خلّف تصريح وزير الصّحة وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، حول استعمال دواء كلوروكين مع مضاد حيوي آخر، لعلاج المصابين بفيروس "كورونا"، جدلا واسعا، لدرجة خروج البعض للاحتفال، غير آبهين بإجراءات الحجر الصحي، ومعتقدين أن الجزائر نجحت في إيجاد علاج فعال لكوفيد 19، وهو السلوك الذي يتأسف له الأطباء ويناشدون المواطنين التزام منازلهم. بمجرد إعلان وزير الصّحة تطبيق "بروتوكول" علاج للمصابين بفيروس كورونا، والمتمثل في دواء كلوروكين الموجه لعلاج الملاريا، استبشر المواطنون خيرا، بل خرجوا يحتفلون في الشوارع، وكأن الجزائر ستقضي على الوباء، في وقت لم يفهم البعض مصطلح "بروتوكول علاج" الذي تردد على لسان الوزير. وشرح المختص في الصحة العمومية، فتحي بن أشنهو، في اتصال مع "الشروق"، الثلاثاء، معنى مصطلح بروتوكول علاج، فأكد أنه مصطلح تقني طبي، ويعني سلسلة الإجراءات المتخذة لعلاج مسألة طبية أو جراحية معينة. وحسب محدثنا فكان الأجدر بالوزير "أن لا يستعمل مصطلحا طبيا يفهمه الأطباء فقط، وقد يثير البلبلة لدى الرأي العام، المتكون من مختلف الطبقات الاجتماعية"، وهو ما اعتبره بن أشنهو "سوء تواصل مع المواطنين في فترة حساسة"، وهو نفس الخطأ الذي يقع فيه البعض، والذين يستعملون مصطلح فيروس كورنا كوفيد 19 دفعة واحد، رغم أن المصطلحين نفس الشيء. أما بخصوص دواء كلوروكين المعلن، فقال المختص في الصحة العمومية، إن هذا الدواء تستعمله الدول لعلاج الملاريا المنتشر في بعض الدول الإفريقية، وحسبه "سبق لأنصار المنتخب الوطني الذين تنقلوا إلى أم درمان السودانية، لمتابعة مقابلة الفريق الوطني أمام نظيره المصري، استعمال الدواء بتوصيات من وزارة الصحة، تجنبا للإصابة بالملاريا". وعن فعالية هذا الدواء، يؤكد محدثنا، بأنه لا يزال في مرحلة التجربة، وتعتبر الصين أول بلد أعلنت فعاليته في معالجة الحالات المستعصية للإصابة بكورونا، حسب منشوراتها الطبية، لتتبعها فرنسا، أين جربه طبيب معروف بمدينة مرسيليا على 24 مريضا بالكورونا. ويستعمل "الكلوروكين" بحذر، حيث قال بن أشنهو "الدواء وعلى غرار بقية الأدوية لديه مضاعفات جانبية، وأهمّها تأثيره في القلب، ولذلك فالجزائر ستستعمله فقط على الحالات الخطيرة من المصابين بكورونا، والذي دخلت حالتهم مرحلة الخطر"، كما يقدمه الأطباء وفق جرعات وتوقيت معين، هم أدرى به، ولا يمكن مطلقا لأي مواطن أخر استعماله بمفرده. ويضيف المتحدث، الجزائر وكغيرها من الدول "وجدت نفسها مضطرة لتجريب هذا الدواء على المرضى، لأننا في مرحلة تشبه الحرب، وجميع الحلول متاحة للتجريب، درءا للخطر". ليؤكد أن دولا مثل فرنسا وإيطاليا والمغرب وحتى أمريكا بدأت في إعطائه لمرضاها المصابين بالكورونا. وبدوره أكد عضو اللجنة العلمية لرصد تفشي فيروس كورونا، ورئيس عمادة الأطباء الجزائريين البروفيسور بقاط بركاني ل"الشروق"، بأن البرتوكول المعتمد لعلاج "كورونا"، وهو دواء كلوروكين، ينتج بالجزائر بالتعاون مع شركة أجنبية، وأنّ باحثين أجانب أكدوا نتائجه الإيجابية، في الحالات الحرجة المصابة بالفيروس. وحسبه "الدواء يساهم في رفع المناعة بجسم المريض، لمقاومة المرض". وشدد بركاني على ضرورة التقيد العلمي بالبروتوكول بالنسبة للجرعة اليومية للحالات المصابة، وأن المستشفيات هي المخولة الوحيدة باستعمال الدواء، وليس المواطنين، داعيا للتقيد بالإجراءات الوقائية خاصة الحجر المنزلي، لأنها السبيل الوحيد للوقاية من وباء كورونا. بقاط : بداية تجريب دواء كلوروكين بمستشفى القطار بالعاصمة كشف عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فيروس كورونا، بقاط بركاني، أن البروتوكول العلاجي الذي كشف عنه وزير الصحة، والمتمثل في في دواء "هيدروكسي كلوروكين"، الشروع في تجريبه، مع بعض الحالات الخطيرة بمستشفى القطار بالعاصمة، مؤكدا أنهم ينتظرون النتائج، مع متابعة تطورات الوضع في الدول المستعملة للدواء نفسه، في كل من أوروبا والصين. وأوضح أن العلاج يقلل من تواجد عدد الفيروسات بجسم المريض، ويحفز مناعة الجسد للتغلب على الفيروس والقضاء عليه. كما تملك الجزائر مخزونا استراتيجيا من هذا الدواء، قد يسمح لها حتى بالتصدير لبعض الدول، في حالة أثبت العلاج فعاليته.