خلال مقابلة الجولة الماضية من بطولة الدرجة الأولى الفرنسية، تمكّن اللاعب الجزائري الفرنسي المولد واللسان، فؤاد قدير، من تسجيل هدف في مرمى الحارس الفرنسي الدولي موندوندا لنادي مارسيليا، وأمام أنظار الملايين من الفرنسيين، الذين تابعوا اللقاء المتلفز، لأن أحد أطرافه هو نادي مارسيليا صاحب الريادة، سجد فؤاد شكرا لله، وانضم بذلك للعديد من نجوم الكرة الجزائرية، الذين ينشطون في أوربا وليس بالضرورة في فرنسا، خاصة أن زميله في الفريق الوطني، وهو أصغر لاعب، رياض بودبوز، قد قرر منذ العام الماضي، عندما سجل في مرمى مارسيليا أيضا، أن يجعل ردة فعله في حالة التسجيل هي السجود. وانتقلت الظاهرة الإيجابية إلى كل أوربا، وكبريات البطولات، مثل إسبانيا، بعد أن أصبح سفيان فيغولي، الذي سجل لحد الآن ثلاثة أهداف، يتبعهم جميعا بسجدة شكر في أقوى البطولات الكروية، رغم أنه لحد الآن لم يسجل ضد الكبيرين، ريال مدريد، وبرشلونة، وفعلها أيضا عدلان قديورة الذي يلعب لأحد أعرق وأشهر الأندية الإنجليزية نوتنغهام فورست. وكان قديورة قد سجد أول مرة في مباراة الخضر في غامبيا، بعد تسجيله لهدف رفضه بعد ذلك حكم المباراة، كما أن الوافد الجديد إسحاق بلفوضيل الذي سيدشن تواجده مع الخضر في اللقاء الودي ضد البوسنة، في شهر نوفمبر القادم، جلب الانتباه في اللقاء الأخير لناديه بارما، عندما تم إقحامه في بداية الشوط الثاني أمام العملاق آسي ميلانو، عندما قرأ فاتحة الكتاب قبل اقتحامه أرضية الميدان، وكل هؤلاء ردّوا وبقوة على الذين اتهموا اللاعبين المغتربين، الذين ولدوا وتعلموا في فرنسا بانسلاخهم عن معرفة اللغة العربية أو الأمازيغية وتغرّبهم، وهو ما لم يفعله الجيل الذهبي للكرة الجزائرية، مثل مصطفى دحلب أشهر الأوفياء لمنتخب الجزائري، ورابح ماجر الحاصل على رابطة الأبطال الأوروبية، والجيل الذي لحق بهم بعد ذلك مثل تاسفاوت وصايب ومصابيح وبزاز، ولا يفعلها غالبية الذين ينشطون حاليا في البطولة الجزائرية. سؤال طرحناه، زوال أمس الخميس، على عدد من الأئمة في الجزائر، عن جواز أو أهمية سجود مشاهير الكرة الجزائرية في الملاعب الأوروبية، فقال الشيخ سلطان بركاني أنه بالنظر إلى المبدأ، فإن سجود اللاعب المسلم في الملعب شكرا لله بعد تسجيل الهدف أمر مقبول شرعا، خاصة وأنه أصبح من وسائل التعريف بالإسلام والدعوة إليه، ومن خصوصيات اللاعب المسلم، في المقابل تعمّد بعض اللاعبين النصارى إظهار شعيرة التصليب في الملاعب، وبالنظر إلى واقع الحال، فإن أكثر اللاعبين المسلمين الذين يسجدون في الملاعب لا يستصحبون شروط سجود الشكر، التي من أهمها الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة، والواجب شرعا أن يُشكر هؤلاء اللاعبون على محاولتهم إظهار انتمائهم لدينهم، وأن ينصحوا باستصحاب شروط السجود في المباريات، بدل الإنكار عليهم أو التهكم عليهم. وقال الدكتور عبد الكريم رقيق للشروق اليومي، أن ما يقوم به هؤلاء يشرف الجزائر فعلا، لأنه تصرف يبرهن على أصالتهم، خاصة أن هؤلاء اللاعبين محبوبون، وهم نموذج للشاب والطفل الجزائري، وهم يؤثرون في غيرهم في أوربا، ولا يرى حرج في السجود شكرا لله، ويدعو لتقصي القبلة إن أمكن، والإنسان أحيانا يفاجئه خبر مفرح، فيكون أول من يتذكره هو الله فيخرّ ساجدا، ربما دون طهارة أو بلباس لا يليق بالصلاة، ولكنه يؤكد أن حب الله في قلبه، وهو الأولى بالسجود