علقت حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً، الثلاثاء، مشاركتها في محادثات تستضيفها الأممالمتحدة لوقف الحرب الدائرة للسيطرة على العاصمة، بعد أن قصفت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر ميناء طرابلس مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وسقوط قذائف على بعد أمتار من ناقلة محملة بغاز قابل للانفجار. وكانت الأممالمتحدة تستضيف في جنيف محادثات لوقف إطلاق النار بين ضباط من حكومة طرابلس والجيش الوطني الليبي. ويسعى الجانبان للسيطرة على العاصمة في حملة مستمرة منذ نحو عام أدت إلى تشريد ما لا يقل عن 150 ألف شخص. وكانت القوى الخارجية التي تدعم الطرفين المتناحرين قد وافقت على إجراء المحادثات خلال قمة عقدت في ألمانيا قبل شهر وهي القمة التي لم تسفر عن وقف حرب تسببت في خفض صادرات النفط بمعدل مليون برميل يومياً. وقصف الجيش الوطني الليبي ميناء طرابلس قائلاً في بادئ الأمر، إنه استهدف سفينة تركية تنقل أسلحة، لكنه أوضح لاحقاً أنه قصف مستودعاً للذخيرة. وقالت قوات طرابلس، إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب خمسة. وجاء الهجوم تزامناً مع زيارة السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند لقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر في أول زيارة لمبعوث أمريكي لشرق ليبيا منذ مقتل السفير الأمريكي في هجوم ألقي باللوم فيه على فصيل إسلامي في عام 2012. ورداً على هجوم الجيش الوطني الليبي قالت حكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس في بيان، إنها علقت مشاركتها في محادثات وقف إطلاق النار "حتى يتم اتخاذ مواقف حازمة من المعتدي وانتهاكاته وسيكون لنا الرد الحازم على هذه الخروقات بالشكل والتوقيت المناسبين". وأضافت أنه "بدون وقف إطلاق نار دائم يشمل عودة النازحين وضمان أمن العاصمة والمدن الأخرى من أي تهديد، فإنه لا معنى لأي مفاوضات، فلا سلام تحت القصف". وميناء طرابلس بوابة رئيسية لعبور الغذاء والوقود والقمح والواردات الأخرى إلى منطقة العاصمة التي تشهد قتالاً منذ أن بدأ الجيش الوطني الليبي هجوماً في أفريل لانتزاع السيطرة على المدينة، مقر الحكومة المعترف بها دولياً والتي تدعمها تركيا. ضرب الميناء قالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان، إنه "تم إخلاء كل ناقلات الوقود بشكل عاجل من ميناء طرابلس وإلغاء كل عمليات التفريغ، وذلك بعد سقوط قذائف على بعد أمتار من ناقلة محملة بغاز النفط المسال (غاز الطهي) القابل للانفجار كانت تحت التفريغ بالميناء". وقال رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله: "الهجوم الذي استهدف ميناء طرابلس اليوم كاد أن يؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية وسيكون له تأثير جسيم على المواطنين في مدينة مكتظة كطرابلس حيث لا يوجد في المدينة مرافق جاهزة لتخزين الوقود فالعاصمة تعاني من خروج مستودعات التخزين الرئيسية عن الخدمة بسبب الحروب بطريق المطار". وأضاف "ستكون النتائج فورية وهذا سيزيد من معاناة المواطنين وقد يؤدي إلى تعطل المستشفيات والمدارس ومحطات توليد الطاقة والخدمات الحيوية الأخرى". ويقول دبلوماسيون، إن تركيا أرسلت منذ جانفي عدة سفن تنقل أسلحة وشاحنات ثقيلة إلى طرابلس وميناء مصراتة في غرب ليبيا. كما أرسلت مقاتلين من الحرب الأهلية في سوريا للدفاع عن طرابلس. ويتلقى الجيش الوطني الليبي، المتحالف مع حكومة موازية في شرق ليبيا، الدعم من الإمارات ومصر والأردن ومرتزقة روس. وتقدم فرنسا بعض الدعم أيضاً. وموانئ شرق ليبيا ومطاراته خارج نطاق سيطرة قوات طرابلس. جاء هجوم الثلاثاء في الوقت الذي عقد فيه ضباط من قوات طرابلس وحكومة الوفاق الوطني محادثات غير مباشرة في جنيف للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وكان غسان سلامة مبعوث الأممالمتحدة لليبيا قال إن الطرفين رفضا للمرة الثانية الجلوس في قاعة واحدة. وأضاف سلامة أنه تلقى شروطاً من رجال القبائل المتحالفين مع قوات الجيش الوطني الليبي بشأن إنهاء إغلاق موانئ تصدير النفط في شرق البلاد، لكنه قال إنها شروط عامة ويتعين التعامل معها في حوار تقوده الأممالمتحدة في جنيف الأسبوع المقبل. Libya's internationally recognized government on Tuesday suspended talks hosted by the United Nations to halt warfare over the capital after eastern forces shelled Tripoli's port, killing three people and almost hitting a highly explosive gas tanker. https://t.co/L3RGo9vX15 pic.twitter.com/lbdiz0h9Vc — Reuters Africa (@ReutersAfrica) February 19, 2020 هذا الفيديو يوضح سقوط أول قذيفة علي الرصيف في ميناء #طرابلس البحري. Gepostet von تك يحرق كل شي am Dienstag, 18. Februar 2020