في سابقة أولى من نوعها في تاريخ “نجوم العلوم”، برنامج تلفزيون الواقع العلمي الرائد من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، استبعدت لجنة التحكيم اثنين من المشاركين في حلقة “النموذج الهندسي”، لتسجل أول حالة تصفيات مزدوجة في تاريخ البرنامج، حيث لم يفلح كل من الجزائري عماد الدين عزوز والتونسي محمد الخراط في صناعة نموذج أولي عملي بالكامل، مما أدى إلى خروجهما من الموسم الحادي عشر للمسابقة. وقد منح للمتسابقين فترة زمنية امتدت لأربعة أسابيع قبل هذه الحلقة لإنتاج نموذج هندسي قادر على إثبات جدوى خطط التصاميم الحاسوبية والمخططات الخوارزمية لمشاريعهم، تثبت درجة نجاح المنتج ومواصفات أداء النموذج الأولي. ولتسليط الضوء على مجريات الحلقة، فقد تم تصميم جهاز المسح الطبي للزفير للمتسابق عماد الدين بهدف استشراف مبكر لمؤشرات مرض السرطان من خلال زفير الشخص، إلا أن البحث علمي طويل حول الصلة بين البصمات البيولوجية في زفير الشخص وتشخيص المرض وهو الطريق الذي سوف يسلكه عماد الدين خارج البرنامج. أما بالنسبة إلى لباس السباحة للإنقاذ الآلي، الذي ابتكره محمد الخراط بهدف الكشف عن حوادث الغرق الوشيك ومنعها، فهو لم يتمكن من اجتياز اختبارات بسيطة كالانتفاخ خلال محاكاة حالات طوارئ كما ينبغي له، وفي نهاية المطاف، شعرت لجنة التحكيم أن الخيار الوحيد هو خروجهما من المنافسة. فؤاد مراد: لا نسمح بأي هامش للخطأ في ابتكار المنتجات! وتعليقاً على هذه النتائج، قال البروفيسور فؤاد مراد، عضو لجنة تحكيم “نجوم العلوم”: “عندما نقوم بابتكار منتجات تقنية ذات تأثير على أرواح المستخدمين، فإننا لا نسمح بأي هامش للخطأ مهما كان ضئيلًا. رغم عدم وجود أي ضمان في نتائج التجارب، ينبغي أن يكون المخترع مستعدًا لمواجهة التحديات في أي مرحلة من مراحل بناء منتجه، ولهذا السبب نتمسك بأعلى المعايير على صعيد الخبرة العلمية والنزاهة”. من جهته قال عزوز، في أول تصريح له بعد إعلان الحكام عن إقصائه من المسابقة: “كانت هناك تحديات في هذه المرحلة وفعلت ما طلب مني، لا أعرف لحد الساعة لماذا غادرت البرنامج”، وتابع وهو يذرف الدموع: “سأفتقد الإخوة الذين كانوا معي، لست من الذين يتأثرون بصورة سريعة، الكلام الذي يؤثر هو الذي يكون من القلب إلى القلب”. هذا ما قالته المخترعة سيليا خشني عن مشاركة “عماد”؟! في ذات السياق، غردت المخترعة الجزائرية سيليا خشني صاحبة المرتبة الثالثة في “نجوم العلوم” العام الماضي، حول مشاركة عزوز في البرنامج: “اليوم في نجوم العلوم الموسم 11، يمثل الجزائر مرة أخرى الباحث عماد الدين عزوز من بين أحسن 6 مبتكرين باختراع جد مميز، وقبل هذا كان هناك اثنين من نفس مركز البحث الذي أديره قد تأهلوا إلى غاية مرحلة المجلس العلمي، الجزائر بمواهبها كانت ولا تزال أرضا للمبدعين والمتميزين، حفظ الله جزائرنا من كل سوء”. واستمر المتسابقون الآخرون بمتابعة حلم الفوز في الموسم الحادي عشر من برنامج نجوم العلوم، حيث استحوذت اللاصقة المفعّلة لجفن العين المغموشة، التي ابتكرتها نهى أبو يوسف، والتي تحفز عضلات الجفن للمساعدة في تخفيف آثار شلل الوجه النصفي “شلل بيل” على استحسان لجنة التحكيم بعد اجتياز الاختبارات الأولية بشكل متميز، وفي الوقت نفسه، أثبت يوسف العزوزي فكرة ابتكاره “دعامة لتعديل تدفق الدم”، حيث أعرب عن فخره قائلًا: “إن رؤية جهازه يعمل للمرة الأولى هو أسعد يوم بالنسبة له في مشواره في برنامج نجوم العلوم”. خريج “نجوم العلوم 5” يقدم الحلقة السادسة! وقد شارك أنور المجركش، الخريج المتميز من الموسم الخامس للبرنامج في عام 2013، في تقديم هذه الحلقة إلى جانب المقدم خالد الجميلي، حيث استغل المجركش الذي أصبح رائد أعمال ومخترعًا مرموقًا، هذه الفرصة لتشجيع المتنافسين الجدد على مواصلة المثابرة في مشوارهم وعدم الاستسلام لخيبات الأمل التي قد تعترضهم، كما استمتع بعودته إلى البرنامج بصفة جديدة هذه المرة. وكان أنور مندهشًا تمامًا كالجميع عندما قررت لجنة التحكيم القيام بإقصاء مزدوج، وقال في ذلك: “يشكل هذا البرنامج تحديًا حقيقيًا للمبتكرين وذلك لسبب وجيه، هو أن طرح منتج جديد في السوق يتطلب عملًا دؤوبًا وجهدًا كبيرًا وخبرة حقيقية، وأنا سعيد لأنني لم أضطر إلى مواجهة لجنة التحكيم اليوم”. إلى ذلك، سيواصل من تبقى من المتسابقين، الأردنية نهى أبو يوسف، القطري عبد الرحمن صالح خميس، العراقي حسام سمير، العمانية أنفال الحمداني والمغربي يوسف العزوزي، التنافس في جولة إنتاج النماذج الأولية في الحلقة الأخيرة من هذه المرحلة. من سيتوج بلقب أفضل مبتكر عربي لعام 2019؟ هذا وتعلم “الشروق تي في” مشاهديها أنها ستواصل عرضها للبرنامج العربي الأول في عالم الاختراع والتكنولوجيا، حيث لا تزال هناك حلقتان إلى جانب السهرة الكبيرة ليلة ال 9 نوفمبر، التي سيتعرف خلالها الجزائريون على هوية المبتكر الأفضل عربيا لعام 2019 في البرايم النهائي. تجدر الإشارة إلى أنّه في الموسم الخامس عام 2013، فاز بلقب “نجوم العلوم” الدكتور الجزائري محمد دومير عن اختراعه الذي يشخّص إصابات الحيوان وأوجاعه أثناء سيره، فيما حلّ الدكتور الجزائري مراد محمد بن عصمان في المرتبة الرابعة من الموسم السابع عام 2015، في حين عادت المرتبة الثانية عام 2016 للمخترع الجزائري عبد الرحيم بورويس، صاحب ابتكار “ونداركيت Wonderkit” (القميص الذكي الخاص بمرضى التوحد). ويتخطى عدد خريجي البرنامج 131 مخترع من 18 دولة عربية، ممن نجحوا في تحقيق النجاح تلو الآخر، وجمعوا بشكل مستقل أكثر من 14 مليون دولار أمريكي على شكل إيرادات ومنح وتمويل جماعي. وفضلًا عن فوزهم بمئات جوائز الابتكار، ساهم هؤلاء الخريجون في تأسيس شركات وتوفير فرص عمل، والمشاركة في حوارات ملهمة، وبناء مدارس، وإلهام جيل كامل.