسليغا وكأس ألمانيا التي تهتم بها الأندية الألمانية عكس معظم أندية بقية الدوريات الأوروبية الكبرى، إضافة إلى اللاعب الهولندي روبن الذي سيبلغ 35 سنة في جانفي القادم، وهو أيضا لاعب استغنت عه النخبة الهولندية وبقي يُوظف كأساسي في النادي البافاري، وحتى بقية اللاعبين تقدموا في السن مثل أسمر المنتخب الألماني بواتينغ صاحب الثلاثين سنة والمهاجم الألماني مولر صاحب ال 29 سنة، وقد بدا بايرن ميونيخ ثقيلا جدا في ملاقاته لهيرتا برلين، وظهر الكولومبي خاميس رودريغيز والإسباني تياغوألكانتارا وآلابا يتحركون ببطء، وكأن الفريق يلعب في آخر أسابيع الموسم الكروي، وأكثر المناصرين تفاؤلا لا ينتظرون الكثير هذا الموسم من فريقهم بايرن ميونيخ. من حسن حظ بايرن ميونيخ أن مجموعته في رابطة أبطال أوربا في متناوله، خاصة أنه حقق في المباراة الأولى فوزا خارج الديار في بنفيكا، وسيستقبل هذا الثلاثاء نادي أجاكس الهولندي، في مقابلة تاريخية بين ناديين كانا يصنعان ربيع الكرة الأوروبية في منتصف سبعينيات القرن الماضي، عندما كانا يمثلان معا منتخبي ألمانيا الغربية وهولندا اللذين لعبا الدور النهائي من كأس العالم لسنة 1974، وقيل حينها بأن نهائي المونديال كان بين أجاكس الراحل كرويف وبايرن ميونيخ القيصر بيكنباور. ست جولات أدخلت الشك في قلوب الملايين من أنصار بايرن ميونيخ ووضعت لقب الدوري الألماني في المزاد، حيث طمع فيه هذا الموسم بوريسيا دورتموند وبوريسيا مونشن غلاد باخ وهيرتا برلين، وهو لقب حصده بايرن ميونيخ على مدار تاريخه 28 مرة إضافة إلى 18 لقبا في الكأس وخمسة ألقاب لرابطة أبطال أوروبا. السنوات الأخيرة قتلت الدوري الألماني، وجعلته عبارة عن عزف منفرد من النادي الأحمر، الذي يبدأ سيطرته على الدوري منذ أولى الجولات، وما إن ينتصف الدوري حتى يكون بايرن ميونيخ قد بصم على التتويج بجعل الفارق متسعا جدا، وتتصارع بقية الأندية على المركز الثاني وفي سبيل الوجود في رابطة أبطال أوربا التي منحت لألمانيا أربعة مقاعد أو أوروبا ليغ كما حدث الموسم الماضي، حين أفرزت البودسليغا وصيفا يدعى شالك، وصاحب مركز ثالث هو هوفنهايم الذي يشارك في رابطة أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه. مازال بايرن ميونيخ بالرغم من الأموال المتوفرة له وتاريخه الطويل وانتمائه إلى أمة كروية كبيرة هي ألمانيا، بعيدا عن الانتدابات والصفقات الكبرى، فهو أبعد الأندية المطاردة للنجوم، ولم يسع لخطف المتألقين مثل البلجيكي هازار والمصري محمد صلاح، وطموحاته لا تزيد عن انتداب لاعبين لم يجدوا مكانا قارا في أنديتهم مثل القادم من ريال مدريد رودريغاز، وألكانتارا القادم من برشلونة، ولكنه يستطيع جرّ لاعبيه إلى الاستقرار والبقاء مدة زمنية طويلة كما كان الشأن مع روبن وريبيري، ولا يغادر من النجوم إلا القليل. ب. ع