منذ أن قاد المدرب جمال بلماضي سفينة المنتخب الجزائر، لم يستفد رفقاء تايدر من أي ركلة جزاء، ولا أحد يعلم اسم اللاعب الذي ستوكل إليه مهمة تنفيذ ضربة الجزاء في حالة الاستفادة منها حتى لا تحدث الواقعة المخجلة في زمن غوركوف عندما تصارع أمام أنظار الأنصار ولاعبي المنتخب الإثيوبي في البليدة، سليماني وبودبوز وكادا أن يتشاجرا من أجل تنفيذ ضربة جزاء. وعدم تحصل الخضر على ركلات جزاء في المباريات الأربع التي لعبها جمال بلماضي هو أمر سيئ، لأن المنتخب الجزائري يمتلك لاعبين تقنيين ومراوغين مثل بونجاح ومحرز وبراهيمي وعطال من المفروض بمراوغاتهم يحصلون على الخطإ في منطقة العمليات. اللاعب الوحيد الناشط في أوربا الذي ينفذ باستمرار ضربات الجزاء هو نبيل بن طالب، الذي نفذ أربع ضربات سجلها جميعا، واحدة منها في مرمى بورتو في رابطة أبطال أوربا وثلاث في الدوري الألماني، كان آخرها مساء السبت في الدوري الألماني في مرمى هوفنهايم، وقد اختص بن طالب منذ بداية الموسم الماضي في تنفيذ ضربات الجزاء، ولم يحدث أن فشل فيها، وتختلف طريقة تنفيذ بن طالب لضربات الجزاء التي يستعمل فيها قدمه اليسرى، فهو مرة يُرسل قذيفة جوية قوية وأحيانا يضعها في الزاوية أرضا بهدوء، وواضح أن رياض محرز لن يُدرج اسمه ضمن منفذي ضربات الجزاء، بعد أن بيّنت الإحصائيات أن نسبة نجاحه لا تتعدى أربعين بالمائة، والضربة التي ضيّعها مع مانشستر سيتي في مباراة ليفربول قد تكون الأخيرة له، حيث منح عبرها نقطة هدية للمنافس ليفربول وحرم فريقه من نقطتين. ويعتبر رياض بودبوز أحسن اختصاصي في تنفيذ ركلات الجزاء ليس في الجزائر فقط وإنما حتى في أوروبا باعتراف الفرنسيين الذين يعتبرونه من أحسن الاختصاصيين الذين أنجبتهم المدرسة الكروية الفرنسية، ولكن منذ أن غادر رياض بودبوز الدوري الفرنسي، أغلق الباب في وجهه، وحتى عندما استفاد ريال بيتيس في منافسة الكأس من ضربة جزاء، لم تمنح له في غياب أحسن لاعبي النادي الأندلسي، ففقد حسّه في التنفيذ وزاد إبعاده لأسباب تكتيكية انقطاعه عن التنفيذ. ويعتبر فوزي غولام من أحسن اللاعبين الذي حملوا الألوان الوطنية ممن ينفذون ضربات الجزاء بدقة متناهية وقوة، ولكن غياب فوزي عن المنافسة منذ أكثر من 14 شهرا أفقده التركيز، وسيجد صعوبة في العودة في اللعب فما بالك في التسجيل، ونفذ فوزي غولام ركلتين مع الخضر بنجاح، أما مع نابولي فقد كان الاختصاصي في التنفيذ هيغوايين والآن إينسيني، وكل الركلات التي نفذها غولام، كانت في سلسلة الركلات خلال منافسة الكأس وسجلها جميعا ومنها ركلة في مرمى الحارس الأسطورة بوفون الذي ارتمى في الجهة المعاكسة لكرة غولام. ونجح أيضا إسلام سليماني في تنفيذ ضربات الجزاء سواء مع سبورتينغ لشبونة وحتى مع ليستر سيتي كما نفذ عددا من الركلات مع الخضر، ولكن عقمه هذا الموسم عن التهديف حرمه من تنفيذ ركلتين استفاد منهما فريقه التركي فينارباخشي وهو على أرضية الميدان ومنحتا للاعب آخر. ولن يجد نبيل بن طالب من منافس قد يقترحه جمال بلماضي، غير بغداد بونجاح الذي سجل إلى حد الآن تسع ركلات جزاء بعضها في الدوري القطري والبقية في رابطة أبطال آسيا. لم يمتلك المنتخب الجزائري في تاريخه مختصا متميزا في تنفيذ ضربات الجزاء، بالرغم من أن عصاد كان أحسنهم، فقد أضاع ماجر ركلة في أمم إفريقيا 1982 أمام زامبيا، وأضاع قندوز ركلة في أمم إفريقيا 1984 أمام الكامرون، ولم يكن الخضر في الزمن الذهبي في ثمانينيات القرن الماضي يستفيدون كثيرا من ركلات الجزاء، وفي تاريخ المشاركات الجزائرية في منافسة كأس العالم الأربع لعبوا 13 مباراة ولم يحصلوا إلا على ركلة واحدة، في مونديال البرازيل 2014 حصل عليها سفيان فيغولي ونفذها بنفسه وسجلها بالرغم من أنه ليس اختصاصيا فيها لا مع الخضر ولا مع ناديه فالنسيا في ذلك الوقت، كما سُجّل على الخضر هدف واحد من ضربة جزاء أمام شيلي في مونديال إسبانيا 1982. ب.ع