لجأ الكثير من تجار المواد الغذائية، خاصة الذين يملكون محلات تجارية في الأحياء الشعبية، وفِي التجمعات السكنية المعروفة بكثافة قاطنيها، وفِي المناطق الجديدة للعمارات، إلى بيع الأواني والأجهزة الكهرومنزلية، كنشاط إضافي جديد، حيث اكتظت محلاتهم بمختلف السلع وأصبحت أشبه ب"بازارات" صغيرة، كتعويض للمحلات ذات النشاطات التي أعيد تعليقها بقرار للولاة تفاديا لعدوى كورونا، بالنظر إلى حجم الإقبال عليها. وفِي العاصمة، برز الطابع التجاري الجديد، الذي فرضه الظرف الاستثنائي، وغلق الكثير من المحلات التجارية، المتعلقة ببيع الأواني، والأدوات، والأجهزة الكهرومنزلية، والمرطبات والحلويات، ومستحضرات التجميل، والألبسة والأحذية، حيث تميز هذا الطابع بفوضى الاختصاص في البيع، وتحولت بعض المحلات لبيع المواد الغذاء، إلى مخازن مكدسة، بمختلف السلع، بما فيها المسامير والدلاء الصغيرة لطلاء المنازل، وألبسة الأطفال، وأحذية الرجال، وتورتات الفراولة، وحتى سم الفئران! ووقفت "الشروق"، على مثل هذه الحالات والتي ميزت محلات في أحياء شعبية كثيرة، في بلوزداد، والحراش، وباش جراح، وحسين داي، حيث المهم حسب اصحاب هذه المحلات الربح، وتمرير كل شيء في وقت تدفع فيه الحاجة إلى تجارات ممنوعة بسبب كورونا، المواطن إلى الإقبال عليهم. وفِي أحد المحلات بحسين داي، كانت المواد الغذائية، مزدحمة بالأواني، وأدوات "الكانكايري"، والأجهزة الكهرومنزلية!.. وهذا ما أثار نوعا من السخرية والتنكيت لدى الزبائن الذين يدخلون هذا المحل، حيث كان مشهد الفوضى وتداخل مختلف هذه السلع، يذكر بمحلات المناطق الجبلية، والأرياف، سنوات الثمانينات. جمعية التجار: هذه نشاطات ممنوعة من جهته، أكد رئيس الجمعية الوطنية، للتجار الجزائريين، حاج الطاهر بولنوار، أن أي نشاط خارج السجل التجاري الذي يحدد نوع البيع، هو ممنوع، ويعتبر فوضى، وقد يضر بالمستهلك، موضحا أن بعض الحالات وحسب طبيعة المنطقة، يجب التغاضي عنها والتسامح مع بعض التجار بما يمليه الظرف. وقال بولنوار، إن قرار غلق بعض المحلات التجارية، بأمر من الولاة، كان صعبا على التجار والحرفيين الصغار خاصة، ولكن الالتزام به احترام إجراءات الوقاية من فيروس "كوفيد19″، كان يجب قبول الأمر، مشيرا إلى أن الغلق لبعض المحلات كان سببه طوابير الزبائن وعدم إلتزامهم بشروط الوقاية، ورفضهم للتباعد الاجتماعي داخل المحلات وخارجها. وأفاد حاج الطاهر بولنوار، أن جمعيته سترافق جميع التجار والحرفيين، وأحثهم على التقيد بشروط الوقاية من كورونا الفيروس المستجد، قصد مواصلة الجهود في نشاطاتهم المهنية والتحسيسية والتضامنية.