خلال الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا التي جرت سهرة الثلاثاء، سجل المهاجم الجزائري إسحاق بلفضيل أسرع هدف، وأول هدف أيضا في أرض هوفنهايم في تاريخ هذا النادي، الذي يلعب لأول مرة هذه المنافسة الأوروبية القوية. إسحاق بلفضيل لعب طوال أطوار المباراة وتمكن في الثانية الرابعة والأربعين من تسلم كرة من زميله بالقدم اليمنى منطلقا نحو مرمى مانشستر سيتي ومسكنا إياها بالقدم اليسرى وسط فرحة هستيرية لأنصار هوفنهايم الذين لم يحلموا بمزاحمة بايرن ميونيخ وبوريسيا دورتموند في البوندسليغا، وفعلوها، ولم يحلموا بملاقاة مانشستر سيتي وفعلوها، وأكثر من ذلك سجلوا هدفا من قدم إسحاق بلفوضيل. إلى غاية الجولة ما قبل الأخيرة من الدوري الألماني لم يكن بلفضيل قطعة أساسية في تشكيلة المدرب الألماني الشاب ناجيلسمان، ولكن إقحامه في مباراة هانوفر كاحتياطي، قلب الأوضاع، عندما قام بلقطة رائعة من خلال مراوغة مدافع هانوفر وسجل هدفا بديعا نقله إلى المركز الأساسي، حيث سجل هدفا هو الأول في حياته في هذه المنافسة القوية بعد أن لعب أوروبا ليغ مع ناديه السابق ستاندار دولياج وأيضا مع ليون عندما كان دون سن العشرين. يعتبر إسحاق بلفضيل من أكثر اللاعبين الجزائريين الرحالة، حيث بدأ مشواره الاحترافي مع ليون سنة 2009، كان حينها في السابعة عشر ربيعا، وبقي مع ليون إلى أن أحسّ بالتهميش فقرر مغادرة فرنسا وحط رحاله وهو في التاسعة عشر ربيعا في نادي بولونيا الإيطالي، لينتقل إلى بارما، وفاجأ عالم الكرة وهو في الواحدة والعشرين عندما انتقل إلى ميلانو وتقمص ألوان الإنتير، ولكن صبره نفد بسرعة بحثا عن مكان أساسي، فقرر التنقل إلى ليفورنو، ثم عاد إلى بارما حبه الأول، ولكن الحب تبخر عندما عوقب النادي وسقط إلى الدرجة الثانية، فقرر اللاعب تأمين حياته المادية بالانتقال لموسم واحد إلى الإمارات العربية المتحدة فلعب لفريقها بني ياس. وعندما ظن الجميع بأن إسحاق بلفضيل قد أبرم عقدا مع المال، طار مرة أخرى إلى أوروبا وتقمص ألوان أحد أشهر أندية بلجيكا وهو ستاندار دو لياج، الذي أعاده إلى الأضواء لموسمين، لعب فيهما منافسة أوروبا ليغ، لينتقل إلى دوري آخر من خلال لعبه لفيرديربريمي الألماني، قبل أن يستقر مع نادي هوفنهايم الذي سمح له بالمشاركة في منافسة هي حلم كل اللاعبين الذين يلعبون في أوروبا، حيث لعب أول مباراة في حياته في هذه المنافسة سهرة الثلاثاء وسجل فيها هدفا بالرغم من خسارة فريقه أمام رفقاء محرز مانشستر سيتي بهدفين مقابل واحد. ولد إسحاق بلفضيل في الثاني عشر من جانفي سنة 1992 في مدينة مستغانم، وفي سن الطفولة هاجرت عائلته إلى فرنسا، وانضم لمدرسة ليون التي ضمت عددا من أبناء المهاجرين ومن بينهم مهدي زفان ورشيد غزال ونبيل فقير وحسام عوار، ولكن مزاجه الخاص، أبعده عن الاستقرار فكان لا يبقى أكثر من موسمين في كل فريق يطلب خدماته، ولم يسجل في الدوريات التي لعب فيها سوى 51 هدفا في حياته، وهو رقم مجهري بالنسبة للاعب ينشط في الهجوم، كما أن مختلف المدربين الذين تعاقبوا على الخضر، لم يقتنعوا بمستواه غير المستقر، ومنهم خليلوزيتش الذي أبعده عن التشكيلة التي سافرت إلى البرازيل وشاركت في كأس العالم. خلال مباراة هوفنهايم أمام مانشستر سيتي، خسر النادي الألماني بشرف بعد أن قاوم نجوم النادي الإنجليزي، ولكن بالنسبة للجزائريين ظهر اللاعب إسحاق بلفضيل في فورمة جيدة، وهو يستحق فرصة لإثبات ذاته مع المنتخب الجزائري في عهد جمال بلماضي، وقد أبدى اللاعب دائما التزامه مع الخضر، ولم يغضب ولم يقاطع بالرغم من أنه تعرض لبعض الظلم وكانت الفرص التي تقدم له ظالمة، وهي مجرد بضعة دقائق كاحتياطي فقط، فأفل نجمه، قبل أن يعود. ب. ع