عاد المغرب ليوجه التهم المعلبة إلى الجزائر، ووصفها بالدولة “الخصم”، التي تعمل على الإضرار به، عبر ملف الصحراء الغربية، زاعما كذلك بأن الجزائر تسيء له وتسعى لضرب مصالحه. وجّه رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، رسائل إلى جهات خارجية لم يسمّها، والمؤكد أن المعني بهذا الخطاب وهذه التوصيفات هي الجزائر برأي مراقبين، وهو ما دأب على ترديده ساسة المخزن في حق “الجارة الشرقية” لهم. وقال العثماني، في سياق حديثه عن نزاع الصحراء القائم بين المغرب وجبهة “البوليساريو” وذلك قبيل توجّهه إلى نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن تلقى تكليفا ملكيا بتمثيل المملكة في أشغال أكبر لقاء سنوي للمنظمة الأممية، إن هناك جهات خارجية تعمل على الإساءة للمغرب وضرب مصالحه. وتابع العثماني، الذي ألقى كلمة مطوّلة أمام الملتقى الجهوي النسائي لحزب “العدالة والتنمية” بمدينة الدار البيضاء مساء الأحد، أن المغاربة يستطيعون حلّ مشاكلهم الداخلية ولا حاجة لديهم لأحد كي يقوم بهذه المهمة. وتأتي التصريحات الجديدة لرئيس الحكومة المغربية في وقت تعتبر فيه الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، موعدا سنويا لمواجهة دبلوماسية مع جبهة البوليساريو، وبعض الدول التي تساند أحقية الصحراويين في تقرير مصيرهم، وتطبيق مواثيق الأممالمتحدة، التي تؤكد أن تراب الصحراء الغربية إقليم مُحتل من المغرب. وقال العثماني إن المغرب “بلد محسود”، مذكرا بخطاب سابق للملك محمد السادس، تحدّث فيه عن “حُساد” خارجيين، مشددا على أن المغرب لديه أعداء وخصوم يحاولون أن يضروا به، دون أن يذكر أسماءهم. وأبان شريط مصوّر تحتفظ به الصفحة الرسمية لحزب “العدالة والتنمية”، الذي يتولى العثماني أمانته العامة، حديث رئيس الحكومة عن وجود “من ينهج سياسة فرّق تسد، وسياسة تقسيم المقسّم وتجزيء المجزأ، وسياسة إفقار وتشتيت الدول، لهذا يعتبر المغرب موقف الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للدول موقفا مبدئيا، ليس بالنسبة للمغرب فقط بل في جميع الدول الأخرى”. وزعم العثماني بأن هذه الجهات الخارجية تحاول الإساءة إلى المغرب من خلال بث دعايات مغرضة “مثل القول إن جبهة البوليزاريو هي الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين، بينما هؤلاء المواطنون هم موجودون في بلادهم (المغرب)”، على حد تعبيره، في إشارة منه إلى الصحراويين الذي تم احتلال ترابهم في أكتوبر من العام 1975، وإلحاقهم بالمملكة المغربية كرها. كما تحدث رئيس الحكومة المغربية عمّا سماه محاولات أخرى كثيرة للتيئيس وقلب الحقائق “وهذه أمور يجب أن نكون فطنين أمامها، والمغاربة عبر التاريخ كانوا دائما فايقين (يقظين) ولا تنطلي عليهم الحيل”، كما ادعى.