تزامنا مع حديث لعلماء الأزهر بمصر ومفتيين بالسعودية، حول إمكانية الترخيص بالإفطار في شهر رمضان المقبل، بسبب جائحة كورونا، تعالت أصوات في الجزائر مطالبة برأي لجنة الفتوى بالجزائر وحتى الأطباء في الموضوع، خاصة وأنه لا يفصلنا عن رمضان سوى أيام قلائل. بينما تنتظر السعودية فتوى من مجلس الإفتاء، حول جواز إفطار شهر رمضان، على اعتبار أن مرض كورونا المستجد، هو وباء عالمي وقد يستمر لأكثر من عام. خاصة مع اقتراب شهر رمضان الكريم، وتداول معلومات تفيد بعدم ترك الحلق جافا طيلة اليوم، إذ يجب الإكثار من شرب الماء الدافئ لمنع دخول كورونا إلى الرئتين وتكاثره. فيما فصل علماء الأزهر بمصر في الموضوع، مؤكدين بأنه لا يجوز إفطار رمضان بسبب كورونا. وحسب الأزهر، فبعد الرجوع إلى منظمة الصحة العالمية، للاستفسار عن شرب الماء والغرغرة، وإن كانا يقيان من الإصابة بفيروس كورونا، فكانت الإجابة بأن الماء وإن كان مهما لرطوبة الجسم، لكنه لا يقي من الفيروس ولم يثبت أن الغرغرة تقي من الفيروس كذلك، وبناء عليه فإنه لا يجوز إفطار المسلمين، ويسمح بالمضمضة دون وصول شيء من الماء للحلق. وفي الجزائر يثير الموضوع جدلا، فكثير من أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، المتخوفين على حالتهم الصحية في ظل انتشار وباء كورونا، يلجؤون للإكثار من شرب الماء واستهلاك المكملات الغذائية والفيتامينات طيلة اليوم. وفي الموضوع، أكد لنا الطبيب العام، عمر بن يحيى، أن كثيرا من مرضاه باتو يسألونه عن إمكانية إفطارهم في رمضان، وهم من أصحاب الأمراض المزمنة، ومنهم من كان يصوم رمضان دون مشاكل. ويبرر مرضاه تخوفاتهم، بسبب المعلومات المتداولة حول تسهيل الحلق الجاف دخول فيروس كورونا إلى الرئتين. وحسب محدثنا، إلى حد الساعة لم يثبت أن الحلق الرطب يحمي من كورونا، "نحن الأطباء ملتزمون عند تقديم النصح لمرضانا، بتوصيات منظمة الصحة العالمية، وهي من تفصل في هذا الموضوع". بدوره، أكد المنسق الوطني للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي ل"الشروق" بأن الحديث عن إفطار رمضان بسبب وباء كورونا "سابق لأوانه"، إذ لا تزال أمامنا أيام قبل دخول الشهر الفضيل. ومع ذلك، يدعو محدثنا، المواطنين لإخلاص النية وعقدها لصوم رمضان المقبل، لما في ذلك من نزول للبركات والرحمة على المسلمين، في ظل هذا الوباء والابتلاء. وأضاف المتحدث "شهر رمضان رحمة للعالمين، ودعوات الصائمين المخلصين في صيامهم مستجابة، وليس بينها وبين الله عز وجل حجاب… فلنعقد النية للصوم تطبيقا لفريضة دينية، وتضرعا لرفع الوباء عنا وعن شعوب العالم"، على حد تعبيره. كما يعتبر محدثنا، بأن بلدان الشرق الأوسط كمصر والسعودية، تعرف مناخا حارا في شهر ماي المقبل، عكس الجزائر، وهو ما يجعلهم "ربما متخوفين من تأثير الحرارة المرتفعة على جفاف خلق الصائم في ظل وباء كورونا".