حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين، من أن "ملايين" المهاجرين واللاجئين سيتوجهون إلى أوروبا، في تكثيف لضغوطه على الدول الغربية للحصول على مزيد من المساعدات في النزاع السوري. كما أعرب أردوغان عن أمله في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في سوريا عند لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق من الأسبوع عقب القتال العنيف في محافظة إدلب، آخر معاقل المقاتلين المعارضين. وحذّر من أن على أوروبا تحمل حصتها من أزمة اللاجئين التي تسبب بها العنف في المنطقة. وقال "بعدما فتحنا أبوابنا، تلقينا العديد من الاتصالات الهاتفية، قالوا لنا +أغلقوا الأبواب+. لكنني قلت لهم +لقد تم الأمر، انتهى. الأبواب مفتوحة. وعليكم الآن أن تتحملوا نصيبكم من العبء+". وأضاف "انتهى عصر التضحية والفداء من جانب واحد فيما يتعلق باللاجئين والمهاجرين". وخيّر أردوغان المجتمع الدولي بين توفير "حياة كريمة" لهؤلاء المهاجرين على أرضهم، وإلا فإن "كل طرف سيأخذ حصّته من العبء". [Video] Erdogan: 'Era of one-sided sacrifices on migrants over' pic.twitter.com/X1wYGLlXIj — ANADOLU AGENCY (ENG) (@anadoluagency) March 2, 2020 واحتشد آلاف المهاجرين واللاجئين ومن بينهم أفغان وسوريون وعراقيون، على الحدود التركية مع اليونان بعد أن أعلن أردوغان، الجمعة، أن تركيا لن تمنعهم من التوجه إلى الاتحاد الأوروبي. وأكد أردوغان، أن الأعداد أكبر من ذلك بكثير، وقال أنها تصل إلى "مئات الآلاف". وأضاف "سيتزايد العدد. قريباً هذا العدد سيصل إلى الملايين". واندلعت اشتباكات عندما منعت الشرطة اليونانية دخول الآلاف عبر الحدود في عطلة نهاية الأسبوع، وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المهاجرين الذين ردوا بإلقاء الحجارة. وفي محاولة يائسة سعى العديد من المهاجرين إلى السير في طرق بديلة، وقالت شرطة الموانئ اليونانية، أن صبياً توفي عندما انقلب قارب مكتظ قبالة ساحل جزيرة ليسبوس. وأعلنت أثينا عن تعزيز دورياتها البرية والبحرية وتعليق طلبات اللجوء التي تقدم بها الأشخاص الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني. وتستقبل تركيا على أراضيها أكثر من 4 ملايين مهاجر ولاجئ، غالبيتهم من السوريين، إلا أنها أبرمت اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي في 2016 لمنعهم من التوجه إلى أوروبا مقابل الحصول على مليارات الأورو من المساعدات. لكن مع تزايد هجمات النظام السوري بدعم روسي على إدلب في الأشهر الأخيرة، فر مئات الآلاف إلى منطقة الحدود التركية، مما دفع المسؤولين الأتراك إلى طلب المساعدة الدولية لتحمل العبء الناتج عن تدفق اللاجئين. ومن المقرر أن يزور كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي الحدود اليونانية الثلاثاء وسط مخاوف من تكرار موجة اللجوء إلى أوروبا في 2015. #UPDATE Turkish President Recep Tayyip Erdogan claimed on Monday that "millions" of migrants will soon head for Europe as he mounted pressure on Western countries to give Turkey more assistance with the Syrian conflict https://t.co/6j51zTB2KT pic.twitter.com/o9CbwokwFo — AFP news agency (@AFP) March 2, 2020 وقف إطلاق نار في إدلب؟ تأتي مسألة اللاجئين في الوقت الذي تشن فيه تركيا عملية عسكرية في إدلب شمال غرب سوريا، بعد أسابيع من تصاعد التوترات مع النظام السوري الذي شن هجوماً مدمراً بدعم جوي روسي، لاستعادة المحافظة. وأكدت السلطات السورية الاثنين عزمها التصدي بحزم "للعدوان" التركي على أراضيها. وأكدت الرئاسة التركية، على أن الرئيس أردوغان سيعقد قمة مع بوتين في موسكو الخميس لمناقشة تصاعد العنف. وأكد أردوغان خلال خطاب في أنقرة "سأذهب إلى موسكو الخميس لمناقشة التطورات (في سوريا) مع بوتين. وآمل هناك، أن يتخذ (بوتين) التدابير الضرورية مثل وقف لإطلاق النار وأن نجد حلاً لهذه المسألة". بدوره قال الكرملين، إن التعاون مع تركيا أولوية أولى. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحفي هاتفي: "نحافظ على التزامنا باتفاقات سوتشي، ووحدة الأراضي السورية، وندعم مكافحة الإرهابيين.. وبطبيعة الحال نولي أهمية كبرى للتعاون مع شركائنا الأتراك". وأطلقت أنقرة عملية عسكرية ضد النظام السوري المدعوم من موسكو بعد أسابيع من التصعيد في إدلب في شمال غرب سوريا، حيث أسقطت طائرتين حربيتين سوريتين وقتلت عشرات المقاتلين الموالين للنظام السوري ودمرت مركبات وآليات عسكرية وقصفت مطارات عسكرية أيضاً. وأضاف بيسكوف: "عسكريونا على تواصل دائم. الأهم هو أننا نتجه الآن نحو مفاوضات بين بوتين وأردوغان"، مقررة الخميس في موسكو. وأكد أن "خبراءنا العسكريين يحللون ويقيمون الوضع على الأرض"، موضحاً أن الجيش الروسي سيعمل على "ضمان أمن الطيران" فوق منطقة إدلب. ويشن النظام السوري منذ ديسمبر بدعم من الطيران الروسي عملية عسكرية لاستعادة إدلب، المعقل الأخير لمجموعات إسلامية ومعارضة. وأثارت هذه العملية خلافات بين أنقرةوموسكو. ورغم أن تركيا تدعم بعض المجموعات المعارضة، مقابل دعم روسي للنظام، لكن الطرفين عززا تعاونهما حول الملف السوري في السنوات الأخيرة. ورغم ذلك فإن تركيا تظل مصممة على تجنب أي اشتباك مباشر مع روسيا، حيث يرتبط البلدان باتفاقيات دفاعية وتجارية مهمة. #BREAKING "Millions" of migrants and refugees will soon head towards Europe, Turkish President Erdogan claims, as he maintained pressure on Western countries over the Syrian conflict pic.twitter.com/U0wL0Uta2j — AFP news agency (@AFP) March 2, 2020