تحوّلت قاعة الجنح بمحكمة باب الوادي، الثلاثاء، إلى فضاء للصراخ وبكاء النسوة، اثر إصدار القاضي أمرا بحبس الصحفي عدلان ملاح وتحويله إلى المؤسسة العقابية بالحراش، حيث أغمي على زوجته، مما استدعى تدخل شرطيات لإسعافها، وأجهشت الكثير من الحاضرات في الجلسة بالبكاء بعد أن نطق عدلان بأعلى صوته "انه قرار سياسي"(..)، ورددت هؤلاء "إنه مظلوم.. إنه مظلوم". وأكد، الأربعاء ، المحامي حسان براهمي، في اتصال ب"الشروق" أن حالة موكله الصحية سيئة، مما يستدعي النظر في التشخيص الصحي الأيام القليلة القادمة، مشيرا إلى أن قضية الصحفي عدلان ملاح أصبحت محل اهتمام منظمات حقوق الإنسان، حيث اتصل عدد من المحامين الجزائريين بهيئة دفاعه، للانضمام إليها، وإن اتصال أصحاب الجبة السوداء متواصل، حيث ينتظر وصول عددهم إلى ما يفوق ال20 محاميا. وستكون جلسة محاكمة مدير موقع "دزاير براس" يوم 18 ديسمبر الجاري، متزامنة مع وقفة تضامنية لبعض الجمعيات الحقوقية، ومرافعة كتلة المحامين المتعاطفين معه، ليصبح هذا اليوم "تاريخا لليوم الوطني لحقوق الجزائريين". من جهته، قال المحامي نور الدين بن يسعد، رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن تهمة التجمهر التي وجهت إلى عدلان، كانت بناء على "السلطة التقديرية للقاضي"، التي أمرت بحبسه، رغم انه كان يغطي الوقفة التضامنية لبعض الفنانين أمام مسرح باشطارزي بالجزائر الوسطي، لمساندة رضا سيتي 16، كما أن العناصر القانونية، حسبه، للتجمهر، غير متوفرة. "مراسلون بلا حدود" تطالب بالإفراج الفوري عن ملاح دعت منظمة "مراسلون بلا حدود" في بيان لها، إلى "الإفراج الفوري" عن الصحفي عدلان ملاح، مدير موقع "دزاير براس"، وأدانت ما أسمته "المضايقات القضائية التي تعرض لها". وذكّرت المنظمة إن عدلان ملاح، "اعتقل مساء يوم 9 ديسمبر 2018، أثناء مشاركته أمام المسرح الوطني في الجزائر العاصمة في احتجاجات لدعم المغني رضا سيتي 16، المتواجد رهن الحجز منذ أكتوبر الماضي". وتقول منظمات غير حكومية إن هذا الصحفي هو الوحيد الذي تم القبض عليه بين عدد من زملائه الذين كانوا حاضرين في الوقفة التضامنية مع رضا "سيتي 16".