أبان الفارق الكبير، في المستوى الفني، الذي ظهر بين شباب قسنطينة والترجي التونسي، في مباراة سهرة السبت، بأن الكرة الجزائرية فعلا مريضة، فمن غير المعقول أن لا نجد ضمن ال 16 فريقا في القارة السمراء من المتأهلين للدور الربع النهائي من رابطة الأبطال وكأس الكونفدرالية غير فريق واحد، وهو على طريق الوداع والخروج من المنافسة. والقول بأن الكرة الإفريقية تطوّرت بشكل كبير، مرفوض تماما لأن الفرق المغربية والتونسية وبدرجة أقل المصرية تصول وتجول وتفوز على هذه الفرق وتفوز بالألقاب في كل موسم، فالنصرية مثلا تحدث لاعبوها بعد هزيمتهم في دور المجموعات في كينيا أمام غورماهيا، عن الظروف المناخية السيئة وما شابه ذلك من المبررات من تحكيم ورطوبة، بينما فاز أول أمس فريق نهضة بركان المغربي وبسهولة بهدفين نظيفين على فريق غورماهيا في نفس الأرضية التي خسرت فيها النصرية وبسهولة.فبرغم الأموال الطائلة التي تنفقها الفرق الجزائرية على لاعبيها من المال العام، إلا أنها تعجز عن اللعب في منافستين على لقبين دفعة واحدة، فكل فريق جزائري معني بالمنافسة القارية تجده خارج السرب محليا، بينما نرى الأهلي المصري المتأهل للربع النهائي من رابطة أبطال إفريقيا أو الزمالك المتأهل لنفس الدور من كأس الكونفدرالية يتنافسان وبقوة على لقب البطولة في مصر، كما أن الترجي التونسي الذي سيطر وفاز على شباب قسنطينة في عقر داره، يتواجد في مقدمة ترتيب الدوري التونسي، ويسيطر الوداد البيضاوي على الدوري المغربي ومرشح أيضا لبلوغ نصف نهائي رابطة الأبطال وربما التتويج باللقب، بعد أن أقصي الموسم الماضي من ربع نهائي المنافسة أمام وفاق سطيف، ولكنه عاد هذا الموسم لذات المسابقة وبقوة، وغابت سطيف. وعدم مشاركة نفس الفريق في نفس المنافسة باستمرار، هو الذي يجعل الأندية الجزائرية تخرج من الأدوار الأولى وأحيانا أمام أندية تنتمي لبلدان لا تقاليد لها في كرة القدم، والذي يقول بأن شباب قسنطينة لا يمتلك الخبرة وسيكون أقوى مستقبلا لو شارك مرة أخرى، له الحق في الشطر الأول، لأن رفقاء بن عيادة لم يسبق لهم المشاركة إفريقيا، ولكنهم قد لا يشاركون مرة أخرى بعد أن يتقدم بهم العمر، لأنهم حاليا غير مؤهلين لبلوغ إحدى المرتبتين الأولى أو الثانية من البطولة الجزائرية، وعندما يعود السنافير للفوز باللقب المحلي، ستكون تركيبته البشرية من اللاعبين مختلفة وسيشارك أيضا بلاعبين جدد من ناقصي الخبرة، وقد لاحظنا ذلك في مباراة الشباب أمام الترجي التونسي إذ أن غالبية لاعبي الترجي سبق لهم التتويج باللقب القاري ولعبوا بخبرة في الأقدام، وتاه لاعبو الشباب فوق أرضية الميدان. غالبية لاعبي الأهلي المصري لعبوا نهائي رابطة الأبطال السابق أمام الترجي التونسي والذي قبله أمام الوداد البيضاوي، وقد يفعلوها أمام ممثل جنوب إفريقيا ويقلبوا عليه الطاولة بالرغم من الخماسية التي تجرعوها في لقاء الذهاب، وهذا بفضل الخبرة الكبيرة التي يمتلكها الفريق بلاعبيه، وغالبية لاعبي الوداد البيضاوي من الذين خسروا في ربع نهائي رابطة الأبطال الموسم الماضي أمام وفاق سطيف هم المشاركين حاليا، بينما لاعبو الشباب القسنطيني لا تاريخ إفريقي لهم ولن يكون أيضا للاعبي الفرق التي ستمثل الجزائر في النسخة القادمة سواء في رابطة أبطال إفريقيا أو في كأس الكونفدرالية، لأن الفرق الجزائرية لا تجهز نفسها للعب على كل الجبهات ولا تتقن تدوير التشكيلة التي بحوزتها ولا تقي لاعبيها من الإصابات. قد يكون رئيس الإتحاد السابق السيد محمد روراوة على حق، عندما نصح الأندية الجزائرية، بأن لا تشارك قاريا من أجل المشاركة فقط وتضييع الوقت والمال، فما صرفته الأندية الجزائرية الأربعة هذا الموسم، من بلعباس وقسنطينة والساورة والنصرية في المنافسة القارية وما صرفته الأندية التي تشارك منذ 1968 في منافسات الأندية الإفريقية، وما فازت به من ألقاب قليلة، هو تبذير وحرق للمال العام، إذا علمنا بأن كل نجوم الكرة في الجزائر هم من المكونين في المدارس الفرنسية، والمنتخب الجزائري لم يفز باللقب القاري في تاريخه سوى مرة واحدة عندما لُعبت الدورة في الجزائر وبثمانية منتخبات فقط. ب. ع