استغل شباب أغلبية القرى بولاية تيزي وزو، فترة الحجر الصحي الذي فرضته جائحة الكورونا، لتهيئتها والقضاء على النقائص المسجلة على مستواها قدر المستطاع، وسهرت خلايا الأزمة على احترام التدابير الوقائية والخروج لخدمة القرى بعد تطبيق حجر منزلي لمدة فاقت ال14 يوما. اكتسبت أغلبية القرى المتواجدة في المناطق النائية والمحرومة بولاية تيزي وزو، وجها مغايرا لوضعها ما قبل زمن الكورونا، حيث طبقت هذه المناطق حجرا صحيا تماشيا والتدابير التي فرضتها المنظومة الصحية وتلك التي طبقتها خلايا الأزمة المشكلة من قبل السكان لمتابعة الوضع، فبعد مرور 14 يوما على الحجر المنزلي والتأكد من عدم خروج أي شخص من القرية أو دخول غريب إليها، خرج هؤلاء لتهيئة قراهم بتعبيد الممرات والمسالك الرابطة بين سكناتها، تجديد شبكات المياه الصالحة للشرب، وحتى مد قنوات الصرف الصحي، حيث عملت لجان القرى على جمع تبرعات المواطنين واقتناء مواد البناء والسلع المطلوبة في عمليات التهيئة، ليقوم الشباب بإنجاز هذه المهام. تغيير وجه القرى والقضاء على بعض النقائص فيها، دفع الكبار والصغار للمشاركة كل حسب استطاعته، حيث لم تكن هذه المناطق في الماضي القريب، سوى مراقد لسكانها، فأغلبيتهم يدرسون أو يعملون خارجها ولا يعودون إليها سوى في أوقات متأخرة، والتواجد فيها خلال الحجر الصحي لأسابيع متتالية، جعل الجميع يتشارك في عمليات تهيئتها وإضفاء أجواء من البهجة للتقليل من مخلفات الحجر الصحي على نفسيات الأفراد، والتقليل من متاعب السكان مع هذه النقائص في الأيام العادية.