أطاحت فرقة الشرطة القضائية بأمن دائرة القل، غرب ولاية سكيكدة، الإثنين، بمنظم لرحلات الهجرة السرية عن طريق البحر، انطلاقا من سواحل الجهة الغربية بالولاية، ويبلغ المتهم من العمر 36 سنة، ويقطن في بلدية الشرايع، وقد أوقف بعد تتبع تحركاته لأزيد من أسبوعين. وقد تمت هذه العملية إثر الاستغلال الجيد للمعلومات التي حصلت عليها مصالح الأمن، من مرشح للهجرة السرية، أفاد أن المشتبه فيه احتال عليه، وحصل منه على 12 مليون سنتيم مقابل الحرقة نحو جزيرة سردينيا، دون أن يكون من ضمن الفوج الذي نقله على متن قاربه، وصرح لمصالح الأمن أن مجموعة من الأشخاص يقومون بصناعة قارب مخصص للهجرة غير الشرعية، بشاطئ تمنارت الصخري ببلدية الشرايع، واستغلالا للمعلومات، انتقلت ذات المصالح إلى عين المكان أين تأكدوا من وجود القارب. وبعد إخطار الجهات الأمنية المشتركة المتكونة من الدرك والجيش الوطني الشعبي وحراس السواحل، تم مداهمة المكان، أين تم العثور على قارب حديث الصنع، نصف صلب مجهز بمحرك قوة 40 حصانا، طوله 7 أمتار مهيأ للإبحار ومغطى بغطاء بلاستيكي، وبعد إخطار وكيل الجمهورية لدى محكمة القل، ونظرا لصعوبة إخراجه من المكان المخبأ فيه الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط مباشرة تجهيزا لاستعماله في الحرقة، نحو جزيرة سردينيا الايطالية، حيث تم إحراقه، وإتلافه نهائيا مع فتح تحقيق في القضية للوصول إلى مالكه، كما تم تفتيش الغابات المجاورة لبلدية قنواع المحاذية للطريق، وخاصة على مستوى قرية اكرون، وقد تم إيداع الموقوف رهن الحبس الاحتياطي من قبل وكيل الجمهورية لدى محكمة القل صاحبة اختصاص الإقليم. وتأتي هذه العملية بعد أيام قليلة من تمكن ذات المصالح من تفكيك شبكة لتنظيم رحلات الموت وحجز معدات للإبحار السري، في وقت لا تزال فيه التحقيقات جارية من اجل توقيف باقي أفراد الشبكة، بينما سيتم تقديم الموقوف أمام الجهات القضائية المختصة بمحكمة القل. للإشارة، فقد أدانت نهاية السنة الماضية محكمة القل بولاية سكيكدة في جلسة الجنح، ثلاثة حراقة موقوفين ب6 أشهر حبسا نافذا بتهمة تنظيم هجرة غير شرعية وتلقي مقابل ذلك أموالا، وهذا من بين 13 حراقا موقوفا، بينما قضت ب20 ألف دج غرامة مالية لعشرة متهمين آخرين تتراوح أعمارهم ما بين 25 سنة و45 سنة، ينحدرون من بلديات القل والزيتونة وأولاد عطية بعد أن تابعتهم النيابة بتهمتي التدبير، والمشاركة والخروج غير الشرعي من التراب الوطني لأشخاص من أجل الحصول بصورة مباشرة وغير مباشرة على منفعة مالية أو منفعة أخرى لهم جميعا، كما نجح 136 شاب في عبور الضفة الأخرى في أقل من 48 ساعة عبر 8 قوارب انطلقوا من مختلف سواحل الجهة الغربية، وهذا على غرار تمنارت بالشرايع، وبني سعيد بالقل وغيرها من الشواطئ.