فجّر فوز الجزائرية خديجة بن حمّو من ولاية أدرار جنوب البلاد بلقب ملكة جمال الجزائر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أمطرها روّادها بالانتقادات والسخرية اللاذعة وحجتهم أنها بعيدة جدا عن مقاييس الجمال وأنها ليست أهلا لتمثل جميلات الجزائر، حيث وجد أغلب الجزائريين أن الخيار كان صادما لهم، في حين رحب آخرون بهذا الخيار ودافعوا عنه متهمين المنتقدين بالعنصرية… الجدل المثار بشأن استحقاق بن حمو خديجة وأهليتها بلقب جميلة الجزائر فاق حدود الوطن وامتد إلى دول عربية وغربية تساءلت إن كان فعلا هذا هو الجمال الجزائري وما هي مقاييس الاختيار، ومنها من تخندق في معسكر "العنصرية" موجهين النقاش نحو كون الفائزة من الجنوبالجزائري. شائعة جعفري.. لا بد من تكييف مسابقات الجمال مع مجتمعنا المحافظ وفي السياق أوضحت شائعة جعفري رئيسة المرصد الجزائري للمرأة أن الحديث عن الجمال لا يجب أن يقتصر على جمال الجسد بل يجب أن يتمحور بالأساس على جمال الفكر والإبداع والأخلاق. جعفري بدت من حديثها متحفظة نوعا ما على هذا النوع من المسابقات الجمالية، غير أنها أكدت في تصريحها على ضرورة تكييفها مع واقعنا الإسلامي والعربي المحافظ وإن كان لزاما علينا تقول جعفري تبني هذه المسابقات فعلينا إدراج معايير أخرى جديدة، تجعل من ملكة الجمال حاملة لرسالة إنسانية ووطنية. وانتقدت جعفري واقع الحال لمسابقات الجمال التي تركز على مشية المشاركات وتغنجهن ودلالهن، وعن فوز بن حمو قالت المتحدثة إنه تبين لها من خلال متابعتها في الإجابة عن الأسئلة المطروحة عليها تواضع مستواها وعدم إلمامها واطلاعها بكثير من الجوانب وهو ما تجلى من خلال الإجابات "الهزيلة". وأضافت جعفري أن "ما يتغنى به المنظمون من مستوى ثقافي للمشاركات لا يعدو حبرا على ورق والمضمون بعيد تماما، فلا يجب أن نسوّق فقط لجسد الفتاة حتى وإن فرض علينا التماشي مع هذا الواقع علينا تكييفه". نورية حفصي.. الاختيار صائب ويعكس جانبا من جمال المرأة في الجنوب أكّدت نورية حفصي رئيسة الاتحاد العام للنساء الجزائريات في تصريح خصت به "الشروق" أن الجمال نسبي ولكل نظرته وحكمه، مباركة اختيار لجنة التحكيم المختصة التي رأت أنّ المتوجة تتوفر فيها كل المقاييس العالمية فأهلتها بجدارة لنيل اللقب. وأضافت حفصي: "شخصيا أعجبتني الفتاة المتوجة وأجد أن الاختيار كان صائبا وأنها تعكس جانبا من جمال المرأة في الجنوب". واستطردت حفصي التي دافعت عن خيار لجنة التحكيم "أن الاختيار كان من بين المتاح من الفتيات اللواتي تقدمن للمسابقة وهو لا يعني أن هذا هو زبدة جمال المرأة في الجنوب أو في الجزائر بشكل عام". ودعت حفصي إلى التقليل من حدة الانتقادات اللاذعة التي اعتبرتها في غير محلها وأنها تصب في خانة العنصرية ولا تليق بالمجتمع الجزائري. بنت الصحراء تلهب مواقع التواصل الاجتماعي ألهبت بنت الصحراء السمراء خديجة بن حمو موقع الفايسبوك وتويتر بصور رآها الأغلبية قبيحة للغاية وتليق بمسابقة لملكة جمال "القبح" وليس الجمال" فيما اكتفى آخرون بالقول لله في خلقه شؤون وكل شيء في بلادنا معوّج.. وورد في أحد التعاليق على الفيسبوك "هادي ميس ولا خميس ولا شجره تاع بخسيس ولا تورنوفيس".. وقال آخر "حتى في الجمال فاشلون" فيما أرجع بعض المحللين الفايسبوكيين الاختيار إلى كونه فقاعة لتسلية الشعب وشغله عن أمور أهم تحاك في دوائر السلطة ورجّح البعض أن يكون الاختيار دفعا لنساء الجنوب إلى التجرد من محافظتهن على الأصول والتقاليد والانضمام إلى سرب الحداثة "المقيتة". وراح البعض ينشر صورا مقارنة لملكات جمال مغاربيات وعربيات، فيما وجد آخرون أن بائعات خضر ومنظفات ومتسولات في دول أخرى أجمل من ملكة الجزائر مرفقين صورهم بتعاليق ساخرة متهكمة. وردا على هذا المعسكر أفحم بعض العقال من رواد تلك المواقع المنتقدين بالتذكير بآيات الله تعالي في عدم السخرية من الآخرين وعدم ذم خلق الله وفضل البشر في ما بينهم. مواقع إعلامية عربية تتناقل الجدل بخصوص ملكة الجمال تناقلت العديد من المواقع العربية خبر تتويج ملكة جمال الجزائر والجدل الذي أثارته في بلادنا كما تناولت السخرية اللاذعة التي تعرضت لها المتوجة باللقب بين من صنفها في خانة العنصرية ومن صنفها في خانة البدائية والكلاسيكية، حيث رأى البعض أنّ الاختيار لم يكن صائبا وأن المتوجة ليست جميلة بالقدر الذي يؤهلها لأن تكون ملكة لجمال الجزائر.. وعادت تلك المواقع الإخبارية إلى تصريحات الفائزة باللقب وسرورها بتتويجها كما وقفت على توضيحاتها وردها على الانتقادات الموجهة إليها. خديجة تدافع عن نفسها وتبرر اختيارها لم تنتظر ملكة جمال الجزائر للعام 2019 طويلا للرد على خصومها ومنتقديها موضحة أن معايير اختيارها هي "ثقافتها وابتسامتها وأعمالها الخيرية، وعاداتها وتقاليدها"، وهي معايير انقسمت حولها مواقع التواصل، التي رأت أنّه حتى المستوى الثقافي للفائزة متواضع جدا. بن حمو قالت إن فوزها من بين 16 متسابقة لم يكن بالسهل أو الهيّن وإنّما جاء ثمرة لعمل وتدريب شاقين، معتبرة إياه فوزا لمنطقة الجنوب بأكملها. ملكة جمال الجزائر تثير الشأن المحلي بأدرار تباينت آراء المجتمع التواتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، إثر تتويج ومنح لقب ملكة الجزائر لابنة ولاية أدرار عائشة بن حمو. منهم من ربطها بالتحضر والرقي، باعتبارها ابنة الجزائر من حقها المنافسة، شأنها شأن بنات الجزائر المشاركات، في حين أصيب آخرون بصدمة واعتبروها دعوة إلى الانسلاخ والقضاء على الحياء والاحتشام وانتزاع الحرمة من المجتمع المحافظ. لطالما كانت ولاية أدرار مضرب المثل في الأخلاق ونشر تعاليم الدين الإسلامي، وبلد العلم والعلماء، وهي تمد مختلف ولايات الوطن بالأئمة ومعلمين القرآن، وتحتوي على خزان هام من الزوايا وحفظة كتاب الله، هاهي اليوم يضاف لها لقب آخر من الألقاب. ويرى مختصون في علم الاجتماع أن العائلات التواتية المحافظة، في وقت قريب كانت ضد تعليم الفتاة، وتمنع بناتها المتحصلين على شهادة البكالوريا من مزاولة دراستهن في مختلف جامعات الوطن خوفا عليهن، إلى أن تيسرت الأمور وتحصلت أدرار على جامعة إفريقية يضاهي فيها تعداد الطالبات ثلاثة أضعاف عدد الذكور بنسبة تقدر ب 80 بالمائة. كما أن العالم اليوم تغير، والواقع يختلف عن الماضي، ما ينجر عنه تغيير في نمط التفكير، بسبب تعدد الوسائط والوسائل الإعلامية، وأصبحت الحضارات متقاربة، وتحول العالم إلى قرية أو غرفة صغيرة، تتبادل فيها الأفكار وتتأثر بموجبها الأفراد.. واقع حتمي لا مفر منه مهما طال الزمن. مشاركة ابنة ولاية أدرار بغض النظر عما يقال من مساع لإخراج هذا المجتمع المحافظ إلى المكشوف، وأن التتويج مقصود، لكن ذلك لن يؤثر على المرأة بالمنطقة، المرأة المجاهدة المكافحة والصابرة التي رغم الظروف المعيشية الصعبة، استطاعت أن تنجب رجالا من أمثال الشيخ بلكبير والشيخ باي بلعالم… وغيرهم كثير وهذا فخر ولقب لا يضاهيه لقب.