قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الكرم يماني والحكمة يمانية اللهم بارك لنا في يمننا.. وقالت العرب: لابد من صنعاء وان طال السفر.. والى صنعاء يشد الفرقاء الفلسطينيون رحالهم حيث الحكمة والكرم علهم يجدون في صنعاء ما يخرجهم من احترابهم المجنون، ولئن فشلوا في إعطاء الكعبة حرمتها في نفوسهم بعد أن نكثوا عن ميثاق الصلح الموقع بمكة المكرمة، وأداروا ظهورهم لاتفاقية قاهرة المعز بن عبد السلام..!! ما أطيبنا نحن أبناء هذه الأمة الذين تأخذهم العواطف النبيلة والأماني المقدسة، فننسحب من مشهد الواقع المعقد.. بل تصل السذاجة بنا حدها الأقصى عندما نتوقع أن مجرد قداسة المكان والكلمات المنمقة والابتسامات المتبادلة، بل والعناق سيغني عن طرد النوايا الشريرة المتمكنة في صدور القوم.. نقول هذا ونحن نسمع ونشاهد ونعيش العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني على ثلاث جبهات، إسرائيل تقتل وتعتقل وسلطة رام الله تعتقل وتطرد من الوظيف كل من له شبهة بحماس وسلطة حماس في غزة تعتقل وتحقق وتطارد كل من تتهمه بأنه نشيط فتحاوي.. وفي الخارج تستقبل عواصم الجوار والحساسيات السياسية تجاه الملف الفلسطيني الوفود الحمساوية والفتحاوية وكل منهما يفسر الدنيا حسب رؤيته ورغباته وبطعن في مقصد الآخر وتوجهه..ويجد أصحاب الأجندات فرصتهم في التوسط بين الطرفين وأمنية بعضهم إلا تحل المشكلات العالقة لكي يبقى له وجود وحضور إقليمي فيغري بعض الفلسطينيين ببعضهم.الآن يتوجه الفلسطينيون المتقاتلون إلى صنعاء استجابة لمبادرة يمنية تدعو للحوار المباشر للعودة إلى وحدة الموقف والكيان والصف والعودة عن تداعيات خطوة حماس العسكرية في غزة.. صحيح أنه ليس في اليمن مغريات كثيرة للطرفين فليس اليمن هو العراب لأمريكا في المنطقة، وهذه مشكلة بحد ذاتها، إذ أن الشك الأمريكي سيظل يتابع خطوات المبادرة اليمنية وقد يفشلها عن طريق امتداداته هنا أو هناك ثم أن اليمن ليس لديه مئات ملايين الدولارات كي يشكل بها ضغطا ماديا على هذا الفريق أو ذاك..وصحيح أن اليمن ليس دولة جوار ليمارس ضغوطه السياسية على أحد الطرفين..كل هذا صحيح إلا أن اليمن ليس له مصلحة في استمرار الأزمة الفلسطينية، كما يتعامل معها بعضهم الآخر.. وقد تكون كل الأسباب التي ذكرناها في محددات الموقف اليمني هي مركز قوته التي تجعله ينطلق من مصلحة الأمة والغيرة على فلسطين والعمل لما يزيح عن الشعب الفلسطيني هذه الغيمة الكئيبة. أجل لابد من صنعاء حيث ارومة العرب فهل تنتخي في الوفدين المتزعمين لحالة الاحتراب الفلسطيني بقية من دم العروبة فيتجاوزوا مصالحهم الشخصية والحزبية من أجل فلسطين والشعب..عساهم يمنحونا فرصة للتفاؤل.