استنكر رئيس اللجنة الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، بشدة تغلغل ظاهرة الرشوة والفساد في كل مفاصل الدولة، حتى أنها أضحت تعرقل الاقتصاد الوطني، وقال مستغربا "إن الجزائر أصبحت معروفة عالميا بالفساد"، أي أن اسمها أصبح مقرونا بالظاهرة، رغم مختلف القوانين والآليات المحاربة لها. وقال قسنطيني، خلال استضافته في حصة "لقاء اليوم" بالإذاعة الوطنية، أمس الأحد، في اعترافه وشهادته الخطيرين، إن ظاهرة الفساد أصبحت "رياضة وطنية" متواجدة في مختلف مستويات الإدارة، وذهب إلى أنه كلما "ازدادت قوة المال في الساحة كلما استفحلت ظاهرة الرشوة والفساد"، في إشارة إلى تعاظم سلطة المال على حساب سلطة الدولة ومؤسساتها، مشيرا إلى أن هذه الآفة لم تكن موجودة خلال سنوات الستينيات والسبعينيات. وأوعز المتحدث اتساع رقعة ممارسات الفساد إلى تجميد نشاط اللجنة الوطنية لمكافحة الرشوة والفساد، لافتقارها إلى الإمكانات ومقر يحتضنها منذ الوهلة الأولى، وطالب بتحريك مختلف آليات الرقابة والنصوص القانونية لمحاربة الظاهرة. وفي سياق متصل، جدد قسنطيني انتقاده لتطبيقات القضاة لآلية الحبس الاحتياطي، وأكد أن الأمر "مبالغ فيه"، ويتعارض مع قرينة البراءة، مطالبا باستعماله في الحالات الضرورية فقط، بما أنه إجراء استثنائي.