إنتاج إماراتي هو الأضخم في تاريخ إنتاج المسلسلات والدراما التاريخية العربية، تعرض قناة “آم بي سي” يوم 17 نوفمبر الجاري، المسلسل التاريخي الملحمي “ممالك النار”، كما تُبث الحلقات على شبكة “نتفليكس”. المسلسل الذي تم عرض البرومو الخاص به السبت الماضي، من إنتاج شركة “جينوميديا” التابعة لدولة الإمارات ولعام 2019، وتم تصويره في تونس بتكلفة بلغت 40 مليون دولار، وتدور قصته حول الأيام الأخيرة من دولة المماليك في مصر والشام وسقوطها على يد الدولة العثمانية بالقرن السادس عشر. و”ممالك النار”، من تأليف المصري محمد سليمان عبدالملك، وإخراج البريطاني بيتر ويبر، وبطولة المصري خالد النبوي مجسدا شخصية السلطان طومان باي، ونخبة من نجوم مصر والدول العربية، بينهم محمود نصر، وكندة حنا، ورشيد عساف، ومنى واصف. وحمل البرومو عبارة “قانون دموي حكم إمبراطورية فأصبح لعنة تطاردهم”، ما أثار اللغط حول ما قد يشهده المسلسل من هجوم على الدولة العثمانية. ورأى متابعون أن الإنتاج الإماراتي الأضخم يأتي في ظل هجوم دول خليجية على تركيا، وأن الهدف منه عرض تاريخ الدولة العثمانية من وجهة نظر خليجية، وأنه يقدم مواجهة فنية مع مسلسل “قيامة أرطغرل”، التركي الذي حقق نجاحا عربيا وعالميا. وفي رؤية فنية ترى الناقدة إيمان نبيل، أن “برومو (ممالك النار) مبهر جدا من الناحية البصرية”، مضيفة “وبانتظار المحتوى ومدى ما يحمل من مصداقية حول تاريخ تلك الحقبة التي شهدت صراعا بين أكبر قوتين بالعالم الإسلامي العثمانيين والمماليك، حتى نكون موضوعيين”. وأكدت الناقدة الفنية، أن “أبطال العمل جميعهم نجوم وقدراتهم الفنية تضاهي نجوم أرطغرل، وأعمالهم الفنية ومشاركاتهم السابقة ونجوميتهم كبيرة”. وقالت إن “وجود هوس بالرجل التركي في العالم العربي، وإسناد البطولة لأنجين ألتان أعطت أرطغرل ميزة كبيرة حيث أكملت عناصر العمل مع الهوس بالشكل التركي”. وتعتقد نبيل، أن “أبطال ومخرج ممالك النار قادرون على توصيل الصورة الفنية للمشاهد العربي بما فيه من اختلافات سياسية وعرقية إذا لم يقعوا بفخ المبالغة والخوارق”، مضيفة أن “أبطال العمل لا جدال على موهبتهم وجمال اللغة العربية لديهم كالعملاقين رشيد عساف ومنى واصف”. وتعجبت نبيل من عدم إسناد المسلسل لأحد كبار مخرجي مصر وسوريا مثل المبدع حاتم علي، متوقعة أن “يكون لشركة الإنتاج هدف سيظهر مع المشاهدة، وربما يأتي المخرج البريطاني بجديد”. وترى نبيل، أن “إحدى مفاتيح نجاح (أرطغرل) للوصول للعالمية كان عبر الترجمة والدوبلاج وأن (ممالك النار) لابد أن يسير بنفس الطريقة وإلا سيبقى محدودا”. من جانبه يقول الكاتب الصحفي محمد عبدالشكور: “الإمارات تحاول بأموالها فرض نفوذها الثقافي والفني بمختلف المجالات وتعمل جاهدة للاستحواذ على الأكبر والأضخم والأطول سواء بالمباني وغيرها”. عبدالشكور، أضاف أنها “بإنتاج أضخم مسلسل تاريخي تم إنفاق مبلغ كبير جدا يقارب 40 مليون دولار؛ هي محاولة لفرض تاريخ مزوّر نكاية بالدولة التركية الحالية بإظهار الفتح العثماني لمصر باسم دولة الخلافة كونه احتلالا”. ويعتقد أنها “محاولة لمنافسة (أرطغرل) الذي حاز نسبة مشاهدة عالية بالوطن العربي والعالم”، مضيفا: “وربما لا يكون للمسلسل الإماراتي نصيب من شهرة المسلسل التركي”. المصدر: وكالات