عبد الناصر الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي يرتفع فيه سعر البطاطا كلما أكرمنا الله بالغيث الجميل، وهي البلد الوحيد في العالم الذي يتحدث فيه وزير الطاقة عن أزمة تغطية التكاليف لرفع سعر المازوت والبنزين كلما ضربت أرقام البترول في السوق العالمية أعلى مستوياتها، وهي البلد الوحيد في العالم الذي يمتلك من كنوز السياحة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر ببال أحد. ومع ذلك يطمس هذه الكنوز عن أعين مواطنيه فما بالك بأعين الدنيا التي عرفت أول أمس عملية تعيين عجائبها السبع في نسختها الجديدة حيث تنافست معظم دول العالم بحثا عن مكان تحت شمس العجائب وغابت الجزائر التي تمتلك لوحدها كذا أعجوبة في إليزي وتمنراست وقسنطينة وغرداية وتلمسان وبسكرة وبلاد الأوراس والقبائل، وكأن الأمر لا يعنيها بل إنه لا يعنيها فعلا. ولأن أمريكا ودول أوربا واليابان ما عاد يعنيهم الصراع السياحي لخطف ملايير الدولارات بفعل الثراء الذي يعيشونه اقتصاديا وتكنولوجيا، فإن التنافس اشتد ما بين دول العالم الثالث من إفريقيا وأمريكا وآسيا والشرق الأوسط لأجل انتزاع لقب "الأعجوبة" ونيل الملايين من السواح أو لنقل الملايير من الدولارات، وبمجرد إعلان نتائج هذا الاستفتاء الإلكتروني لتعيين المواقع السبعة الجديدة حتى أعلنت الأفراح والليالي الملاح في الأردن وإيطاليا والصين والبرازيل والهند والبيرو والمكسيك لأن النصر الذي حققوه هو نصر استراتيجي وتاريخي لا يضاهيه بالتأكيد أي نصر انتخابي أو كروي نقرع نحن له الطبول. كل التظاهرات التي أقمناها فشلت في استقطاب السواح الأجانب من المهرجان الدولي للشباب والطلبة إلى تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية وبلوغا الألعاب الإفريقية، لأننا لا نحسن اختيار الزمان والمكان لاصطياد هذه الثروة التي لا تزول.. لن نتحدث عن الطاسيلي في جنوبنا ولا عن درب السواح في قسنطينة ولا عن حدائق غوفي جنوبباتنة ولا عن مغارات بجاية ولا عن الشريعة في المتيجة ولكن علينا الآن أن نعلم ونعترف بأن في الدنيا ثماني عجائب جديدة هي موقع البتراء في الأردن والسور العظيم في الصين و مسرح الكوليسيوم في روما بإيطاليا وتمثال السيد المسيح في البرازيل وتاج محل في الهند ومدينة ماتشو بيك تشو في البيرو وهرم سيشين إيتزا في المكسيك "وزلازل وبراكين" إهمال ولا مبالاة التحف الساحرة في الجزائر... أليست هذه أعجوبة!!