يشجع الأولياء أولادهم على تطوير هوايتهم، والميل باتجاه هوايات جديدة، لعلها تساعدهم على تنمية شخصياتهم، أو في حياتهم الدراسية والمهنية لاحقا، كممارسة الرياضة، أو مختلف الفنون الجميلة… وقد ظهر مؤخرا، بفعل القفزة التكنلوجية الحديثة، جيل جديد من الهوايات الإلكترونية، كألعاب الفيديو، أو التمايل والرقص أمام شاشة التيك توك، وعرض الملابس الجديدة، وحتى الجسم الرياضي أو المثير عبر أنستغرام وفايسبوك، فوجد كثير من الأولياء أنفسهم يصفقون لهوايات ومهارات أولادهم وبناتهم، بعيدا عن اعتبارات الدين والمجتمع. التدوين في الجزائر من هواية مراهقة إلى انحراف أغلب المدوّنات عبر الشبكة العنكبوتية في الجزائر، بمن في ذلك الناشطات على موقع يوتوب أو أنستغرام، هن فتيات، ينحدرن أساسا من بيئة شعبية محافظة، تأثرن في بادئ الأمر بمنشورات وفيديوهات البلوغرز الخليجيات، لاشتراكهن معهن في عنصر العروبة والدين وبعض العادات والضوابط الاجتماعية، فاخترن ترك الهوايات التقليدية، التي كانت تشغل فتيات جيلهن، كتعلم حرف الخياطة والطرز والحلاقة والحلويات، واخترن الدردشة مع جمهور عريض، مجهول الهوية، عبر كاميرا الهاتف أو الحاسوب المحمول.. وقد تمكّنّ من شراء كاميرات، أو تلقيهن إياها كهدايا من الأولياء، بعد تحقيقهن شعبية واسعة.. فبعض المدوّنات البارزات على الساحة اليوم، سرحن عبر حساباتهن، أو للإعلام، أنهن كن يقمن بتصوير فيديوهات في مراهقتهن، حول طرق وضع الحجاب أو عرض مشترياتهن من ملابس وإكسسوارات ومستحضرات العناية والتجميل، ثم يعرضنها على أوليائهن، قبل وضعها على الشبكة، وكن يلقين التشجيع والتحفيز للاستمرار.. ومع الوقت، تحول الأمر بهن إلى التخلي عن حجابهن واستبداله بغطاء رأس، يدعى “التوربن”، أو بقبعة صوفية، وبدأ نشاطهن يتوسع، حتى أصبحن يعرضن روتين استحمامهن، ويظهرن برداء الحمام، أمام ملايين المتتبعين والمتتبعات، ويعرضن تمايل أجسادهن الرشيقة المحصورة في ألبسة رياضية ضيقة، في قاعات الرياضة، من دون أن يشعرن بالحرج أو برقابة الأولياء، مادام الأمر قد تحول من هواية مراهقة إلى مصدر يدر الأموال والهدايا. نتيجة انبهار الأولياء بالتكنولوجيا! عن تفشي ظاهرة دعم الأولياء لبانتهم في الاستعراض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد الأخصائية الاجتماعية، الأستاذة كريمة رويبي، بأن السبب الرئيس وراء الظاهرة، هو انبهار جيل الآباء بتكنولوجيا الإنترنت، وبما تقدمه من شهرة واسعة في ظرف قصير عبر إمكانية الاحتكاك بجمهور عريض من مختلف بقاع الأرض، “يعتقد الأولياء أن مجرد نشر بناتهم لفديوهات، تلقى نسب مشاهدة عالية، سيصنع منهن نجمات وشخصيات جماهرية بارزة.. لذلك، لا يمانعون في دعمهن معنويا وماديا، من خلال توفير معدات التصوير، والسماح لهن بالتنقل بمفردهن إلى أماكن بعيدة، من أجل التدوين”.. وتشير الأستاذة كريمة رويبي إلى أن المجتمع الجزائري بات ينظر إلى هذه الظاهرة على أنها انفتاح، حتى إننا كثيرا ما نلاحظ ظهور الأولياء مع بناتهم في العديد من الفيديوهات، وهم يبدون فخرا واعتزازا بما تمارسه بناتهن. من جانب آخر، تقول الأخصائية: “يجب ألا نهمل احتمالية استغلال المدونات لجهل أوليائهن بالتعامل مع التكنولوجيات الحديثة واستعمال الإنترنت، فيجدن الفضاء واسعا للبروز دون قيود.. وهو ما يحدث اليوم، على موقع تيك توك وأنستغرام”. النجومية على حساب الأبناء ظهرت مؤخرا العديد من الحسابات على الأنستغرام، أصحابها من الأطفال، وبخاصة الفتيات، تتراوح أعمارهم ما بين خمس وخمس عشرة سنة، يسيرها أولياؤهم.. والغريب، أن عدد متابعي هذه الحسابات ينفجر متصاعدا بشكل قياسي، في ظرف وجيز جدا، على يوتوب، أنستغرام، أو تيك توك.. يبدأ الأمر بعرض حركات بهلوانية، أو أجساد شبه عارية، ثم يتحول الحساب سريعا إلى وسيلة للإشهار، وترويج مختلف المنتجات، مقابل عائدات مالية، وبعد شوط من الشهرة، يمكنك أن تلاحظ حسابات جديدة، تحمل عنوان أب أو أم مضاف إليه اسم الطفل المشهور، وتلقى هذه الأخيرة متابعة واسعة أيضا.